دعا حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي /الجبهة الوطنية الحاكم في زيمبابوي نوابه للاجتماع لمناقشة الخطوة القادمة بعد تجاهل الرئيس روبرت موغابي للمهلة التي منحت له لتقديم استقالته.
ووصف الحزب موغابي بأنه بات "مصدرا لعدم الاستقرار في البلاد" وقال إنه أظهر استهانة بحكم القانون، بعد رفضه التنحي عن السلطة، بحسب ما تقول وكالة رويترز إنها مسودة قرار عزله.
وحمل الحزب الحاكم موغابي مسؤولية الأزمة الاقتصادية الخانقة وغير المسبوقة التي تعيشها البلاد منذ 15 عاما.
وكانت المهلة التي حددها الحزب لموغابي للتنحي طوعا انتهت في الساعة الثانية عشر بالتوقيت المحلي (العاشرة بتوقيت غرينيتش) ظهر الاثنين.
وقد هدد الحزب، الذي أقال موغابي عن رئاسته، بعزله إذا لم يستقل طوعا.
وقد تبدأ اجراءات العزل سريعا يوم الثلاثاء عند اجتماع البرلمان.
- اللاعبون الرئيسيون في أزمة زيمبابوي
- سيدة زيمبابوي الأولى "غوتشي غريس"
- زيمبابوي: الآلاف يحتشدون في شوارع العاصمة للمطالبة برحيل موغابي
وليس واضحا بعد هل سيدعم حزب المعارضة الرئيسي، حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي، اجراءات سحب الثقة من الرئيس وعزله، إذ يطالب الحزب أن تتضمن العملية تقديم ضمانات بتحقيق إصلاح سياسي في البلاد.
وقالت الحكومة البريطانية الاثنين إن موغابي "قد فقد دعم شعبه وحزبه" في اصراره على التمسك بالسلطة رغم المطالبات المستمرة بتنحيه.
وقال الناطق الرسمي باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "لا نعرف بعد ما ستنتهي إليه التطورات في زيمبابوي لكن ما يبدو واضحا هو أن موغابي خسر تأييد شعبه وحزبه".
كيف بدأت الأزمة؟
وقد ضعفت سيطرة موغابي على زمام السلطة بعد تدخل الجيش الأربعاء في الخلاف الدائر بشأن من سيخلفه في الرئاسة.
وقد بدأت الأزمة في زيمبابوي قبل أسبوعين عندما أقال الرئيس البالغ من العمر 93 عاما نائبه، إيمرسون منانغاغوا، الأمر الذي أغضب قادة الجيش الذين رأوا في هذه الخطوة محاولة من موغابي لتهيئة زوجته لخلافته في منصب الرئاسة.
وأثارت إقالة منانغاغوا سلسلة من الأحداث انتهت بتدخل الجيش لمنع موغابي لمنعه من توريث الحكم لزوجته.
وقد شهدت شوارع زيمبابوي منذ بدء الأزمة تجمعات ومظاهرات حاشدة، شارك فيها عشرات الآلاف من الزيمبابويين وبضمنهم قدامى المحاربين الذين طالبوا باستقالة موغابي فورا.
_____________________________________________________________________
خروج مُصمم
تحليل: اندرو هاردينغ من هراري
تنتشر في البلاد إشاعات بأن موغابي يعتزم الاستقالة وأنه قد يعاود الظهور في التلفزيون لإعلانها في أي لحظة قادمة، وأن خطابه الأحد كان ببساطة لإعطاء الجيش تفويضا مطلقا بشأن ما فعله.
ولكننا لا نعرف في هذه المرحلة هل أنه سيستسلم للضغوطات التي يواجهها من قدامى المحاربين وحزبه والجماهير.
وقال موغابي في خطابه إنه يعتزم ترؤس مؤتمر الحزب الحاكم الشهر المقبل، وهو التصريح الذي وجده الناس هنا محيرا بعد تصويت الحزب على عزله من رئاسته وطرد زوجته من عضويته.
ومن الواضح أن الجميع هنا يعتقدون أن مرحلة موغابي قد انتهت. وقد كشفت مظاهرات الأحد شيئا من ذلك، ويعتقد الناس أن الحد تم تجاوزه. والآن بات تصميم عملية مغادرة موغابي مجرد قضية وقت.
ولن ينتهي الخوف من الحزب الحاكم والأجهزة الأمنية في ليلة وضحاها، فالناس هنا نشأت على هذا الخوف.
في غضون ذلك، تبدو الشوارع هادئة، لكن يوم الثلاثاء قد يشهد مزيدا من المظاهرات.
______________________________________________________________________
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
ونقل عن مسؤول الانضباط في الحزب الحاكم لوفيمور ماتوكي قوله إن إجراءات عزل موغابي قد تبدأ في جلسة البرلمان الثلاثاء. ويتطلب هذا الأمر موافقة ثُلثي أعضاء البرلمان.
وهدد زعيم قدامى محاربي حرب التحرير، كريس موتسفانغوا، الاثنين بأنه سيلجأ الى المحكمة في محاولة لإضفاء شرعية على العمل العسكري ضد موغابي، ودعا إلى مزيد من الاحتجاجات الجماهيرية ضده إذا رفض الرحيل عن السلطة.
وقال موتسفانغوا "موغابي، انتهى دورك، نريد رحيلك الآن، الامبراطور بات عاريا، شكرا جزيلا لك".
وسبق أن حاول حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي المعارض سحب الثقة من الرئيس موغابي من دون نجاح ،بيد أن الحزب الحاكم، الذي يمتلك أغلبية في مجلسي البرلمان، من المرجح أن يمضي في محاولة سحب الثقة هذه المرة، على الرغم من أن هذه العملية قد تستغرق أسابيع.
ويقول محرر الشؤون الأفريقية في بي بي سي فرغال كين، إنه علم أن موغابي قد وافق على الاستقالة، لكنه غير رأيه لاحقا.
ويقول مراسلنا إنه ليس لدى قادة الجيش أي نية لإجبار موغابي على التنحي بقوة السلاح، ويميلون إلى ترك هذا الموضوع للحزب الحاكم لمواصلة إجراءات عزله، وسحب الثقة منه في البرلمان إذا اقتضى الأمر.
وستتحدد مواقف الحزب الحاكم رسميا في مؤتمره الشهر القادم الذي من المتوقع أن يتولى القيادة فيه منانغاغوا.
ويشتهر منانغاغوا، وزير الأمن القومي السابق في زيمبابوي، باسم "نغوينا"، وتعني التمساح، بسبب دهائه السياسي، وقد هرب من البلاد بعد عزله قبل اسبوعين إلا انه أفيد أنه عاد إليها لاحقا.
ماذا قال موغابي في خطابه؟
وكان موغابي ألقى خطابا للأمة نقل مباشرة على التلفزيون الأحد، ولكنه لم يعلن استقالته كما كان متوقعا.
وظهر موغابي محاطا بقادة الجيش ومسؤولين في الدولة، وهو يقرأ خطابا مطولا تطرق فيه إلى أوضاع البلاد، والحزب الحاكم.
وخلال خطابه الذي استمر 20 دقيقة، لم يشر موغابي، إلى الضغط من الحزب الحاكم والجماهير من أجل دفعه الى التنحي.
وبدلا من ذلك، أعلن أن الجيش لم يقم بأي فعل خاطئ بسيطرته على السلطة ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
وقال موغابي في إشارة إلى خطوة الجيش للسيطرة على محطة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في هراري الأسبوع الماضي "بغض النظر عن ايجابيات وسلبيات كيفية قيام الجيش بعمليته ، أنا، بوصفي القائد الأعلى، أقر بمخاوفهم".
وأوضح موغابي أن "مؤتمر الحزب سيعقد خلال أسابيع قليلة وسأراس جلساته".
وقبيل القاء موغابي لخطابه، عين الحزب الحاكم منانغاغوا، زعيما جديدا للحزب ومرشحا عنه في الانتخابات العامة في عام 2018، كما استبعد زوجة موغابي من صفوفه.
التعليقات