تبرعت رواندا بتوفير ملاذ لنحو 30 ألف مهاجر إفريقي تقطعت بهم السبل في ليبيا ويعانون من ظروف أشبه بالعبودية.

وجاءت هذه الخطوة عقب نشر شريط مصور من جانب قناة سي أن أن يظهر رجالا مهاجرين وهم يباعون للعمل في المزارع في ليبيا.

وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الرواندية، "نظرا لتاريخنا، لا يمكننا أن نظل صامتين بينما تساء معاملة البشر ويباعون كقطعان الحيوانات."

يذكر أن مئات الآلاف من الأفارقة يتوجهون إلى ليبيا كل سنة أملا بالوصول الى أوروبا.

ويحتجز العديد من هؤلاء من قبل مهربي البشر ويجبرون على العمل لقاء أجور بخسة أو بالمجان.

وكان 800 ألف من طائفة التوتسي والهوتو المعتدلين راحو ضحية مذابح اقترفت في رواندا في عام 1994 في غضون 100 يوم بينما وقف العالم متفرجا.

وجاء في بيان وزارة الخارجية الرواندية أيضا، "رواندا، كغيرها من دول العالم، أصابها الهلع ازاء مناظر المأساة الجارية الآن في ليبيا، حيث حول الرجال والنساء والأطفال الأفارقة الذين كانوا في طريقهم الى المنفى الى عبيد."

وقالت وزيرة الخارجية الرواندية لويز موشيكيوابو إن رواندا بلد صغير، ولكنها ستتمكن من إيجاد مكان لإيواء المهاجرين.

وقالت الوزير لصحيفة "نيو تايمز" الرواندية الموالية للحكومة إن رواندا منخرطة الآن في مفاوضات مع مفوضية الإتحاد الإفريقي للتوصل الى صيغة حول التدخل وإيواء المهاجرين الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا.

وقالت للصحيفة، "أتوقع وأعرف أن الروانديين سيرحبون بهؤلاء. كروانديين، نحن نتحسس باولئك الذين لا حول لهم والذين لا يتمكنون من الدفاع عن أنفسهم. هذا أمر مزروع فينا، فنحن نقدر البشر."

كما قالت الوزيرة إن مفاوضات تتواصل مع إسرائيل حول إمكانية قبول المهاجرين الأفارقة في تلك البلاد.

وكان الإتحاد الإفريقي قد عبر في الأسبوع الماضي عن غضبه بعد أن نشرت أشرطة مصورة تظهر أسواقا للنخاسة في ليبيا.

وأظهرت هذه الأشرطة شبانا من النيجر وغيرها من الدول الإفريقية وهم يباعون في مناطق لم يعلن عنها في ليبيا لقاء 400 دولار أمريكي.

وكانت منظمة الهجرة العالمية قالت في نيسان / أبريل الماضي إنها حصلت على أدلة تشير إلى وجود الرق في ليبيا.

وقال مسؤول في هذه المنظمة في ليبيا إن مهربي البشر يختطفون المهاجرين ويحتجزونهم رهائن، واذا عجز ذووهم عن دفع الفدى يقومون ببيعهم في أسواق النخاسة بأسعار تعتمد على مؤهلاتهم.