«إيلاف» من بيروت: كيف يبدو الوضع الإقتصادي في لبنان اليوم، بعد عودة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري عن الإستقالة على أبواب فترة الأعياد؟

يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه ل"إيلاف" أن الوضع الإقتصادي في لبنان اليوم أفضل مما كان عليه خلال فترة الإستقالة والتريث، والحركة التجارية في لبنان تنفست الصعداء، والأمور الإقتصادية إلى تحسن، رغم ذلك، يشرح حبيقة هذا لا يعني أن الأمور أصبحت جيدة 100%، رغم التحسن اللافت والجو الإيجابي الذي أحدثته العودة عن الإستقالة بالنسبة للحريري، مع بيان النأي بالنفس وإصرار الجميع على الوحدة والألفة في ما بينهم والتضامن حول البيان الوزاري.

أسواق واستثمارات

وردًا على سؤال هل عادت الثقة إلى أسواق لبنان من جديد بعد العودة عن استقالة الحريري؟ يجيب حبيقة أن الأسواق تحسنت ولكن السؤال يبقى هل عادت الثقة بالإستثمارات في لبنان؟ فالجواب يبقى أن الاستثمارات الجديدة في لبنان لن ترتفع ليس فقط بسبب الوضع الإقتصادي بل لأنه خلال فترة الأعياد وقبل عيد رأس السنة عادة لا يلحظ لبنان استثمارات جديدة، بل نلحظ تلك الإستثمارات في بداية كل عام وليس في نهايته.

ويبقى بحسب حبيقة أن الثقة بلبنان زادت، والإستثمارات الموجودة لا تزال قائمة رغم وجود ما يسمى بثقافة التذمر في لبنان، وقد زادت، ونسمع الجميع يتذمر وهذا لا يعطي الفكرة الصحيحة عن وضع الأسواق والإستثمارات في لبنان.

السياح ولبنان

هل نتوقع عودة السياح إلى لبنان خصوصًا في فترة الأعياد المقبلة؟ يجيب حبيقة أن المتوقع عودة السياح الى لبنان بأعداد كبيرة، ومن كان يتردد في المجىء إلى لبنان، أعاد الحجوزات بعد عودة الحريري عن إستقالته، ربما لن نشهد عودة كبيرة للخليجيين إلى لبنان، ربما نشهد عودة بعض العرب غير الخليجيين من أردنيين وعراقيين ومصريين، وخصوصًا المغتربين اللبنانيين سيعودون بكثافة.

المشاريع المعلقة

ماذا عن المشاريع الإقتصادية التي علقت خلال فترة استقالة الحريري؟ يؤكد حبيقة أنها قد تنتظر لفترة قليلة ثم تعود لتحل، للعام الجديد ونأمل أن يتم البت بها إذا استمرت الأمور على إيجابيتها، خصوصًا إذا اتخذ القرار النهائي بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في مايو، لأنه حتى الساعة ورغم اتخاذ القرار بإجراء تلك الإنتخابات، لا نشهد حركة جدية في الشارع في هذا الإتجاه.

ومع التحضير للانتخابات ينتعش البلد إقتصاديًا بالإضافة إلى انفاق ملايين الدولارات في الحملات الإنتخابية.

النفط

من المواضيع الإقتصادية المعلقة يبقى موضوع النفط ما هو مصيره؟ يلفت حبيقة إلى أنه سيتم العمل به لكن بعد الانتخابات، سنحصل على تحرك خلال هذه الفترة في ما خص موضوع النفط لكن يبقى التحرك الأساس بعد الانتخابات النيابية، بعد مايو، يتم تحضير الأمور ونحن بحاجة إلى حكومة جديدة بعد الانتخابات النيابية تعيد البت بمجمل الأمور بعد حصولها على ثقة اللبنانيين، بما فيها النفط.

وردًا على سؤال بعد عودة الحريري عن الإستقالة هل يمكن التفاؤل بإقتصاد لبنان؟ يشير حبيقة إلى أنه متفائل باقتصاد لبنان لأنه متفائل بأن اللبنانيين لا يريدون العودة إلى الأجواء القديمة التي سادت وهي المرة الأولى التي نشعر بهذه الإيجابية في لبنان منذ أكثر من خمسين عامًا، واللبناني لم يعد يريد العيش في الماضي ويريد التغيير.