وصل بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، إلى طهران السبت للإعراب عن "مخاوف بريطانيا" حيال سجن مواطنة بريطانية إيرانية تُدعى نازانين زغاري راتكليف.
ومن المقرر أن يطالب الوزير البريطاني بإطلاق سراح نازانين، البالغة من العمر 37 والأم لطفل واحد، لأسباب إنسانية مع غيرها من المحبوسين من حاملي الجنسيتين.
وألقت السلطات الإيرانية القبض على المواطنة البريطانية-إيرانية الأصل في طهران في أبريل/ نيسان 2016 بتهمة التجسس التي أنكرتها أثناء المحاكمة.
وتأتي زيارة جونسون لإيران وسط توترات تشهدها منطقة الشرق الأوسط، إذ يناقش مع طهران التدخل الإيراني في المنطقة، خاصة في سوريا واليمن.
وقال جيمس روبنز، مراسل الشؤون الدبلوماسية لدى بي بي سي، إن زيارة جونسون هي الثالثة لوزير خارجية بريطاني إلى طهران منذ عام 2003، ومن المتوقع أن يشوبها "قدر من الحساسية".
وأضاف أن جونسون كان حريصا قبيل الزيارة على أن يقلل من سقف التوقعات بشأن زغاري راتكليف، محذرا أن هذه الحالات غالبا ما تنطوي على قدر كبير من الصعوبة.
وألقت السلطات الإيرانية القبض على المواطنة البريطانية من أصول إيرانية أثناء زيارتها التي أرادت خلالها أن يرى والداها طفلتها غابريللا للمرة الأولى.
واتهم بوريس جونسون بأنه عرض زغاري راتكليف لخطر إضافة خمس سنوات إلى العقوبة التي تقضيها في سجن بعد تصريحات له أشار خلالها إلى أنها كانت تدرب صحفيين في إيران.
واعتذر وزير الخارجية البريطاني عن تلك التصريحات أمام مجلس العموم في نوفمبر/ تشرين الثاني، نافيا أن أية "ترجيحات لأنها كانت هناك في مهمة مهنية".
والتقت نازانين زوجها لمناقشة قضيتها بما في ذلك المطالبات بمنحها حماية دبلوماسية. وقال الزوج لصحيفة الغارديان البريطانية إنه ينتظر زيارة جونسون "بفارغ الصبر".
وأثارت بعض الأورام التي اكتشفت في صدر زغاري راتكليف مخاوف حيال حالتها الصحية، لكن الفحص أثبت أنها أورام غير سرطانية.
وقالت توليب صديق، عضوة البرلمان عن المنطقة التي تتبعها نازانين، إن وزارة الخارجية البريطانية رجحت أن بوريس جونسون قد لا يتمكن من الحصول على موافقة بإطلاق سراح فوري لمواطنته من أصول إيرانية.
وأضافت نائبة البرلمان عن منطقتي هامبستيد وكيلبيرون: "كان من الواضح أنه لا ينبغي علينا انتظار معجزة"
ورغم عدم ذكره اسم نازانين زغاري راتكليف، قال جونسون: "سأؤكد على عميق مخاوفي حيال الحالات مزدوجة الجنسية التي تعاني السجن في إيران، وسأضغط من أجل إطلاق سراحهم، إذ تتوفر أسباب إنسانية للمطالبة بذلك."
وأكدت الخارجية البريطانية أنها لن تفصح عن أسماء وأرقام البريطانيين المسجونين في إيران بناء على رغبة أسرهم الذين أرادوا أن يبقوا على تلك الحالات بعيدا عن المجال العام.
وفي إطار البيان الذي أصدره جونسون بشأن هذه الزيارة، استعرض الوزير البريطاني قائمة القضايا التي من المقرر أن يناقشها مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، والتي تتضمن السعي إلى التوصل لحل سياسي للصراع في اليمن، وتأمين "دخول المساعدات الإنسانية للتخفيف من المعاناة الكبيرة للشعب اليمني."
وأضاف أنه سيؤكد لطهران على دعم المملكة المتحدة للاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته إيران مع القوى العالمية الستة عام 2015، لكنه أشار إلى نيته "إلقاء الضوء على مخاوف حيال النشاط النووي" في إيران.
وأشار جونسون إلى أن إيران دولة تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، لكن "المنطقة الحافلة بالاضطرابات والتذبذب تعتبر من المخاوف التي قد تمس الأمن والرخاء في بريطانيا".
وتابع: "بينما تحسنت علاقتنا كثيرا مع إيران منذ 2011، لا تزال هذه العلاقة تفتقر إلى قدر كير من المباشرة، كما أن هناك نقاط خلافية عديدة فيما بيننا."
لكنه أكد على أن الحوار هو الوسلية الأساسية لإدارة الخلافات بين البلدين، مشددا على ضرورة إحراز تقدم على صعيد بعض القضايا حتى في أصعب الظروف.
التعليقات