اديس ابابا: اعلن الاتحاد الافريقي الخميس ان حكومة جنوب السودان وعددا من الفصائل المسلحة اتفقت على وقف لاطلاق النار اعتبارا من 24 ديسمبر، في آخر المساعي لانهاء حرب مدمرة مستمرة في هذا البلد منذ اربع سنوات.

ونصت الاتفاقية التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس انه "اعتبارا من الساعة 00:01 (بتوقيت جنوب السودان) في الرابع والعشرين من ديسمبر 2017 يبدأ العمل باتفاقية لوقف الاعمال العدائية، وستوقف كافة الاطراف التحركات والعمليات الحربية العدائية".

كما تؤكد انه يتعين على كافة القوات ان "تجمد عملياتها فورا في مواقعها" وتوقف الاعمال التي يمكن ان تؤدي الى مواجهة وتطلق سراح المعتقلين السياسيين والنساء والاطفال المخطوفين.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي قبيل توقيع الاتفاق خلال محادثات سلام في اديس ابابا "انها خطوة اولى مشجعة. منحتم شعبكم بصيص امل لكنها مجرد خطوة صغيرة. المطلوب الان عمل فعلي".

ونال جنوب السودان الاستقلال في 2011 بعد عقود من الاقتتال، ولكن سرعان ما اندلع صراع على السلطة بين الرئيس سالفا كير ونائبه السابق رياك مشار ادى الى حرب اهلية اواخر 2013.

وتم توقيع اتفاق سلام في 2015 لكنه انهار في يوليو 2016 عندما اجبرت معارك جديدة في العاصمة جوبا النائب الاول للرئيس على الهرب الى المنفى.

وانقسمت المعارضة، وتم تعيين تابان دنغ أول نائب للرئيس، فيما استمر فصيل مشار في محاربة القوات الحكومية.

وفيما وضعت المعارك الاولى قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها كير في مواجهة قبيلة النوير التي ينتمي اليها مشار، أدى تجدد اعمال العنف الى ظهور فصائل معارضة مسلحة جديدة.

وامتدت اعمال العنف الى الاقليم الاستوائي في الجنوب، ما اجبر اكثر من مليون مواطن على النزوح الى اوغندا المجاورة وجمهورية الكونغو الديموقراطية في ما وصف بأنه اكبر أزمة لاجئين في القارة.

والجولة الاخيرة من محادثات السلام التي وصفتها الامم المتحدة "بالفرصة الاخيرة" لتحقيق السلام في البلاد، دعت اليها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) لاعادة تفعيل اتفاق 2015.

وتشارك في المحادثات، اضافة الى حكومة كير وفصيل مشار، ستة فصائل معارضة مسلحة ظهرت بعد يوليو 2016.

مسار شائك نحو الانتخابات 

واتفاق دائم لوقف اطلاق النار هو اول خطوة في المفاوضات التي تشمل جدولا زمنيا "معدلا وواقعيا" لتنظيم انتخابات.

وكان اتفاق السلام الاول لحظ اجراء انتخابات في آب/اغسطس 2018 وهو موعد اعتبره العديد من المراقبين غير ممكن.

وفشلت العديد من اتفاقات وقف النار في السنوات الماضية.

وضاعف هجوم للقوات الحكومية تزامنا مع محادثات السلام في اديس ابابا الشكوك حيال مدى التزام كير وقف الاعمال القتالية.

وهاجمت قوات كير الاحد بلدة لاسو في ولاية وسط الاستوائية، مقر فصيل مشار، ما ادى الى فرار عشرات المتمردين الى الكونغو الديموقراطية.

وقالت بيتي موريبا (28 عاما) والدة لخمسة اولاد "لست متأكدة من ان الحكومة تريد السلام. ان كانت تريد السلام لماذا تهاجم لاسو فنضطر للهرب مجددا مع اولادنا".

وقال المتحدث باسم فصيل مشار لام بول غابريال لوكالة فرانس برس ان الفصيل يعتزم شن هجوم مضاد حتى لو تم توقيع اتفاق وقف اطلاق النار.