مراكش: حافظت مدينة مراكش المغربية على مكانتها كإحدى أهم الوجهات السياحية العالمية، التي يفضل الآلاف توديع سنة ميلادية واستقبال أخرى، بين أحضانها.
وجرت العادة، منذ عقود، أن يقصد مراكش زوار من مختلف الجنسيات والعوالم والطبقات، بينهم رياضيون وفنانون ورجال أعمال وسياسة، يجمعهم التعلق بسحر المدينة المغربية، حتى أنهم صاروا لا يتأخرون في مشاركة معارفهم ومتابعيهم لحظات الفرح والبهجة التي تغمرهم، من خلال نشر صور وفيديوهات تؤرخ لذلك عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
بهجة أعياد الميلاد
حيث أن لأيام البهجة والفرح طقوسها، فإن زوار مراكش يتخففون من الرسميات، مع الانغماس في ما توفره عوالم وفضاءات المدينة من سحر زيارة ومتعة اكتشاف وفن عيش. فمن صخب ساحة جامع الفنا، التي ستشهد تنظيم حفل يحييه مغني الراب الفرنسي ميتر جيمس، الجمعة المقبل، في إطار الاحتفالات بالسنة الجديدة، إلى سحر شارعي جليز ومحمد السادس وعوالم ليفرناج والبالموري، وصولاً إلى المركب السياحي (عند علي)، توفر المدينة الحمراء لزوارها ما يلبي انتظارات تليق ببهجة الوجهة ومتطلبات وداع سنة واستقبال أخرى.
ولعل ما يزيد من تميز احتفالات استقبال السنة الميلادية الجديدة بمراكش، مقارنة بباقي المدن المغربية، آلافُ الأجانب الذين اختاروا الإقامة بها، والذين يحافظون على ممارسة طقوسهم وعاداتهم، والتي بينها الاحتفال باستقبال السنة الميلادية الجديدة.
وانتعشت الحركة السياحية، بشكل لافت، هذه الأيام، سواء على مستوى الرواج الاقتصادي بالأسواق الكبرى أو الحجوزات على مستوى الإقامات السياحية والمطاعم، في وقت اتخذت فيه إجراءات وتدابير أمنية، لضمان مرور الاحتفالات في أفضل الظروف، عبر تأمين المناطق السياحية ومضاعفة الدوريات والحملات الأمنية.
وتحدث عبد اللطيف أبوريشة، مسؤول التواصل بالمجلس الجهوي للسياحة، لـ"إيلاف المغرب"، عن ارتياح المهنيين للأجواء والظروف التي ينتظر أن تمر منها الاحتفالات برأس السنة الميلادية الجديدة، خصوصاً من حيث الحجوزات التي ينتظر أن تنعكس إيجاباً على نسبة الملء بالفنادق والإقامات السياحية ودرجة الإقبال على المطاعم، وغيرها؛ مشيراً إلى الظروف المناخية المواتية التي ساعدت في خلق جو من البهجة بين الزوار الذين يمنون النفس بقضاء أيام دافئة وساحرة بالمدينة المغربية.
حصيلة إيجابية
حسب أرقام ومعطيات، حصلت عليها "إيلاف المغرب"، ينتظر أن يناهز إجمالي سياح مراكش، برسم 2017، مليونان و350 ألف سائح، وذلك بنسبة نمو تناهز 20 في المائة، مقارنة بسنة 2016.
وعلى مستوى ليالي المبيت، في 2017، ينتظر أن يناهز الرقم 7 ملايين، بنسبة نمو تناهز 17 في المائة، مقارنة بالسنة التي سبقتها، وذلك بمتوسط إقامة للسياح في حدود أربعة أيام، ونسبة ملء تناهز 50 في المائة.
وتتوزع جنسيات سياح مراكش، حسب معطيات المركز الجهوي للسياحة، بين المغاربة والفرنسيين والإيطاليين والإسبان، بشكل أساسي. فيما استقبل مطار مراكش المنارة، في 2017، نحو 4 ملايين مسافر، وبلغ عدد شركات الطيران 22 شركة تربط المدينة المغربية بخمسين وجهة عبر العالم، بعدد رحلات يناهز 361 رحلة أسبوعياً.
وبخصوص الإقامات السياحية، تشير المعطيات إلى توفر المدينة الحمراء على 210 وحدة فندقية مصنفة، 100 منها تم إنشاؤها ما بين 2002 و2017، علاوة على 1300 دار ضيافة مصنفة، توفر مجتمعة، نحو 65 ألف سرير، فيما ينتظر أن تصل الطاقة الاستيعابية 85 ألف سرير، في 2020.
ويوفر القطاع السياحي نحو 40 ألف منصب مباشر و160 ألف منصب غير مباشر، كما يشتغل به نحو 900 مرشد سياحي؛ فيما يناهز عدد التظاهرات التي تنظم بالمدينة، على مدار العام، الأربعين.
وسعت المدينة المغربية، في السنوات الأخيرة، إلى توسيع قاعدة استقطابها للسياح، عبر تنويع عرضها السياحي، ومن ذلك، مثلاً، أن توفر 13 ملعباً لرياضة الغولف، تلبية لانتظارات فئة تجمع عشق هذه الرياضة الراقية بمتعة السياحة والاكتشاف، دون الحديث عن تنوع مجالها وغنى تراثها المادي واللامادي، الشيء الذي جعل منها إحدى أهم وأفضل وأجمل الوجهات السياحية العالمية.
التعليقات