القاهرة: أطلقت مصر الخميس بتمويل من المملكة المتحدة وبالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية، برنامجا لمكافحة الهجرة غير الشرعية يتضمن توفير فرص عمل وبدائل اقتصادية لجذب الشباب الحالم بعبور المتوسط نحو أوروبا. 

وتحولت مصر منذ قرابة عام الى نقطة انطلاق لعدد متزايد من المهاجرين المصريين والعرب والأفارقة بشكل غير قانوني، المستعدين لدفع مبالغ طائلة من اجل المجازفة بمحاولة الوصول الى اوروبا.

واعلنت السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار فى البشر الحكومية في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية في القاهرة الخميس إطلاق مشروع "المكافحة والاستجابة لتحديات الهجرة غير الشرعية في مصر" بحضور السفير البريطاني جون كاسون وممثل للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

وأوضحت جبر أن المشروع ممول عبر "المملكة المتحدة بمبلغ مليوني جنيه استرليني (2,35 مليون يورو) وبتنفيذ من المنظمة الدولية للهجرة".

 وقالت إن "البرنامج يستجيب للاولويات الوطنية (...) ويعمل على تعزيز القانون المصر بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين وذلك عبر ملاحقة المهربين وحماية حقوق المهاجرين".

وأشارت جبر إلى أن البرنامج يتضمن إقامة ثلاثة مشاريع صغيرة للفئات الضعيفة في "11 محافظة مصرية مصدرة للهجرة غير الشرعية بالإضافة لوجود ثلاث محافظات عبور" من أصل 27 محافظة مصرية. 

وقالت جبر إن "الشباب يعلمون أن هناك موتا في البحر.. لكن ما سيقنع الشباب (بعدم الهجرة) هو البدائل التي تعتمد على الشق التنموي" وسيتم ذلك عبر "خلق فرص عمل وتشجيع المجتمع على التوسع في المشروعات الصغيرة".

من جانبه قال السفير البريطاني جون كاسون إن "بريطانيا تستثمر في هذا المشروع لان هذه القضية المتعلقة بالهجرة غير الشرعية تمثل اقوى نموج للمشاكل الحديثة التي نواجهها عبر الحدود وتتطلب نوعية جديدة من التعاون الدولي". 

وستتولى المنظمة الدولية للهجرة تدريب عشرات القضاة ومحققي النيابة وقوات إنفاذ القانون المصرية للتعامل مع قضايا الهجرة، بحسب ما أكد أندريا دابيتزي رئيس قسم مساعدة المهاجرين بهذه المنظمة في مصر.

وفي ايلول/سبتمبر الفائت، قتل 202 شخص في غرق مركب للمهاجرين غير الشرعيين قبالة سواحل رشيد في شمال مصر بينما تم إنقاذ 163 شخصا أغلبهم شباب مصريين صغار السن. 

وقتل اكثر من خمسة الاف مهاجر في 2016 لدى محاولتهم عبور المتوسط، وفق الامم المتحدة، في اسوأ حصيلة يتم تسجيلها. 

وعبر المتوسط هذه السنة قرابة 360 الف شخص وفق المنظمة الدولية للهجرة بتراجع عن 2015 حين تجاوز عدد العابرين مليون شخص.