فاليتا: سيحاول القادة الأوروبيون خلال اجتماعهم في مالطا الجمعة اظهار وحدتهم في مواجهة تحدي الهجرة وتحديد مسار للاتحاد الذي يهزه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووصول الادارة الاميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

وكانت مالطا الدولة الصغيرة في قلب البحر المتوسط التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حذرت من ان الربيع المقبل قد يشهد ازمة هجرة جديدة.

وبعد عشر سنوات على اغلاق طريق الهجرة عبر بحر ايجه بشكل شبه كامل، سجلت اعداد قياسية من المهاجرين تعبر المتوسط. وقد جرت اكثر من 181 الف محاولة في 2016 انطلقت تسعون بالمئة منها من ليبيا.

كما ارتفع عدد القتلى في البحر الى اكثر من 4500 شخص العام الماضي، كما ذكرت منظمة الهجرة الدولية. وعشية هذه القمة الأوروبية، اعلن خفر السواحل الايطالي ومنظمتا "اس او اس المتوسط" و"اطباء بلا حدود" انه تم انقاذ اكثر من 1750 شخصا الاربعاء والخميس قبالة سواحل ليبيا.

وقال خفر السواحل الايطاليون ان 450 شخصا انتشلوا الخميس في خمس عمليات منفصلة واكثر من 1300 الاربعاء على 13 مركبا قديما. وبعد الاتفاق الذي ابرم في آذار/مارس 2016 مع تركيا، يواصل الاتحاد الأوروبي العمل لتطويق مصر تدفق اللاجئين قبل وصولهم الى البلدان الأوروبية.

وعشية هذه القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الخميس بينما كان يقف الى جانبه رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج "حان الوقت لاغلاق الطريق الذي يمتد من ليبيا الى ايطاليا". 

مساعدة ليبيا

ويفيد مشروع بيان ختامي للقمة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ان الاولوية هي لدعم وتأهيل خفر السواحل الليبيين الذين يعملون في مياههم الاقليمية التي لا يمكن ان تدخلها عمليات الانقاذ والمراقبة التي يشرف عليها الاتحاد الأوروبي، من اجل اعتراض السفن ومكافحة المهربين.

وقالت الشرطة الأوروبية (يوروبول) ان المهربين يمكن ان يحققوا ارباحا هائلة على هذا الطريق.

ويؤكد الاتحاد الأوروبي ايضا ان احد اهدافه هو تحسين الوضع الاقتصادي للمجتمعات المحلية في ليبيا والتعاون مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية لضمان استقبال المهاجرين الذين يتم اعتراضهم بشكل مناسب.

ودعت المنظمتان في بيان مشترك الخميس الأوروبيين الى "الابتعاد عن ادارة تعتمد على الاحتجاز الآلي للمهاجرين واللاجئين في ظروف لا انسانية في ليبيا والتوجه الى انشاء هيئات مناسبة".

ويفترض ان يحقق الاتحاد الأوروبي توازنا حساسا في رده، في اطار احترام القواعد الدولية والقيم التي يدافع عنها عندما يعترض مثلا على المرسوم الذي اصدره الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول الهجرة.

وتصطدم الفكرة التي يدعمها عدد من الدول الأوروبية، باقامة مخيمات داخل ليبيا يمكن للمهاجرين ان يقدموا فيها طلبات للجوء، بمشكلة غياب الاستقرار السياسي والامني في ليبيا.

وقال مصدر أوروبي ان هذه الفكرة "لم تنضج بعد للقمة (...) لانها غير قابلة للتحقق" في الوضع الحالي. ويفيد النص نفسه ان الاتحاد الأوروبي سيطلب مساعدة الدول المجاورة لمنطقة شمال افريقيا.

وصرح مصدر أوروبي "من المستحيل نسخ الاتفاق مع تركيا لكن التصميم والهدف لم يتغيرا".

الاتحاد الأوروبي في مواجهة ترامب

سيبحث قادة الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد حاليا على الغداء في التحديات الناجمة عن الوضع الجيوسياسي الجديد وخصوصا بدايات ترامب الصاخبة. وفي مواجهة الحمائية على الضفة الاخرى للاطلسي، سيبحث الاتحاد في الدور الذي يجب ان يلعبه في النظام العالمي.

وكان توسك حمل بعنف مطلع الاسبوع الجاري على واشنطن، واصفا القرارات الاولى لترامب بـ "المقلقة". وتحدث عن ادارة جديدة تشكك برأيه في سبعة عقود من السياسة الخارجية الاميركية.

ويهيمن شبح ترامب ايضا على الجزء الثاني من القمة الذي سيجري بدون بريطانيا المستبعدة بحكم الامر الواقع من المناقشات حول مستقبل الاتحاد منذ استقتاء يونيو 2016 الذي صوت فيه البريطانيون على الخروج من التكتل الأوروبي.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي انه في مواجهة التغيير الحاصل في الولايات المتحدة هناك "بالتأكيد" معنى اضافي لهذا التشديد على أوروبا.

من جهة اخرى، يستعد قادة الدول ال27 لاحياء ذكرى مرور ستين عاما على معاهدة روما المؤسسة للاتحاد التي ابرمت في 25 مارس. وستشكل هذه المناسبة فرصة لتأكيد وحدتهم. وقال مصدر أوروبي انهم سيتفاهمون الجمعة على "ما يريدون استخلاصه" من هذه القمة الايطالية.