بعد يوم من صدامات بين متظاهرين مطالبين بالاصلاح والقوات الامنية في بغداد، فقد أكد قادة عراقيون رفضهم للعنف داعين لتحقيق عاجل ودقيق، بينما عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها لسقوط قتلى وجرحى في تظاهرات السبت.

إيلاف من لندن: أعربت بعثه الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"عن قلقها لسقوط قتلى ومصابين من المتظاهرين وعناصر القوات الامنية خلال تظاهرات اندلعت امس السبت في بغداد، للمطالبة بتغيير المفوضية العليا للانتخابات العراقية وقانونها، واختيار مفوضية يقودها تكنوقراط مختصون مستقلون.

وقتل سبعة اشخاص واصيب اكثر من مئتين في صدامات اندلعت بين قوات الامن وآلاف من انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المطالبين بالاصلاحات، حيث أكدت البعثة في بيان صحافي ارسلت نسخة منه إلى "إيلاف" اليوم، "حق المواطنين في التظاهر السلمي مع الالتزام بالقانون، والذي أقر فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي بمسؤولية الحكومة حيال حماية المتظاهرين وأمن وسلامة المواطنين".

وشددت البعثة الأممية على ان "الحق في حرية التجمع السلمي هو حجر الزاوية في الديمقراطية ويتعين إحترامه وحمايته من قبل المواطنين والحكومة والقوات الأمنية في كل الأوقات وتحت كل الظروف.. إن للمواطنين الحق في التعبير عن رأيهم والمطالبة بالاصلاح والتغييرات، وأن يسمع صوتهم غير أنه ينبغي أن يتم ذلك بشكل سلمي مع الالتزام بالقانون".

وأكدت انه "ينبغي علي الحكومة والقوات الأمنية إحترام وحماية حق المواطنين في الإحتجاج السلمي والتحلي بضبط النفس".. ورحبت بقرار رئيس الوزراء حيدر العبادي "بإجراء تحقيق علني حول الأحداث الماساوية التي وقعت السبت وملابساتها".
&
الصدر يتبرأ من أي "ثائر" يستخدم العنف

واليوم تبرّأ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من أي "ثائر" يستخدم العنف أو ينفذ عملاً تخريبياً. فقد تعرض مكتب المفوضية العليا للانتخابات في مدينة البصرة الجنوبية إلى اطلاق نار كثيف مجهول المصدر.&

وقال مدير المكتب الاعلامي في المفوضية عزيز الخيكاني إن مكتب انتخابات البصرة تعرض إلى اطلاق نار كثيف مساء امس، ما ادى إلى حدوث اضرار مادية في المكتب واحتراق سيارة كانت واقفة بقربه دون وقوع اصابات . ودعا الحكومة والقوات الامنية إلى "حماية مكاتب المفوضية وموظفيها بعد تعرضها للعديد من التهديدات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".

وقال الصدر في بيان إن "أي أحد من الثوار التابعين لنا وغيرهم إذا استعمل العنف ولم ينسحب أو حاول القيام بأي عمل تخريبي يزعزع الأمن في بغداد أو أي شبر من ارض الوطن فأنا براء منه".

وطالب الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية بالتدخل "فوراً" لانقاذ المتظاهرين متوعداً برد أقوى في المرة المقبلة. وقال إن "بعض الجهات المجهولة استعملت القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزل، فعلى الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية التدخل فوراً لإنقاذ المتظاهرين السلميين". وحمل الصدر المسؤولية لرئيس الوزراء "الذي يدعي مناصرته للإصلاح".. مهددًا بالقول "سيكون ردنا نحن الثوار أقوى في المرة القادمة فدماء شهدائنا لن تذهب سدى".

وكان العبادي أمرالسبت بإجراء تحقيق كامل بشأن الإصابات التي وقعت بين صفوف الأجهزة الأمنية والمتظاهرين في تظاهرة ساحة التحرير وسط بغداد، بعدما اعلن محافظ بغداد علي التميمي عن مقتل أربعة متظاهرين وإصابة 320 آخرين.. واثر ما اعلنته قيادة عمليات بغداد عن مقتل وإصابة ثمانية منتسبين في القوات الأمنية.

علاوي يأسف للتصعيد المحزن

كما عبر حزب الوفاق الوطني العراقي برئاسة نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي عن أسفه العميق لما وصفه بالتصعيد المحزن في المواجهات بين ابناء الشعب من المتظاهرين والقوات الامنية، وأدى إلى سقوط اعداد من الشهداء والجرحى.

وقال الناطق بإسم الحزب هادي الظالمي في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الاحد، إن حزب الوفاق الذي يؤكد حرمة دماء كل العراقيين ودونما تمييز واذ يقر ايضًا بحق التظاهر والاحتجاج واشكال التعبير السلمي وحرصًا منه على وحدة الصف الوطني وتنفيسًا للاحتقانات يدعو الجميع إلى التزام التهدئة وضبط النفس والاحتكام إلى الحوار وإلى مراعاة المصلحة الوطنية العليا بالحفاظ على سلمية الاحتجاجات وحفظ النظام وصون الممتلكات العامة والخاصة وضمان انتظام عمل المؤسسات وسير الحياة الطبيعية للمواطنين.

كما نطالب الجهات المعنية بالتحقيق الفوري في الوقائع الحاصلة واتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة بحق المسؤولين عنها، واطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين السلميين وتوفير الحماية اللازمة لوسائل الاعلام التي تقوم بتغطية التظاهرات السلمية.&

الدعوة يطالب بتحقيق سريع وعادل في المواجهات

اما حزب الدعوة الاسلامية بقيادة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، فقد طالب بتحقيق عادل وشامل وسريع حول المجابهات التي حدثت بين القوات الامنية وبعض المتظاهرين في بغداد امس واطلاق الصواريخ على مناطق متعددة من بغداد مساء امس، والجهات التي تنتمي لها.

وحذر الحزب في بيان تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم مما قال إنها "مؤامرات خارجية أو داخلية تستهدف اشغال الشعب العراقي بالفتن والحيلولة دون تخليص العراق مما تبقى من عصابات داعش في القسم الأيمن من الموصل وفي الحويجة والقائم". ودعا مجلس النواب إلى الاسراع بانتخاب الأعضاء الامناء الجدد للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، "والذين ينبغي أن يتمتعوا بمميزات ادارة الانتخابات بكفاءة عالية واخلاص ونزاهة ومن دون الخضوع إلى جهة معينة"، كما قال.&

وأكد الحزب دعمه لرئيس الوزراء حيدر العبادي وهو احد قادته "في الاستمرار على مواقفه في عدم الانجرار وراء هذه الفتن وتقديم المتهمين إلى العدالة والحفاظ على الأمن والاستقرار وعدم السماح للمساس بالعملية السياسية وتخليص العراق من الارهاب ومسببيه وداعميه".

معصوم: الانتهاء من مشروع قانون جديد للانتخابات

ومن جهته، اعلن الرئيس العراقي فؤاد معصوم عن انتهاء رئاسة الجمهورية من اعداد مسودة قانون جديد للانتخابات وتمت مناقشته مع أبرز الكتل البرلمانية وعبر عن الامل بأن يحظى بموافقة مجلس النواب في أقرب وقت بعد دراسته.

جاء ذلك في بيان اصدرته الرئاسة اليوم واطلعت على نصه "إيلاف"، عقب التظاهرات الدامية شهدتها بغداد، دعت فيه المواطنين "لا سيما المتظاهرين منهم إلى تغليب الهدوء والالتزام بالقانون وضبط النفس وعدم المساس بأي من مسؤولي وموظفي وممتلكات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، كما ندعو السلطات الأمنية إلى التحقيق العاجل بالحادث ومحاسبة المقصرين، فيما ندعو السلطة التشريعية إلى اخذ مطالب المتظاهرين ببالغ الاهتمام".

وأكد معصوم انتهاء رئاسة الجمهورية من اعداد مسودة قانون جديد للانتخابات تمت مناقشته مع أبرز الكتل البرلمانية، "ونأمل ان يحظى بموافقة مجلس النواب في أقرب وقت بعد دراسته".. مؤيدًا "أي اجراءات وتشريعات تعزز النظام الديمقراطي وتضمن مهنية ونزاهة وشفافية العملية الانتخابية ورقيها والتزامها التام بمبادئ الدستور".

ودعا إلى ضرورة الالتزام بمبادئ الحوار الديمقراطي وصون الحياة الدستورية ودحر الارهاب ووضع مصالح العراقيين كافة فوق أي مصالح أخرى. وقال "إننا نأمل واثقين أن يراعي الجميع كل ذلك وأن يسعوا معاً من أجل عمل جاد ومثابر على ضبط النفس واتاحة الجو المناسب لعمل سلمي ديمقراطي ودستوري يمضي قدمًا بتطوير النظام الديمقراطي ويحمي وحدة العراق وسيادته".

وشهدت ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد امس تظاهرة شارك فيها آلاف الأشخاص للمطالبة بتغيير ما اطلق عليها الوجوه الفاسدة، إضافة إلى مفوضية الانتخابات وقانونها.

وخرج آلاف المحتجين ومعظمهم من انصار مقتدى الصدر في البداية بشكل سلمي في ساحة التحرير للمطالبة بتغيير القانون الانتخابي، واستبدال اللجنة الانتخابية قبل اقتراع مجالس المحافظات المقرر في السادس عشر من سبتمبر المقبل. وردد المتظاهرون "نعم، نعم للعراق".. و"نريد.. نريد تغيير مفوضية الانتخابات وقانون مفوضية الانتخابات"..كما حملوا لافتات كتب عليها "تغيير المفوضية مطلب عراقي".

وحاول عدد من المحتجين اثر ذلك كسر طوق أمني ضربته قوات الامن لتأمين الطريق الرئيسية الموصلة إلى المنطقة الخضراء التي تضم مقار الرئاسات الثلاث وبعض الوزارات والسفارات الاجنبية تتقدمها الاميركية.&

وكانت المفوضية العليا للاتخابات قد حددت الشهر الماضي 16سبتمبر المقبل لإجراء انتخابات الحكومات المحلية لمجالس المحافظات العراقية، حيث تعتبر نتائج هذه الانتخابات مؤشرًا إلى ما قد تسفر عنه الانتخابات البرلمانية العامة المقررة في ابريل عام 2018.

&


&