واشنطن: تلقى ترافيس كالانيك، المدير التنفيذي ومؤسس شركة أوبر لخدمة سيارات الأجرة، صفعة جديدة، لكن هذه المرة من سائق من أصول عربية.

وتسرب مقطع فيديو، نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء الثلاثاء، أجبر مؤسس "أوبر" على الاعتراف أنه "يحتاج أن يتغير جذرياً وينضج، وأن يتعلم كيف يقود"، ويأتي هذا في وقت واجهت الشركة خلال الأشهر الثلاثة الماضية من أزمات "أخلاقية" متلاحقة.

وظهر في المقطع كالانيك يجلس في منتصف المقعد الخلفي ومعه فتاتان في سيارة طلبها عن طريق خدمة أوبر، وبدأ الحديث بين الركاب حول الصعوبات التي تواجهها الشركة، قبل أن يتحول الحديث إلى جدل حاد مع السائق وهو يدعى فوزي كامل (37 عاماً).

واشتكى السائق الذي يعمل لدى أوبر منذ 2011 وهو يقود سيارته التي تصنف ضمن "أوبر بلاك" وهي خدمة تقدمها الشركة بسعر أعلى لزبائنها الراغبين بالتنقل بسيارات حديثة وذات مواصفات عالية، من أوضاع السائقين والضرر الذي لحقهم بسبب قرار أوبر بخفض تسعير الخدمة.

وحينما اشتد الجدل بين الرجلين قال السائق موجهاً حديثه لترافيس "أنا مفلس بسببك أنت".

لكن ردة فعل ترافيس كانت "غير لائقة" بحسب وصف وسائل إعلام أميركية وصرخ على السائق وقال " تحملوا مسؤولياتكم كفوا عن تحميل إخفاقاتكم للآخرين" قبل أن يستخدم كلمة بذيئة"ويغادر السيارة غاضباً.

ووثفت كاميرا كان يضعها السائق على مقدمة السيارة الحادثة التي وقعت على ما يبدو في سان فرانسيسكو حيث المقر الرئيسي لأوبر، وأحدث الفيديو التي قالت وسائل إعلام إنه تم تصوريه الشهر الجاري، ضجة واسعة وأجبرت رئيس أوبر على بث رسالة عبر البريد الإليكتروني لموظفي الشركة اعتذر فيها للسائق كامل "وأشعر بالعار لأنني لم أعماله بإحترام". وقال "اعترف للمرة الأولى أنني في حاجة إلى أن أتغير جذرياً وأن انضج، وإلى المساعدة لأعرف كيف أقود".

وذكرت "بلومبرغ" أن الفيديو أحيا القلق لدى المستثمرين بالشركة التي تقدر قيمتها بتسعة وستين مليار دولار، حول قدرة ترافيس "المشاكس والمنفعل" على القيادة.

وكانت هذه السنة الأسوأ من جهة الأزمات لأوبر ورئيسهاً، فبسبب انضمام مؤسسها ومديرها التنفيذي لمجلس استشاري للرئيس دونالد ترامب ورفضه التعاون مع نقابة سائقي الإجرة في نيويورك للاحتجاج على قرار حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، أطلقت حملة تدعو الأميركيين لمقاطعة الشركة، وبالفعل ألغى 200 ألف عميل حساباتهم لدى أوبر.

كما غرمت الحكومة الأميركية مطلع العام الجاري "أوبر" عشرين مليون "لتقديمها معلومات مضللة لاجتذاب سائقين جدد، وورط الكثير منهم بشراء سيارات عبر الشركة".

وقبل عشرة أيام اتهمت مهندسة سابقة في أوبر تدعى سوزان فولر وهي متزوجة، مديرها المباشر بطلب ممارسة الجنس معها ومع زميلات آخريات، ورغم الشكاوى ضده لكن الشركة حمته.

ما دفع أوبر للاستعانة بإريك هولدر المدعي العام السابق للبلاد في عهد الرئيس باراك أوباما للتحقيق بهذه المزاعم، التي نتج عنها إقالة مسؤول كبير بالشركة مطلع الأسبوع الجاري.

وبعد يومين من اتهام الموظفة السابقة، اجتمع ترافيس بموظفي الشركة في مقرها الرئيسي في سان فرانسيسكو وبكى متعهداً "بأنه سيبنى أوبر أخرى وأفضل".