باريس: تمكن فرنسوا فيون، الذي يتراجع في استطلاعات الرأي بسبب الاشتباه بوظائف وهمية لافراد عائلته، من اقناع معسكره الاثنين بعدم وجود اي خيار آخر سوى ترشحه للرئاسة الفرنسية بعد محاولات لدفعه الى التخلي عن ذلك قبل سبعة أسابيع من الاقتراع.
واكد قادة حزب "الجمهوريون" اليميني اثر اجتماع ازمة عقدوه في باريس مساء ان الحزب يؤيد "بالاجماع" استمرار ترشح فيون للانتخابات الرئاسية.
وقال رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ان "اللجنة السياسية كررت بالاجماع دعمها لفرنسوا فيون" مضيفا ان "الجمهوريين موحدون اذن" حول مرشحهم.
وقد كرر فيون خلال الاجتماع انه لا يملك "خطة بديلة"، مؤكدا ان ترشحه هو "الوحيد الشرعي".
وقال بحسب تصريح وزع على الصحافيين "حان الوقت الان ليعود كل طرف الى المنطق" لان "ناخبينا لن يغفروا لمن يثيرون سموم الانقسام".
وابدى فيون استعداده للمشاركة في اجتماع مع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الاسبق آلان جوبيه الذي اعلن صباح الاثنين انه لن يترشح للانتخابات، بحسب احد المشاركين.
واضاف فيون بحسب التصريح "لقد اهدرنا كثيرا من الوقت بمناقشات عقيمة، تاركين الساحة لليمين المتطرف ومرشحي اليسار الذين يتفرجون على انقسامنا".
وحاول اليمين الفرنسي بشكل يائس الاثنين ايجاد سبيل للخروج من الازمة في ظل تعنت فيون.
ورغم الضغوط التي مارسها جزء من معسكره لخلافة فيون، فقد اعلن جوبيه الذي كان خسر الانتخابات التمهيدية لليمين امام فيون، انه لن يقوم بدور المنقذ منتقدا "تعنت" منافسه السابق.
وقال جوبيه (71 عاما) "اؤكد بشكل نهائي، لن اكون مرشحا لرئاسة الجمهورية" موضحا بملامح جدية جدا انه لا يجسد "التجديد".
واضاف "انه لامر مؤسف. لقد كان الدرب واسعا جدا امام فرنسوا فيون" لكن "اطلاق تحقيقات قضائية بحقه، ونظام دفاعه القائم على التنديد بمؤامرة مفترضة وبرغبة في اغتياله سياسيا، قادته الى طريق مسدود" قبل سبعة اسابيع من الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية.
"تأمين وحدة الاسرة السياسية"
كان فيون يعتبر الاوفر حظا لان يخلف في ايار/مايو 2017 الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند حتى الكشف في بداية العام عن رواتب مساعدين برلمانيين دفعت من اموال دافعي الضرائب لزوجته بينيلوب واثنين من ابنائه. واستفادت من هذه القضية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن وكذلك مرشح الوسط ايمانويل ماكرون اللذان تخطياه في الاستطلاعات.
وبعد تخلي جوبيه ظهر مقربون من الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012) ليطلبوا الاثنين من فيون ان يتخلى لانقاذ معسكر اليمين من الهزيمة.
واوضح المقربون اثر اجتماعهم مع ساركوزي ان "النهج السياسي لدى فيون هو النهج السليم، لكنه لم يعد قادرا على تامين وحدة الأسرة السياسية لليمين والوسط، لذلك نطلب منه تحمل مسؤولياته وان يختار بنفسه خلفا له".
وقال ساركوزي في بيان "ازاء خطورة الوضع (...) يتعين على الجميع الحفاظ على الوحدة" داعيا الى "التوصل الى سبيل مشرف وذي مصداقية لوضع لا يمكن ان يستمر".
وتخلى اكثر من 300 مسؤول منتخب من اليمين عن فيون ضمنهم مدير مكتبه والمتحدث باسمه.
وقال كريستوف لاغارد رئيس حزب الوسط "يو دي اي" الذي كان تخلى ايضا عن دعم فيون، ان على اليمين "تغيير المرشح لتكون لديه حظوظ في الفوز" لان فرنسوا فيون "لم يعد يجمع الصفوف".
لكن فيون (63 عاما) واصل حملته وادلى بتصريحات امام رؤساء شركات صغيرة ومتوسطة من دون تصريحات.
وكان اكد الاحد انه لن يتخلى عن الترشح وانه "لا احد يمكنه اليوم منعه من ان يكون مرشحا".
وسيمثل فيون امام قضاة في 15 آذار/مارس لتوجيه اتهام محتمل اليه.
وكان جمع الاحد عشرات آلالاف من انصاره بباريس مؤكدا ان عددهم 200 الف في حين قدرت الشرطة عددهم بخمسين الفا.
ويخشى اليمين ان "يحرم من التداول" بعد خمس سنوات من هزيمة ساركوزي امام فرنسوا هولاند. وتشير استطلاعات الراي الى خروج فيون من الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 23 نيسان/ابريل.
وقال جوبيه الاثنين "لم يسبق في عهد الجمهورية الخامسة، ان شهدنا انتخابات رئاسية بهذا الشكل المبهم" مع يسار "مشوش الوجهة" ويمين متطرف "يزايد في التطرف المناهض لاوروبا" وتزايد شعبية ماكرون رغم "عدم نضجه السياسي" و"ضعف" مشروعه.
وادت هذه الاجواء الملتبسة بهولاند للخروج عن صمته ليحذر من "خطر" فوز مارين لوبن بالرئاسة، وذلك في مقابلة نشرتها الاثنين ست صحف اوروبية.
وقال هولاند "اذا فازت مرشحة الجبهة الوطنية بالمصادفة، فانها ستفوز على الفور بعملية خروج من منطقة اليورو وحتى من الاتحاد الاوروبي".
وردت لوبن "يجب الخروج من استراتيجية الفزع هذه" مؤكدة ان هناك اصلا "سيناريوات خروج" اعدتها بنوك او مكاتب محامين "ولا تثبت بتاتا الكارثة المعلنة".
التعليقات