بكين: استقبل رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين.

وقد أجريت مراسم استقبال رسمية لخادم الحرمين الشريفين، بمناسبة زيارته الحالية للصين، حيث التقطت الصور التذكارية.

ثم صافح خادم الحرمين الشريفين كبار المسؤولين في الحكومة الصينية، كما صافح فخامة الرئيس الصيني، الوفد المرافق للعاهل السعودي، بعد ذلك عزف السلامان الملكي السعودي والوطني الصيني، كما استعرض حرس الشرف.

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية «أن السعودية والصين وقعتا اليوم الخميس مذكرات تفاهم وخطابات نوايا بقيمة نحو 65 مليار دولار خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان لبكين».

وكان قد وصل خادم الحرمين الشريفين أمس إلى الصين، في أول زيارة ملكية له، في إطار جولته الآسيوية. ولدى وصوله إلى مطار بكين الدولي قادمًا من اليابان، كان في استقبال الملك سلمان مستشار الدولة الصيني يانغ غيتشي، وسفراء عرب لدى الصين. وكان في وداع خادم الحرمين الشريفين لدى مغادرته مطار هانيدا الدولي في طوكيو، أمس، ولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو.

علاقات تجارية ممتازة

وفي تصريح لوكالة الأنباء السعودية، قال سفير السعودية لدى بكين تركي&بن محمـد المـاضي: إن هذه الزيارة يتوقع لها أن تشهد مزيداً من تطوير وتنمية العلاقات الممتازة بين البلدين، وذلك من خلال العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستوقع بينهما، وفي مختلف أوجه التعاون، وتعزز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين . وأضاف السفير الماضي أن هذه الزيارة لخادم الحرمين الشريفين تتناغم مع رؤية المملكة 2030 ، ومع مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير الغربي، وهي فرصة كبيرة لنقل العلاقات بين البلدين إلى فضاء أوسع وأرحب .

وفي مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، أوضح أن العلاقات التجارية ممتازة جداً، حيث بلغت قيمتها في عام 2016 ، نحو 51 مليار دولار ، وهو رقم جيد، وهناك فائض في الميزان التجاري لمصلحة المملكة .

وبين أن هناك استثمارات تجارية كبيرة بين البلدين سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة ، وهي تمثل جزءًا حيويًا وصحيًا في العلاقات بين البلدين وتشمل عدة مجالات منها الطاقة وتوطين التكنولوجيا، وهي ضمن العلاقة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين . وقال السفير الماضي إن العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية التي بدأت في عام 1990، تشهد منذ ذلك الوقت نمواً كبيراً وتصاعدياً ، وهي من أكبر العلاقات نمواً في العالم بين دولتين، وتوصف بأنها علاقة متشعبة تشمل مختلف المجالات، كما شهدت، العام الماضي، نقلة نوعية تمثلت في نقلها إلى مستوى علاقات استراتيجية شاملة، وإنشاء اللجنة السعودية الصينية العليا المشتركة التي يرأس الجانب السعودي فيها&الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فيما يرأسها من الجانب الصيني النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الصيني، وهو مؤشر بالغ الأهمية لمدى عمق العلاقات وأهميتها بين البلدين الصديقين، حيث شهدت الأيام الماضية نشاطاً كبيراً وتبادل الزيارات بين الوفود الرسمية للبلدين، تجاوزت خلال الأشهر الستة الماضية، 200 وفد رسمي سعودي قام بزيارة جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات.

تنوع العلاقات السعودية الصينية

وحول تنوع العلاقات السعودية الصينية، أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصين أنها تشمل العديد من الجوانب منها، الفضاء، والأمن الغذائي، والصناعي، والتعليمي، والعلمي، والطاقة المتجددة والنظيفة، والطبي، والزراعي، وغيرها الكثير، والمملكة تعمل على تبادل الخبرات والاستفادة المشتركة بين الطرفين، مبيناً أن للصندوق السعودي للتنمية مساهمات كبيرة في الصين من خلال مجموعة مشروعات يتم تمويلها من قبل الصندوق، وهي بلا شك قيمة مضافة للعلاقات المتميزة بين البلدين.&

وفي مجال التعاون العلمي والثقافي، أوضح السفير الماضي أن هناك أكثر من 800 طالب سعودي يدرسون حالياً في جمهورية الصين الشعبية في مختلف التخصصات ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، يضافون إلى عدد كبير من الطلاب أنهوا دراستهم خلال السنوات الماضية، فيما يدرس أكثر من 500 طالب صيني في عدد من الجامعات السعودية، مبيناً أن هناك العديد من المناشط الثقافية المتنوعة بين البلدين منها معرض "طرق العرب"، الذي يقام حالياً في متحف الصين الوطني.

&وأضاف قائلاً: نحن الآن على وشك افتتاح مكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين، وهي هدية من حكومة المملكة العربية السعودية للشعب الصيني. وفي المجال التجاري أفاد السفير الماضي أن هناك وجودًا كبيرًا للشركات السعودية في الصين للاستثمار، ولديها مراكز تجارية دائمة، ومن أهمها أرامكو السعودية وسابك، اللتان لديهما مشاريع ضخمة جداً ومشتركة مع الجانب الصيني . وحول دور جمهورية الصين الشعبية في تحقيق رؤية المملكة 2030 ، قال السفير الماضي: إن رؤية المملكة 2030 أحد مرتكزات الدبلوماسية السعودية، وهي رؤية غير تقليدية، وعند عرضها على المسؤولين الصينيين نجد منهم تجاوبًا جيدًا في تقديم تصورهم حول المساهمة فيها بشكل فاعل، وذلك من خلال الشراكة الاستراتيجية الشاملة ومن خلال المشروعات المشتركة، ومن أبرز المشروعات المشتركة التي تتناغم مع "الرؤية" مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير، والمملكة هي حجر الأساس في ما يتعلق بطريق الحرير الغربي، لأن المملكة العربية السعودية تمتلك موقعاً استراتيجياً بين القارات الثلاث ( آسيا وأفريقيا وأوروبا )، وهي ميزة إضافية لأن تكون شريكًا مهمًا جداً للصين من خلال عدد كبير جداً من المشروعات التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030. واختتم سفير خادم الحرمين الشريفين تصريحه، مبيناً أن المملكة والصين لديهما ثقة ومصداقية، وتربطهما علاقة شراكة جيدة واحترام متبادل، نستطيع من خلاله أن ننقل هذه العلاقات إلى مراحل متقدمة جداً، ويتوقع بحلول العام 2020 بمشيئة الله أن نرى الكثير من الإنجازات على مختلف الأصعدة .

اتفاقيات مشتركة

وفي حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، قال وزير التجارة الصيني، جونغ شان، إن «قادة البلدين سيتوصلون خلال هذه الزيارة، إلى اتفاقيات مشتركة مهمة في موضوعات واسعة النطاق». ولفت شان إلى أن «كلا البلدين أصبح حالياً شريكاً مهماً للآخر على الساحة الدولية،&وفي عصرنا الحديث الذي يشهد درجة عالية من الاندماج للاقتصاد العالمي، تتكامل مزايا الدولتين، وذلك يسهم في تشكيل علاقة التعاون الوثيقة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا والمالية وغيرها».

وأضاف شان: «في الوقت ذاته سيوقع الجانبان على سلسلة من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري، ومن ضمنها برنامج تعاون في المجالين التجاري والاستثماري بين وزارة التجارة الصينية ووزارة التجارة والاستثمار السعودية، يركّز على تعزيز تبادل المعلومات وتطوير الموارد البشرية في مجالي التجارة والاستثمار».

وأوضح شان أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري للسعودية، وذلك يتمثل في نسبة النمو السنوي التي تسجل 36&في المائة، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1990، في حين بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي 36.42&مليار دولار عام 2016، ولفت وزير التجارة الصيني، إلى أن هناك أكثر من 100&شركة صينية في الوقت الراهن تنفذ مشروعات الاستثمار والمقاولات في السعودية، حيث جرت مسارات التعاون في عدد كبير من المشاريع في مجالات استكشاف النفط والغاز والبتروكيماويات والسكك الحديدية والموانئ ومحطات توليد الكهرباء والمواصلات والمساكن. وأضاف شان أن الشركات الصينية الموجودة حالياً في المملكة، تنشط أيضاً في مجالات الاستثمار المشترك مع الشركات السعودية، كما هي الحال في إنشاء مصفاة ينبع ومصنع أنابيب نقل النفط بالدمام، وغيرهما، ما&يسهم إسهاماً إيجابياً في تنويع الاقتصاد وازدهار المجتمع السعودي&في&المشاريع الصناعية.

&

&