لندن: تمكن علماء من تطوير مادة مائعة ذات «كتلة سلبية» يقولون إنها يمكن ان تُستخدم لتمحيص عدد من أصعب المفاهيم المتعلقة بالكون. 

واوضح فيزيائيون في جامعة ولاية واشنطن الاميركية أن هذه الكتلة بخلاف أي جسم مادي في العالم نعرفه الآن تتسارع الى الوراء لدى دفعها.

وتكشف الظاهرة التي نادرًا ما يصنعها العلماء في ظروف مختبرية عن جانب خفيّ من قانون نيوتن الثاني للحركة، الذي يقول إن القوة تساوي كتلة الجسم مضروبة بتسارعها (ق= ك x ت).

ذلك أن عالمنا اليومي لا يرى الا النتيجة الايجابية للقانون، وهي انك حين تدفع جسمًا ما فإنه يتحرك بعيدًا عنك. وقال مايكل فوربس، استاذ الفيزياء وعلم الفلك في جامعة ولاية واشنطن، إنه "في حالة الكتلة السلبية اذا دفعت جسمًا ما فإنه يتسارع نحوك بخلاف ما تفعله غالبية الاشياء التي اعتدنا عليها".

ولتصنيع الكتلة السلبية، قام فريق العلماء بتبريد ذرات من عنصر الروبيديوم الى درجة تزيد قليلاً على الصفر المطلق لانتاج ما يعرف باسم "تكاثف بوز _ انشتاين"، الذي تتحرك فيه الجسيمات ببطء شديد وتتصرف كالموجات.

ولدى تبريد مجموعة من الذرات الى هذه الدرجة من التبريد، بحيث لا تكون هناك أي حركة فيها، فإن الذرات تبدأ بالتجمع لتصبح متطابقة من وجهة النظر الفيزيائية وتتصرف المجموعة كلها كما لو كانت ذرة واحدة. وكان ساتيندرا ناث بوز والبرت انشتاين توقعا هذا التكاثف نظريًا.

وحين بلغ العلماء هذه المرحلة من تبريد الذرات استخدموا اشعة الليزر لدفع الذرات الى الامام، والى الخلف الى أن اخذت تدور الى الخلف. وحين يندفع عنصر الروبيديوم بسرعة كافية فإنه يتصرف كما لو انه له كتلة سلبية.

وقال فوربس إن الكتلة السلبية تتسارع نحوك حين تدفعها بعيدًا عنك، بحيث يبدو كما لو ان الروبيديوم يصطدم بجدار غير مرئي.

ويضع هذا الاختراق العلمي بيد الباحثين اداة جديدة لدراسة ظواهر مماثلة في الفيزياء الفلكية مثل النجوم النيوترونية والثقوب السوداء والمادة الداكنة، حيث من المتعذر اجراء تجارب عليها. 

وبحسب فوربس، فإن الكتلة السلبية توفر "بيئة أخرى لدراسة ظاهرة اساسية غريبة جدًا". 

 

أعدّت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الاصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/science/2017/04/19/physicists-create-mind-bending-negative-mass-accelerates-backwards/