«إيلاف» من لندن: في اول تصريح له بعد وصوله الى بغداد اليوم، فقد دعا السفير الايراني الجديد اللواء سيرجي مسجدي القائد في الحرس الثوري الى عراق قوي وآمن وموحد ومتطور.

ويخلف مسجدي السفير السابق حسن دانائي فر، الذي انتهت مهمته مطلع أبريل الحالي، حيث اكد في اول تصريح له بعد وصوله الى بغداد الاربعاء، واستقباله من قبل مسؤولين كبار في وزارة الخارجية العراقية، أن ايران تدعو الى عراق قوي وآمن وموحد ومتطور، وفي إطار هذه النظرة ستبقى الى جانب العراق في كل ظرف، وكما في السابق.
واضاف أن إيران والعراق بلدان صديقان وشقيقان ويتعين العمل لترقية مستوى العلاقات بين البلدين في كل المستويات والمجالات، كما نقلت عنه وكالة "ايرنا" الاخبارية الايرانية، في تقرير اطلعت عليه «إيلاف»، مشيرة الى أن المسؤولين في وزارة الخارجية العراقية اعربوا لدى استقبالهم لمسجدي عن أملهم بأن تشهد علاقات البلدين مزيدًا من النمو خلال الفترة المقبلة متمنين له النجاح في أداء مهامه سفيرًا للجمهورية الإسلامية في العراق.

وأعلنت الخارجية الإيرانية في مارس الماضي أن الحكومة العراقية أبلغت نظيرتها الإيرانية بالموافقة على قبول تعيين العميد ايرج مسجدي بمنصب سفير إيران في بغداد . والسفير الجديد نائب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، الذي تتهمه جهات عراقية وأميركية بالتدخل في الشؤون العراقية.

مسؤولون في الخارجية العراقية يستقبلون مسجدي لدى وصوله الى بغداد

 

مسجدي يعمل في الحرس الثوري منذ 35 عامًا

 ويعمل مسجدي في الحرس الثوري الإيراني منذ 35 عامًا وأنشطته السرية في العراق وسوريا .. حيث إن التواجد الدبلوماسي الإيراني في العراق عن طريق السفارة الإيرانية، وخلال السنوات الماضية وخاصة في عهد السفير السابق "حسن دانائي فر"، نشط الحرس الثوري أمنياً عن طريق استخبارات الحرس واقتصادياً عن طريق "مقر خاتم الأنبياء" الذراع الاقتصادية للحرس، الذي تمكن من الحصول على عقود تقضي بتنفيذ 30 مشروعًا قيمتها ثلاثة مليارات دولار في العراق.

 وكان مسجدي خلال الحرب الإيرانية العراقية رئيسًا لمقر رمضان، الذي تحول في ما بعد الى قوة القدس .. وبعد التشكيل الرسمي لقوة القدس في عام 1990 تولى مسجدي قيادة الفيلق الأول فيه، حيث كان بديلاً لمقر رمضان، وكانت تلك القوة تتولى مهمة الأعمال الإرهابية في العراق .

 وبعد احتلال العراق في عام 2003 كان مسجدي أحد القادة الكبار لقوة القدس وعلى ارتباط بالعراق، وكان يتردد باستمرار على بغداد والمدن العراقية الأخرى مثل الناصرية والبصرة والعمارة والنجف وكربلاء مشرفًا على الأعمال المسلحة ضد القوات الاميركية في العراق مثل زرع القنابل في الطرق، ومنها على طريق القيادة العليا للقوات الأميركية في 20 يناير عام 2007 في كربلاء، واختطاف 5 من الرعايا البريطانيين في بغداد في 29 مايو 2007 تم تحت اشراف مسجدي.

ثم اصبح مسجدي منذ مارس2014 مسؤولاً عن ملف العراق في قوة القدس، وكان حسن دانائي فر سفير ايران وقتها في العراق يعمل تحت اشرافه، وكانت احدى مهمات مسجدي العمل على التجديد لنوري المالكي لولاية ثالثة في رئاسة الحكومة، لكن محاولاته باءت بالفشل نظرًا لان طهران كانت تخوض مباحثات دولية مهمة مع المجتمع الدولي حول ملفها النووي، ولم تكن تريد خلق مشاكل مع واشنطن التي عارضت التجديد للمالكي، حيث لم ترغب ان يكون اصرارها على المالكي عائقًا امام توقيع الاتفاق النووي.

مسجدي ينحدر من محافظة عبادان ذات الاغلبية العربية

وإيرج مسجدي من أهالي محافظة عبادان جنوب إيران ذات الغالبية العربية، وقد شارك في الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت عام 1980 واستمرت ثماني سنوات، والتحق بالحرس الثوري قبل 35 عامًا، ويعد اليوم من أبرز قادة فيلق القدس. ويعتبر الحرس الثوري السفارة الإيرانية في بغداد ذات أهمية إستراتيجية ضمن الدول التي تخضع للنفوذ الإيراني، حيث يتقاسم الحرس ووزارة الخارجية ووزارة الاستخبارات مسؤولية تعيين سفراء إيران في الدول الأخرى، إذ يعتبر الحرس أن سفراء إيران في العراق ولبنان وسوريا واليمن من حصته .

وبانتظار مباشرة مسجدي لمهامه رسميًا، فإن القوى الشيعية في العراق تراقب حاليًا الكيفية التي ستتعامل فيها ايران مع الادارة الاميركية الجديدة ومدى قوتها في الوقوف بوجه توجهات سلطة الرئيس الاميركي ترامب ضد الاسلام المتطرف، الذي تمثله ايران، حيث انهم سيحددون بعد ذلك مسارات مواقفهم من ترامب وقراراته، ومواقفه التي سيكون للعراق النصيب الاكبر منها، وحيث سيكون ايضًا لمسجدي دور كبير في تحديد أبعاد هذه التوجهات العراقية.