«إيلاف» من لندن: فيما اطلع العبادي على تطورات المعارك في ايمن الموصل فقد قالت المنظمة الدولية للهجرة في العراق في تقييم حول حركات النزوح والعودة ان أكثر المسائل إلحاحا التي يبلغ عنها النازحون العائدون هي الصعوبات التي يواجهونها مع الحكومة في ما يتعلق بالمستحقات والوثائق القانونية المفقودة والقلق إزاء خطر الاعتقال التعسفي.

وفور وصوله الى الجانب الغربي الايمن لمدينة الموصل اليوم فقد تفقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عددا من احياء الجانب الايمن لمدينة الموصل والتقى أهلها واستمع الى مشاكلهم بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش. ثم عقد اجتماعا بالقيادات العسكرية لعمليات "قادمون يا نينوى" حيث اطلع على تطورات سير المعركة هناك كما قال مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه«إيلاف» وفيما تتجه القوات لتحرير آخر ستة احياء من المدينة القديمة للموصل وسط توقعات بتحرير المدينة بالكامل مع نهاية الشهر الحالي.

وبالترافق مع ذلك، فقد اعلن قائد امني رفيع عن مقتل قادة بارزين في تنظيم داعش خلال معارك الموصل اليوم. وقال قائد الشرطة الاتحادية رائد شاكر جودت في تصريح صحافي ان الشرطة الاتحادية قتلت المساعد الاول لابي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الملقب ابو عبدالرحمن بقصف استهدف مقرا لهم في حي الزنجيلي. واضاف ان مدفعية الشرطة الاتحادية قتلت ايضا ابو الوليد التونسي القيادي في التنظيم وأربعة من مرافقيه إثر قصف استهدف مقرهم قرب جامع الاسود في المدينة القديمة .. اضافة الى قتل قيادي في داعش روسي الجنسية يدعى ابو ماريا الرومي بضربة مدفعية دقيقة في منطقة رأس الجادة.

وكان العبادي اكد في مؤتمر صحافي في بغداد امس أن عمليات القضاء على تنظيم داعش في العراق بلغت مراحلها الأخيرة. وأشار إلى أن داعش يحاول إحداث خرق إرهابي سواء في المناطق المحررة في نينوى أو في المناطق الأخرى، بما فيها محافظة بغداد غير أن القوات العراقية كشفت خططهم. واتهم جهات لم يسمها بمحاولة استغلال الهجمات التي يشنها داعش لإرباك الأوضاع في البلاد.

75 من النازحين العائدين بلا عمل وغير قادرين على توفير غذائهم

واكدت المنظمة الدولية للهجرة في العراق في تقرير اليوم تسلمت نصه «إيلاف» انه مع استمرار عمليات الموصل، يتوقع هروب آلاف من الأشخاص نتيجة الاشتباكات الجارية هناك حيث أجرت تقييما للضغوط التي يفرضها النزوح القسري في بعض المحافظات والظروف الاجتماعية والمعيشية والاحتياجات الأساسية، والنوايا والاضرار التي يتقاسمها النازحون والعائدون.

وبحسب التقييم الذي أجري في الفترة ما بين الاول من يوليو إلى منتصف اكتوبر 2016 هناك قُرابة 2.9 مليون نازح وأكثر من 720 ألف عائد يقيمون في 3700 موقع في أنحاء العراق ويوفر هذا التقييم معلومات قطاعية حاسمة عن أكثر من 3.5 ملايين شخص الذين تأثروا بهذه الأزمة منذ بدايتها في عام 2014.

وتشير المنظمة الى ان من بين أهم النتائج التي توصلت إليها دراستها هذه الحصول على الدخل الذي هو الشاغل الرئيس للنازحين والعائدين، عدم توفر الوظائف بنسبة 65% في المواقع التي تستضيف النازحين، وبنسبة 75% في المواقع التي تستضيف العائدين، وبهذا تنعكس صعوبة الحصول على العمل لتوفير الدخل على نسبة مرتفعة من الأسر التي تفيد بعدم قدرتها على الحصول على الغذاء والمواد غير الغذائية والخدمات الصحية اضافة الى ان الأسعار باهظة جدا لمعظم النازحين والعائدين.

واكدت ان المأوى من أكثر القضايا إلحاحا بالنسبة لكل من النازحين والعائدين، على الرغم من اختلاف المشاكل المصنفة ففي نصف المواقع يكون المأوى باهظ التكلفة بالنسبة إلى النازحين، وفي ثلث المواقع يعيش العائدون في منازل ذات اوضاع رديئة.

ويشدد التقرير على أن نية النازحين على المدى الطويل هي العودة إلى ديارهم ومع ذلك، فإن أكثر من 50 في المائة يفضلون البقاء في موقعهم الراهن. وعلى وجه التحديد، فإن العوائق الثلاثة الرئيسة التي تعترض عودة النازحين هي: انعدام الأمان في مكان المنشأ، نقص المأوى (منازل مسكونة أو متضرر بشدة) وكذلك غياب الخدمات في موقع المنشأ. وفي الوقت نفسه، فإن أهم ثلاثة أسباب للعودة هي: سلامة موقع العودة، وإمكانية العمل / إعادة النشاط الاقتصادي والظروف المعيشية العامة للموقع.

الاخلاء والصعوبات التي يواجهونها مع الحكومة

 وفي إطار الاهتمامات المتعلقة بالحماية التي تم تحديدها، فإن أكثر المسائل إلحاحا وكثيرا ما يبلغ عنها النازحون هي عمليات الإخلاء والصعوبات التي يواجهونها مع الحكومة في ما يتعلق بالمستحقات والوثائق القانونية المفقودة.. كما يشعر العائدون بالقلق إزاء خطر الاعتقال التعسفي حيث تم الإبلاغ عن قضايا العنف الأسري في ما يتعلق بأولوية الحماية وحماية الطفل من قبل عدد كبير من الأسر النازحة المرهقة.

وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق توماس لوثر فايس،"يساعد هذا التقييم الواسع النطاق الذي أجرته مصفوفة المنظمة الدولية للهجرة في العراق لتتبع النزوح على إعلام العمليات الإنسانية وبناء توافق الآراء بين الجهات الحكومية الرئيسة وأصحاب المصلحة في الأمم المتحدة لتحديد الأولويات والاحتياجات القطاعية الرئيسة. ومع استمرار أزمة الموصل ونزوح الآلاف من المدنيين، يتعين على المجتمع الإنساني الإستجابة للإحتياجات الطارئة وجهود إعادة البناء ".

وتشير المنظمة الى انه لا يزال هناك أكثر من 3 ملايين عراقي نازح داخل البلد منذ يناير 2014 فبينما النزوح مستمر في الوقت الراهن، يجري أيضا رصد اعداد متزايدة من العائدين في جميع أنحاء البلد. وحتى 30 مارس من الشهر الماضي مارس حددت مصفوفة تتبع النزوح بأن هناك أكثر من 1.6 مليون شخص عائد منذ عام 2015.. بينهم أكثر من 320 ألف شخص نزحوا بسبب عمليات الموصل التي بدأت منذ 17 اكتوبر 2016. ونزح فقط خلال الشهرين الماضيين 167 ألف شخص وتصاعديا نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب عمليات الموصل وعاد أكثر من 86 ألف شخص إلى ديارهم في المناطق التي تم تحريرها من قبضة تنظيم داعش الذي استولى عليها في يونيو عام 2014.