«إيلاف» من لندن: عرض رئيس التحالف الشيعي الحاكم في العراق عمار الحكيم وساطة العراق لفتح حوار مباشر بين العرب وايران، مؤكدًا اهمية ايجاد تكاملية بين المرجعيتين الشيعية في النجف والسنية للازهر في مصر& لوضع استراتيجية فكرية ودينية موحدة للقضاء على التطرف والارهاب .
ودعا الحكيم في تصريحات تلفزيونية تابعتها «إيلاف» على هامش زيارته الحالية حول العلاقات العربية الايرانية، الى&تحديد مساحات النفوذ وفتح حوار مباشر بين العرب وايران وعدم النظر الى ايران على أنها عدو . وأكد استعداد العراق للتوسط من اجل بدء هذا الحوار&مع ايران.
ومن المعروف&ان العراق يرتبط بعلاقات قوية مع ايران على مختلف الصعد، كما بدأ مؤخرًا خطوات حثيثة لاستعادة دوره العربي والاقليمي.&
نحو علاقة عراقية مصرية استراتيجية
وشدد على السعي&الى نقل العلاقة العراقية المصرية الى فضاء جديد لتكون استراتيجية .. مبينًا ان "مصر تتميز بقرارها السياسي المستقل ونضمن بأن موقفها سيكون لصالح العرب.
ونوّه الحكيم الى ان "التجربة العراقية وجهت بالعديد من المخاوف والهواجس من قبل دول عربية واسلامية عديدة، لذلك يهمنا بأن يكون هناك قرار مستقل وغير منحاز ومتفهم للتركيبة العراقية المتنوعة للخروج برؤية لتخدم العرب والمسلمين ". واوضح أن جهودًا تبذل لنقل العلاقة الاقتصادية بين العراق ومصر الى فضاء اوسع من التبادل التجاري، منوهًا ان دول المرور للطاقة هي مكملة لدول الانتاج، وقال: "نحن امام افاق استراتيجية كبيرة مع قرب ضخ النفط الى مصر". واوضح ان تسهيل مصر لاجراءات منح تأشيرة دخول للعراقيين سيؤدي الى تطور كبير للسياحة العراقية لدى مصر.
وشدد على رغبة العراق وسعيه للنهوض من جديد&واستعادة دوره العربي والاقليمي والدولي .. مشيرًا الى ان مصر هي عنصر الارتكاز في التوازن الاقليمي، وهي مدخل مهم وغير متحسسة من التنوع العراقي .. مشيراً الى ان "التكاملية السياسية ترسخ القرار في الجامعة العربية، وان القرار التكاملي كان من الممكن ان يجنب الكثير من البلدان التوتر الحالي ومنها سوريا واليمن وليبيا".. مضيفًا ان " الموقف السياسي للعراق ومصر حول هذه الدول والازمات هو موقف مشترك".
تعاون امني وعسكري واستخباري لمواجهة الارهاب
وحول التعاون العسكري والامني بين بغداد والقاهرة، اوضح رئيس التحالف الشيعي قائلا "إن الارهاب وتحدياته الارهابية تمثل الهاجس الاكبر لدى المنطقة والعراق المتضرر الاكبر والمستفيد الاكبر من خلال تراكم الخبرة في مواجهة الارهاب، ومنذ 13 عاماً مع حرب ضروس وخلال 3 سنوات الاخيرة كنا في ذروة هذه الحرب والاسلوب الذي استخدمه الدواعش حيث ان اغلب دول العالم والمنطقة غير مهيئة&في منظوماتها العسكرية لمواجهة هذا النمط من الاعداء، وهذا ما نجده من الخروقات الامنية في البلدان الغربية وغيرها ومن الممكن ان يقدم العراق بتواضع هذه الخبرة لمصر وخاصة في مجال التعاون الاستخباري فهو اساس ومهم جدًا".
تكامل مرجعيتي النجف والازهر
واكد الحاجة الى دعامتي الاعتدال في العالم العربي والاسلامي، وهما المرجعية الدينية في النجف الاشرف والازهر الشريف في مصر، وضرورة التكاملية بينهما، ووضع استراتيجية فكرية ودينية موحدة للقضاء على التطرف والارهاب .
معركة الموصل والمدنيون فيها
وفي ما يخص معركة تحرير الموصل، قال الحكيم "كان من الممكن تحرير الموصل على طريقة تحرير حلب باجلاء الناس وتحويل المدينة الى خراب وتحريرها بمدة اسبوعين، لكن الحكومة قررت ابقاء الناس في ساحة المعركة والحفاظ على ارواح المدنيين وتقليل الاضرار البشرية والمادية، واستمرار المعركة لشهرين هو نتيجة حذر القوات من الاضرار بالمدنيين، كما ان القوات لم تترك للارهابيين منفذًا للهروب".
وحول الحشد الشعبي، اشار الحكيم الى أن "اقرار قانون الحشد الشعبي وفّر الغطاءات القانونية ليكون الحشد ضمن القوات المسلحة العراقية حيث ستعاد هيكلته وهو يضم كل المكونات العراقية" .
استقلال كردستان مضر
واشار في جانب آخر من الحوار الى توجه الاكراد نحو استقلال اقليم كردستان، موضحًا "الظرف الراهن لا يساعد على قيام بالاقاليم لا من حيث التركيبة الداخلية لكردستان وحجم الاشكالات الاقتصادية والامنية والسياسية التي يواجهها الاقليم، ولا من حيث المعادلة العراقية والظروف الهشة ولا من حيث الظروف الاقليمية والدولية وشخصيًا لا اعرف دولة غير اسرائيل يمكن ان تعترف بدولة كردية في الوقت الراهن وتلقينا تأكيدات من قبل فريق الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنها تدعم وحدة العراق بشكل واضح".. واكد أن "الدول العربية كلها حريصة على وحدة العراق .. محذرًا من ان التشظي&فيه سيجر المنطقة العربية لان تشظي&العراق لن يقف عند الحدود العراقية وانما سيمتد الى المنطقة العربية ولا توجد مصلحة عربية تتماشى مع الطموحات الكردية، وإن كنا نتفهمها ونقدرها".
وخلال زيارته الحالية الى مصر، فقد أجرى الحكيم مباحثات موسعة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس البرلمان علي عبد العال وشيخ الازهر احمد الطيب، والتقى مع نخب ثقافية وسياسية وفكرية تم خلالها بحث تطورات الاوضاع العربية وعلاقتها بالمتغيرات الدولية، كما بحث مع الامين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط في وقت لاحق اليوم مختلف التطورات على الساحة العربية.
التعليقات