«إيلاف» من القاهرة:&في اطار مساعي الجيش المصري لتطوير قدراته العسكرية في جميع الأسلحة، وصلت الغواصة الألمانية من طراز "تايب 209/1400"، إلى مصر أمس الأربعاء، وانضمت إلى القوات البحرية.

وقال قائد القوات البحرية المصرية، اللواء أركان حرب بحري أحمد خالد، خلال مراسم استقبال الغواصة "تايب 209/1400"، إن "الصفقات التي تم تسليح القوات البحرية بها على مدار العامين الماضيين ساهمت بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل في المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية في أقل وقت ما يساهم في دعم الأمن القومي المصري في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حالياً".

وأضاف أن "امتلاك قوات بحرية قوية وحديثة يتطلب تكلفة تشغيلية عالية ولكن بالنظر إلى المهام التي تقوم بها، فإن القوات البحرية تعتبر تلك التكلفة صغيرة، لأنها تقوم بتأمين مصادر الثروات القومية بأعالي البحار مثل حقول الغاز والبترول، إضافة إلى أن القاطرة الاقتصادية وعجلة تنمية الدولة التي تسير بخطى ثابتة لابد لها من قوة عسكرية قوية تحميها"..

ونوّه بأن "مصر من أوائل الدول في الشرق الأوسط التي تمتلك هذا الطراز من الغواصات، والتي تساهم في رفع تصنيف الجيش المصري والقوات البحرية بقدراتها القتالية العالية"، لافتاً إلى أن "طول مدة بقائها في البحر والقدرة على تحمل البحر مع تنوع الأسلحة بها تمكنها من إدارة الأعمال القتالية منفردة أو بالتعاون مع الوحدات والتشكيلات البحرية وكونها سلاحا إستراتيجيا قادرا على تنفيذ المهام في سرية تامة ولمسافات بعيدة جداً عن حدود الدولة المصرية".

وأشار إلى أن "القوات البحرية تستخدم الغواصات من منتصف القرن الماضي، وهذا ليس تحولا جديدا على القوات البحرية المصرية وإنما هو رفع للقدرات القتالية للقوات البحرية ليتناسب مع المتغيرات الإقليمية المحيطة بنا".

الغواصة الالمانية الأولى تصل مصر

&

الصيانة

وحول عمليات الصيانة، قال قائد القوات البحرية، إنه "تم الاتفاق على عقود الصيانة والتأمين الفني من خلال عقود متكاملة بين الجهات المختصة بالقوات البحرية والشركة المصنعة للغواصة تلتزم الشركة المصنعة بالإمداد والتأمين الفني لتلك الوحدات وتأتي أهمية ذلك لضمان جاهزية الغواصة للقيام بكافة المهام المطلوبة في التوقيت المناسب".

وعن تدريب المصريين على استخدام الغواصة، قال قائد القوات البحرية: "تم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الغواصة الجديدة في وقت قياسي، ووفقاً لبرنامج متزامن بكل من مصر وألمانيا للإلمام بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا الغواصات"، موضحًا أنه "تم إعداد أطقم الغواصات الألمانية على مرحلتين:

الأولي مرحلة الإعداد والتجهيز بالقوات البحرية من حيث الإعداد "اللغوي، والبدني، والتأهيل الذهني لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة، والنواحي الأمنية".

أما المرحلة الثانية فتتضمن مرحلة الإعداد والتجهيز في دولة ألمانيا بواسطة الخبراء المختصين بالتدريب ونقل الخبرة إلى الطاقم المصري من خلال دورات تدريبية "نظرية وعملية" والتدريب أثناء رباط الغواصة على الرصيف وبالبحر ولفترات طويلة لإتقان السيطرة على الغواصة فوق وتحت السطح".&

وأشار خالد إلى أن الطاقم المصري أبحر بالغواصة من ألمانيا إلى مصر بمفردهم بعد إتقان التدريب بأنواعه المختلفة على الغواصة الألمانية طراز(209/1400) بمسافة إبحار أكثر من 3600 ميل في ظروف جومائية صعبة"، على حد قوله.

المصريون يستقبلون الغواصة الألمانية

&

بناء السفن بالسواعد المصرية

وأشار إلى أن القوات البحرية قامت بالفعل على العمل في بناء السفن بالسواعد المصرية من خلال مسارين أولهما من خلال التصنيع المشترك في الترسانات البحرية المصرية مع الدول الصديقة والشقيقة، وقد تم تصنيع لنشات مرور سريعة من مختلف الطرازات ، وجارٍ تصنيع عدد (3) قرويطة من طراز جويند بالتعاون مع الجانب الفرنسي. وثاني المسارات هو التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالسواعد المصرية ، وقد تم تصنيع سفن من طرازات عدة منها (سفن الدحرجة - السفن المساعدة Tug Boats - الكراكات )، مشيرًا إلى أن "القوات البحرية تعمل على أن نصل في المستقبل على التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالأيادي والتكنولوجيا المصرية".

وقال قائد القوات البحرية انه على الرغم من الفترة العصيبة التي مرت بها مصر أثناء ثورة 25 يناير 2011م حتى 30 يونيو 2013م إلا أن العلاقات التاريخية الوطيدة بين جمهورية مصر العربية ودولة ألمانيا أسهمت في إنهاء التعاقد على صفقة الغواصات عام 2011م وإتمام استلام الغواصة الأولى وجارٍ تجهيز الغواصة الثانية للاستلام و الإبحار للعودة إلى أرض الوطن في الربع الأخير من العام الجاري.

استقبال الغواصة الالمانية في ميناء الاسكندرية

&

تجهيز طاقم الغواصة الثانية

وأفاد خالد أنه "جارٍ الآن إعداد وتجهيز طاقم الغواصة الثانية لغوياً وبدنياً ونظرياً بالقوات البحرية وبالاستفادة من خبرة طاقم أول غواصة مصرية (41) لتحقيق أعلى استفادة أثناء التدريب على أيدي الطاقم الألماني إضافة إلى أن الضابط البحري يتخرج من الكلية البحرية ثم يلتحق بلواء الغواصات ويتم إعداده وتجهيزه وتدريبه للعمل على الغواصات من خلال دورات تدريبية بتفرغ كامل خلال فترة زمنية محددة ليكون جاهزا للعمل بالغواصات".

ولفت إلى أن "تنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير وتحديث القوات البحرية يدعم قدراتها على مواجهة التحديات والمخاطر الحالية في المنطقة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتأمين كافة موانئ مصر الرئيسة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أي اختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا بالإضافة إلى تأمين حركة ملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحي لقناة السويس في الاتجاهين الشمالي والجنوبي، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعي، وكذا القيام بأعمال المعاونة والإنقاذ في حالات الكوارث والأزمات".

وأكد قائد القوات البحرية، أن "الغواصة طراز "209/1400" بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية ودعم قدراتها القتالية على حماية الأمن القومي المصري، ومواجهة التحديات والتهديدات المختلفة التي تمس أمن وسلامة السواحل والمياه الإقليمية المصرية"، مشيرًا إلى أنها "تتميز بقدرات قتالية عالية تنبع من قدراتها على حمل أنواع مختلفة من التسليح القوي مثل الصواريخ، والطوربيدات، والألغام. وتتنوع مهامها القتالية ومن خصائصها العمل في سرية تامة وعلى مسافات بعيدة ولفترات زمنية طويلة دون الحاجة إلى دعم من الوحدات البحرية الأخرى".

يذكر أن مصر أبرمت صفقة مع ألمانيا في العام 2015، للحصول على 4 غواصات بحرية من طراز 209" / 1400".

العلم المصري مرفوع على الغواصة الالمانية

&