ما يزال إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وثيقة جديدة لمبادئها من العاصمة القطرية الدوحة ضمن أبرز القضايا التي أولتها الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتماما واسعا.
وقد انتقد عدد من المعلقين في الصحف العربية، موافقة حماس رسميا على إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، أو ما يُعرف الآن بحدود ما قبل عام 1967، وحذف الدعوة الصريحة "لتدمير إسرائيل" التي وردت في الميثاق التأسيسي الصادر عام 1988.
"هزة في الأوساط السياسية"
ونبدأ من صحيفة الأخبار اللبنانية، إذ كتب إبراهيم الأمين قائلا "ليس من حق أيّ فلسطيني، أو عربي، أو حرّ، في هذا العالم، القبول ببقاء الاحتلال على أيّ متر من أرض فلسطين!".
ويرى الأمين "ثمة خشية مشروعة باتت اليوم على طاولة البحث، على قيادة وكوادر وجمهور حماس عدم تجاهلها، وهي خشية سببها تلك الأسطر الواردة في وثيقتها، حيث القبول بحل مرحلي، يقوم على فكرة دولة فلسطينية على قسم من فلسطين".
أما صحيفة الديار اللبنانية فاعتبرت أن الوثيقة شكلت "هزة في الأوساط السياسية الفلسطينية والعربية والدولية لجهة التراجع عن استعادة كامل التراب الفلسطيني".
وحذرت الصحيفة من أن "وثيقة حركة حماس شكلت انعطافة وحدثاً سيكون له تداعيات على كل الواقع الفلسطيني وتراجعاً في مفهوم الحركة الاسلامية من الصراع مع دولة العدو".
وفي صحيفة النهار اللبنانية، اعتبر راجح الخوري الوثيقة "مجرد مناورة أو حركة التفافية فرضتها المتغيّرات العربية والإقليمية التي أسقطت الدور الذي أُريد للإسلام السياسي أن يلعبه".
وإلى الرأي الأردنية، التي انتقد فيها صالح القلاب حركة حماس وكتب يقول "ها هي حماس تبادر في وثيقتها الأخيرة إلى تبني كل ما بقيت ترفضه على مدى ثلاثين عاماً وأكثر".
وتساءل القلاب "ما أسباب هذه الصحوة (الحمساوية) غير المفاجئة والتي جرى التمهيد لها طويلاً... هل لأن هناك يا ترى وعوداً عربية ودولية قد تلقتها بأن ترث الحالة الفلسطينية كلها وأن تأخذ وضعية ومكانة فتح في هذه الحالة..؟".
"مقدمة قوية"
ووسط هذه الانتقادات، أبدت صحيفة القدس الفلسطينية تفاؤلاً في افتتاحيتها إذ قالت "ما يهمنا بالدرجة الأولى كفلسطينيين، أن تكون هذه الخطوة مقدمة قوية لتوحيد الصفوف الوطنية وإنهاء حالة الانقسام الذي يفقد أحد مقوماته بالاختلاف السياسي الذي أصبح في الماضي، كما أن هذه الواقعية السياسية الجديدة الناتجة عن (التطورات والتغيرات الاقليمية) كما قيل، تستدعي واقعية في التعامل الفلسطيني الداخلي من جميع الأطراف استجابة ايضا للتطورات المصيرية التي تواجه قضيتنا وشعبنا وأرضنا ومستقبلنا".
وترى رضوى عبد اللطيف، في صحيفة الأخبار المصرية أن حركة حماس "فيما يبدو تريد أن تقود تغييرا داخل حركة الإخوان كما فعلت حركة النهضة في تونس. لكن بعيدًا عن التحليلات العميقة أرادت الحركة أن توصل للعالم أنها علي قلب رجل واحد وأنها وضعت وثيقتها الجديدة بالتوافق مع الجميع انتظارًا لاستكمال انتخاباتها الداخلية لاختيار قائد جديد في المرحلة القادمة، وسوف يعلن عنه بعد أيام قليلة".
وهاجم وائل قنديل، في العربي الجديد اللندنية، من انتقدوا الوثيقة إذ يرى أنهم قرأوها و"هدفهم منها في استثمارها وجبة دسمة على مائدة الاستقطاب وتصفية الحسابات السياسية".
ووصف قنديل هؤلاء بالـ"متلمظين، المتربصين لأية فرصة سانحة لغرس المخالب ونشب الأظافر في مشروع المقاومة، وجدوا فيها تخلياً عن البندقية والكفاح، من أجل تحرير الأرض والإنسان الفلسطينيين، وتجديفاً مع تيار (الفتحنة)، وبحثاً عن مساحات صغيرة تحت سقف (أوسلو)، وما تلاها من ملاذاتٍ آمنة في كهوف التصور الإسرائيلي الأمريكي للقضية".
التعليقات