إيلاف من لندن: فيما أقرّ تنظيم داعش بخسارته معركة الموصل وحدد مقراً موقتاً لما أسماها بـ"دولة الخلافة" في قضاء تلعفر غرب الموصل حيث رجّح خطيب جمعة القضاء مقتل البغدادي، رفض المرجع الشيعي السيستاني سرقة السياسيين العراقيين من المقاتلين النصر ضد التنظيم.
وخلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم وتابعتها "إيلاف" رفض ممثل للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني سرقة اي جهة لفضل النصر وتضحياته على تنظيم داعش في اشارة الى السياسيين الذين يحاولون جني ثمار النصر على تنظيم داعش من المقاتلين الذين ضحوا بدمائهم وارواحهم لتحقيقه.
وقال خطيب جمعة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان المقاتلين العراقيين أضافوا نصرا مميزا آخر الى نصرهم المؤزر في الموصل بعد تسعة أشهر من القتال الضاري "في اشارة الى تحرير جامع النوري الكبير ومنارته الحدباء امس" في ظروف قاسية ومعقدة جدا ومنها احتماء تنظيم داعش بالمدنيين واتخاذهم دروعا بشرية لكنّ جهودهم تكللت بنصر كبير على الدواعش "نتقدم اليهم بالتهنئة والتبريك لإنجازهم الرائع هذا مثمنين لكل القادة والمقاتلين ما حققوه والرحمة لشهدائهم والشفاء العاجل لجرحاهم".
وشدد ممثل السيستاني على ان "صاحب الفضل الكبير لهذه الانتصارات بعد معارك طويلة هم كل ابناء القوات المشتركة من جهاز مكافحة الارهاب والجيش والشرطة الاتحادية والقوة الجوية وطيران الجيش والمتطوعين الغيارى وابناء العشائر ومن ورائهم من دعموهم لوجستيا فهم أصحاب هذه الملحمة العظيمة التي سطّروها بأرواحهم ودمائهم". وأكد قائلا "ان هؤلاء هم احق من غيرهم مهما كان برفع راية النصر قريبا لدى تحرير باقي المناطق التي ما زالت تحت سيطرة داعش" في اشارة على ما يبدو الى بعض السياسيين الذين بدأوا يحاولون من خلال تصريحاتهم نسب هذه الانتصارات اليهم في كسب دعائي انتخابي مبكر الى الانتخابات البرلمانية العامة التي ستجري في ابريل المقبل.
واضاف الكربلائي ان السنوات الثلاث الماضية التي شهدت احتلال داعش بعض المناطق العراقية قد بيّنت ان العراقيين الرافضين للذل لا يدعون العدو يهنأ بما حققه من اهدافه الخبيثة فهم بما يحملونه من مبادئ وقيم يبذلون الغالي والنفيس من اجل الذود عن الارض والعرض والمقدسات.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن أمس الخميس عن انتهاء ما سمّاها "دويلة الباطل الداعشية" تزامنا مع سيطرة القوات الأمنية على جامع النوري الكبير الذي اعلن منه زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي في 29 يونيو عام 2014 دولته للخلافة في العراق وسوريا . وتوعد العبادي ملاحقة آخر عنصر من تنظيم داعش قتلا واسرا في العراق.
خطيب داعش يعترف بخسارة معركة الموصل
وأقرّ تنظيم داعش بخسارته معركة الموصل وحدد مقراً موقتاً لما أسماها بـ"دولة الخلافة".. حيث اعترف خطيب جمعة التنظيم في قضاء تلعفر غرب الموصل اليوم بشكل مفاجئ بهذه الخسارة منوها بشكل غير مباشر بمقتل زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي خلال خطبة ألقاها القيادي في التنظيم ابو قتيبة.
وقال مصدر محلي في محافظة نينوى اليوم إن احد المقربين جدا من زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي أجهش بالبكاء بعد ذكر اسم الاخير في خطبة صلاة الجمعة في مدينة تلعفر غرب الموصل فيما اشار الى ان زلة لسانه خلال الخطبة رجحت نبأ مقتل البغدادي.
وقال المصدر إن "احد المقربين جدا من المدعو البغدادي ويلقب "ابو قتيبة" قد تبوأ اليوم منبر صلاة الجمعة في مركز قضاء تلعفر غرب الموصل، والقى خطبة الجمعة في العشرات من المصلين اغلبهم من مسلحي التنظيم ومؤيديه . واضاف في تصريح نقلته وكالة "السومرية نيوز" العراقية وتابعته "إيلاف" ان "ما يميز هذه الخطبة هو ان ابو قتيبة أجهش بالبكاء عندما ذكر اسم البغدادي في خطبته بشكل مفاجئ ثم صمت لبعض الوقت ثم ردد آيات قرانية قبل ان يزل لسانه ويوحي بكلمات معدودة ترجح نبأ مقتله".
واشار المصدر الى ان "خطبة ابو قتيبة والذي يتميز بمكانته في هيكلية داعش ربما كانت اشارة مبكرة لإعلان نبأ مقتل البغدادي رغم انها لم تذكر مصيره بشكل مباشر".. لافتا الى ان "خبر الخطبة انتشر بقوة في ارجاء تلعفر".
وعلى الصعيد نفسه قال مصدر محلي في القضاء ان احد قادة داعش المكنى أبو البراء الموصلي قد ألقى خطبة الجمعة في جامع آخر في القضاء قد أقرّ بهزيمة التنظيم في الموصل رغم نفي التنظيم المتكرر سقوط معاقله في الموصل بيد القوات الأمنية المشتركة ونشر مقاطع فيديو تتحدث عن استمرار وجوده في محيط جامع النوري.
وأضاف المصدر أن "الموصلي يشغل منصب معاون والي تلعفر برر خسارة داعش في خطبته المقتضبة معركة الموصل بالكر والفر في الحرب" لافتا الى أن "تلعفر باتت مقرا موقتا لما أسماها بدولة الخلافة".
وفي وقت سابق اليوم وبعد تأكيدات لروسيا على مدى الايام القليلة الماضية بمقتل البغدادي في غارات جوية لها في سوريا فقد نشر الموقع الخاص في الإذاعة الإيرانية صورا قال إنها لجثته.
وعرض الموقع صورتين للبغدادي حياً، وصورتين أخريين ميتا تحت عنون "البغدادي مات ونهاية الحلم بدأت". وقال علي شيرازي مندوب المرشد الأعلى في فيلق القدس علي خامنئي ان "الإرهابي البغدادي حتما مات".
ورجح مسؤولون الروس في 17 يونيو الحالي مقتل البغدادي خلال ضربة جوية نفذتها الطائرات الروسية في الرقة معقل التنظيم الرئيس في سوريا .. فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء الماضي إنه يستطيع القول بدرجة عالية من الثقة إن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية قد قتل.
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014 لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.
التعليقات