إيلاف من بغداد: اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من مدينة الموصل التي وصلها اليوم ان العالم لم يتوقع ان يقضي العراقيون على تنظيم داعش بهذه السرعة .. وقام بجولة في شوارع واسواق المدينة وزار مبنى المحافظة واستمع من القادة العسكريين الى اخر نتائج المعارك هناك والتي شارفت على الانتهاء حيث يتوقع ان يعلن بيان النصر الليلة.
وقال العبادي في تصريحات له من مبنى محافظة نينوى بأيسر الموصل الذي انتقل اليه عبر نهر دجلة من ايمن المدينة ان العالم لم يكن يتصور ان العراقيين سيقضون على تنظيم داعش بهذه السرعة . واضاف ان هذه الانتصارات المتحققة جاءت نتيجة تضحيات المقاتلين الابطال الذين ابهروا العالم بشجاعتهم .. مؤكدا ان حكومته تولي اهمية كبرى لاعادة الخدمات والبنى التحتية للموصل.
وتجول القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي في شوارع واسواق ايمن الموصل ثم توجه الى مقر الشرطة الاتحادية في قرية العريج بالموصل لاعلان بيان النصرحيث هبطت طائرته إلى مقر عمليات الشرطة وهو مبنى مديرية شباب ورياضة نينوى في حي الطيران جنوبي الموصل لإعلان بيان النصر.
وكان العبادي وصل الى المدينة ظهر اليوم في وقت تشهد الساعات الاخيرة من المعارك فيها لتحريرها من قبضة تنظيم داعش بالكامل حيث بارك بالنصر هناك .
وقد اعلن قائد العمليات العسكرية هناك ان قواته تتقدم حاليا نحو منطقة القليعات آخر اهدافها في الموصل القديمة بعد ان تمكنت من تحرير منطقة الميدان اليوم ووصلت الى حافة نهر دجلة ورفعت العلم العراقي عليه.
وقال قائد عمليات "قادمون يانينوى" الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله الاحد في بيان تابعته "إيلاف" ان "قوات مكافحة الارهاب حررت منطقة الميدان في مدينة الموصل القديمة ووصلت الى حافة نهر دجلة وهي تتقدم حاليا باتجاه منطقة القليعات اخر الأهداف لقوات مكافحة الارهاب ولازال التقدم مستمرا". والقليعات هي اخر منطقتين ما يزال تنظيم داعش يقاتل فيها ضمن المدينة القديمة بالساحل الأيمن للموصل. وبالترافق مع ذلك فقد تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من الوصول الى حافة نهر دجلة ورفعت العلم العراقي على عليها.مسلحي تنظيم داعش في مدينتها القديمة في مؤشر على امكانية اعلانه النصر النهائي هناك في وقت لاحق اليوم.
وبالترافق مع هذه التطورات فقد تم الاعلان عن وصول القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء الى الموصل اليوم للاطلاع على اخر المعارك العسكرية للقضاء على تنظيم داعش .. وقال مكتب العبادي في بيان تابعته "ايلاف" ان رئيس الوزراء "وصل الى مدينة الموصل المحررة ويبارك للمقاتلين الابطال والشعب العراقي تحقيق النصر الكبير".
وتقوم القوات العراقية حاليا بعمليات تمشيط وتطهير للاحياء المحررة في المدينة القديمة بحثا عن مسلحي داعش المختبئين في الانفاق والسراديب. واظهرت صور للتلفزيون العراقي الرسمي العشرات من العائلات التي اتخذها التنظيم دروعا بشرية وقد خرجت من بين الازقة المحاصرة وهي تسير على ضفاف نهر دجلة.
وأوضحت مصادر امنية ان تأخر الاعلان الرسمي للتحرير الذي كان منتظرا امس جاء بسبب اتخاذ تنظيم داعش لمئات من المدنيين دروعا بشرية في الجيوب الاخيرة التي مازال يسيطر عليها حيث تتقدم القوات العراقية بحذر حفاظا على ارواحهم فيما يكثف التنظيم من تفجيرات عناصره الانتحاريين واستهداف قناصيه للقوات.
قتل الف داعشي
واليوم أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية عن حصيلة خسائر داعش خلال معركة المدينة القديمة مؤكدة مقتل أكثر من ألف داعشي .
وقال قائد الشرطة الفريق رائد جودت في بيان تابعته "إيلاف" إن "معركة تحرير المدينة القديمة اسفرت عن مقتل اكثر من 1000 ارهابي وتدمير 65 مركبة مسلحة و20 عجلة مفخخة إضافة إلى تدمير 24 دراجة نارية . واوضح أن "المعركة أسفرت أيضا عن تدمير 38 مضافة و5 ابراج اتصالات و8 انفاق اضافة الى تفكيك 71 حزاما ناساف و310 عبوة ناسفة و181 صاروخا".
وقد رفعت قوات الشرطة الاتحادية العلم العراقي وسط شوارع الموصل القديمة استباقا للاعلان الرسمي بتحرير المدينة بالكامل حيث يؤكد القادة العسكريون ان ماتبقى على انجاز هذه المهمة هو250 مترا فقط للوصول الى ساحل نهر دجلة والتقاء القوات التي تقاتل هناك من ثلاثة محاور وهي الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب والفرقة المدرعة التاسعة .
فقد رفع الفريق رائد جودت العلم العراقي وسط المدينة القديمة المحرر مؤكدا ان عناصرتنظيم داعش قبل وهزيمتهم فجروا عددا من المنازل المفخخة في منطقة النجفي التي حررتها قواته..واشار في بيان الليلة الماضية الى ان الشرطة الاتحادية سارعت لانقاذ المدنيين من تحت الانقاض .
احباط محاولات تسلل عناصر داعش الى ايسر الموصل
وفي محاولة للنجاة من الموت بعد احكام الحصار عليهم في جيب صغير بايمن الموصل يحاول عناصر تنظيم داعش التسلل الى ايسر المدينة عبر نهر دجلة لكن القوات العراقية تصدت لهم اليوم وقتلت 30 منهم.
وقالت خلية الإعلام الحربي للقوات العراقية المشتركة إن قطعات عمليات نينوى قتلت 30 إرهابيا حاولوا الهروب من الساحل الأيمن إلى الساحل الأيسر من الموصل عبر نهر دجلة .
ويترقب العراقيون الإعلان رسميا عن انتهاء معارك الساحل الأيمن وشرعت منظمات عراقية بالإعداد لبرامج احتفالية تتزامن مع الإعلان الرسمي لطرد التنظيم من المدينة.
وحاول مقاتلون لداعش امس ايضا الفرار من آخر مواقعهم في المدينة القديمة بالموصل عبر نهر دجلة غير أنهم قتلوا بيد القوات العراقية. وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي ان عددا من مسلحي التنظيم حاولوا العبور إلى الساحل الأيسر لكن عناصر قوة عراقية متمركزة هناك أطلقوا النار عليهم وقتلوهم وبقوا في المياه .
ومن جهته اكد قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله تحرير قوات الجيش لمنطقة "دكة بركة" وجامع شيخ الشط "بكر أفندي " في مدينة الموصل القديمة وكبدت عناصر تنظيم داعش خسائر كبيرة .
واضافت قيادة عمليات نينوى ان قطعات شرطة نينوى تمكنت من قتل احد قيادات داعش الملقب ابو حفصة السعودي اثناء محاولته الهروب من الساحل الايمن الى الايسر عبر نهر دجلة.. فيما اشارت الى محاولة سبع نساء داعشيات تفجير انفسهن بواسطة احزمة ناسفة على جهاز مكافحة الارهاب خلال عملية اجلاء بعض العوائل .
وتدور المعارك في جيب صغير على ضفة نهر دجلة وهو كل ما تبقى للتنظيم في الموصل بعد معارك ضارية متواصلة منذ تسعة أشهر حيث تحاول القوات العراقية حسم الجزء الأخير من معركة تحرير الموصل بأقل الاضرار الممكنة بالنسبة للقوات والمدنيين على حد سواء .
واعلن مصدر امني اليوم ان معظم عناصر التنظيم في المدينة القديمة هم من جنسيات اجنبية وخاصة من الشيشان والروس بالاضافة الى اخرين من جنسيات عربية خليجية بالاضافة الى ليبيين وتونسيين .
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014 لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.
التعليقات