«إيلاف» من بيروت: بقيت قضية عودة النازحين السوريين مادة دسمة للنقاش السياسي، وسط استمرار الانقسام في النظرة الى طريقة عودتهم بين وجهتين، الوجهة الأولى ترى عودتهم إلى المناطق الآمنة في سوريا من بوّابة الأمم المتحدة، والوجهة الثانية تدعو الى الاتصال مع دمشق مباشرةً لتأمين هذه العودة.

ومن المقرر أن يُطرح ملفّ النزوح السوري في اجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة البحث في شؤون النازحين السوريين، الذي سيعقد بعد غد الأربعاء في السراي الحكومي.

في ظل اختلاف وجهات النظر السياسية حول موضوع ملف عودة اللاجئين السوريين، ما هو موقف الشارع اللبناني في هذا الخصوص؟

تراجع في الأعداد

يؤكد زياد سركيس "أن ممثلة مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار تجزم أن أعداد النازحين السوريين المسجلين لدى المفوضية تراجع إلى مليون نازح، وتشدّد على أن عودة هؤلاء الى ديارهم يجب أن تكون طوعية مع توفر الظروف الآمنة في سوريا.

ما يعني أن السوريين اللاجئين في لبنان ينوون العودة إلى بلادهم متى توافرت الأجواء الآمنة لعودتهم، لأن التوطين مرفوض من قبل الجميع في لبنان.

تحديات وصعوبات

يشير منير فياض إلى أن " أبرز التحديات والصعوبات التي يواجهها لبنان تكمن في إرتفاع أعداد اللاجئين، والتي فاقت كل الامكانيات الممكنة"، مؤكدًا أن "المساعدات التي يتلقاها لبنان من المجتمع الدولي غير كافية، بسبب الأعداد الكبيرة للنازحين، والتي بلغت أضعاف عدد المواطنين اللبنانيين في بعض بلدات لبنان".

ويلفت إلى أن "عودة النازحين الى ديارهم مرهونة باستتباب الأمن في سوريا، وضمان الامم المتحدة والدول الكبرى لأماكن العودة".

موقف منقسم

يرى سعيد أبو فاضل أن "الموقف السياسي اللبناني لا يزال منقسمًا بين من يؤيّد ضرورة التفاوض الرسمي مع النظام السوري، وبين من يودّ إلقاء مسؤولية التفاوض على عاتق الأمم المتحدة، علمًا أنّ الحكومة اللبنانية لم تقم باستشارتها بعد في هذا الموضوع، وتعلم الحكومة اللبنانية بالتالي موقفها المبدئي من العودة القائمة على أنّها تأتي تلقائيًا بعد الحل السياسي الشامل للأزمة السورية، وقد لا تخطو خطوة واحدة في ملف العودة قبل الاتفاق على الحل، ولهذا لا يُمكن التعويل كثيرًا على الأمم المتحدة للقيام بدور الوسيط بين الحكومتين اللبنانية والسورية."

ويضيف ابو فاضل :"ما يهمّ لبنان حاليًا هو التخفيف من معاناة اللبنانيين من خلال إعادة النازحين السوريين تدريجًا الى بلادهم، مع رفض التوطين رفضًا تامًا، وإن لم تتوافر لهم كلّ ظروف العودة التي يطمحون لها"

عدم التوطين

يلفت إدغار نعمة إلى أن توطين اللاجئين السوريين في لبنان مرفوض جملة وتفصيلاً، لأن توطينهم في لبنان، أو إدماجهم في المجتمعات المضيفة وهذا ما تعتمده الأمم المتحدة في نصوصها، فمن غير الممكن أن يحصل، لا سيما في عهد الرئيس اللبناني ميشال عون، وخصوصًا أنّ وثيقة بعبدا قد ركّزت على "رفض التوطين المعلن أو المقنّع، ومواجهة أي محاولة لتثبيت أي جماعة غير لبنانية على أرض لبنان".

من جهة أخرى، يشير نعمة إلى أن "عودة النازحين السوريين الى وطنهم أسهل بكثير من عودة اللاجئين الفلسطينيين، كون لا مشكلة أرض لديهم.

علمًا أن السوريين في لبنان، ليسوا فقط مليونًا و30 ألفًا، بحسب المسجّلين لدى المفوضية، بل يصل عددهم الى مليوني نازح، وهؤلاء سيعودون حتمًا مع عودة الأمن الى مناطقهم خصوصًا وأنهم يزورونها من وقت الى آخر للاطمئنان على أوضاع ممتلكاتهم ومنازلهم وأقاربهم وما إلى ذلك."