إيلاف من نيويورك: استيقظ المكسيكيون صباح الحادي عشر من نوفمبر 2016 على خبر تهاوي عملتهم المحلية (البيزو) بعد فوز المرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترمب بالإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية.

المكسكيك التي تعاني اصلا من ازمات اقتصادية وامنية مع ارتفاع معدل الجريمة بشكل كبير، واستباحة عصابات المخدرات للبلاد، شعرت سلطاتها بالخوف بعد انتصار ترمب الذي تعهد في حملته الإنتخابية تمزيق الاتفاقات التجارية معها وترحيل 5 ملايين مهاجر لا يحملون وثائق والذين وصفهم بـ"المغتصبين والمجرمين"، وبناء جدار على طول الحدود الجنوبية المشتركة بين البلدين.
&
مجد سياسي على أكتاف ترمب

ولكنّ الخوف من الجار الشمالي، شكل نقطة إيجابية بالنسبة إلى عدد من السياسيين المكسيكيين الذين يحاولون صنع مجد سياسي لهم على بعد عام من الإنتخابات في بلادهم وذلك بالاعتماد على الرئيس الاميركي ومواقفه.

وبدأ سياسيون مكسيكيون في التصويب على ترمب رغبة في زيادة رصيدهم الشعبي في بلادهم، واستغل عضو الكونغرس المكسيكي بروليو غويرا وجوده في العاصمة الاميركية لمقاضاة الرئيس ترمب فى لجنة الدول الاميركية لحقوق الانسان بتهمة "السعي لتدمير الكوكب".
&
إنتهاك حقوق الإنسان

أندرس مانويل لوبيز اوبرادور، الزعيم الشعبي الذي ينتمي الى احد احزاب يسار الوسط، كان قد رفع دعوى قضائية ضد ترمب في يناير الماضي في الامم المتحدة بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الانسان قال إنها ناجمة عن سياسات ترمب في مجال تطبيق قوانين الهجرة.

ارتفاع مستوى الحملة

الرئيس المكسيكي السابق فيسنتي فوكس يعتبر ايضا من أكثر منتقدي ترمب ويكاد لا يغيب عن الشاشات الاميركية المعارضة للرئيس الاميركي الحالي، ويُتوقع ان تزداد موجة انتقاد الساسة المكسيكيين لترمب مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية فعندما يتكلم الأخير عن بناء الجدار والزام المكسكيك بتحمل نفاقات بنائه سيقوم المرشحون المكسيكيون للانتخابات الرئاسية بالرد.
&
إتهامات بالتواطؤ

وتدور تساؤلات حول إمكانية ان تعود هذه الخطابات بالضرر على العلاقات بين البلدين التي تحسنت بشكل مطرد منذ انخفاضها فى يناير الماضي بعد الغاء الرئيس المكسيكي بينا نيتو زيارة لواشنطن بسبب اصرار ترمب على دفع المكسيك للجدار الحدودي المقترح.

وتواجه حكومة بينا نيتو انتقادات في المكسكيك، وقال السيناتور ارماندو ريوس بيتر المرشح الرئاسي المستقل، ان صمت بينا نييتو يعد قبولا ضمنيا بسياسات ترمب.
&
الفساد قضية مركزية

ولكن بحسب متابعين "فان موضوع ترمب في الانتخابات المكسيكية يأتي كدرجة ثانية بظل مرور البلد بسلسلة من العنف والفساد"، وقال اندريس روزنتال الدبلوماسي المكسيكي السابق والخبير في العلاقات الثنائية "علينا ان نرى ما هي القضايا في الحملة الرئاسية في المكسيك"، مضيفا "من المرجح ان يختار العديد من المرشحين وأولهم لوبيز أوبرادور، الفساد كقضية مركزية لحملتهم".