التقط كيم جونغ أون سريعًا فرصة وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فعاجل إلى مماحكته بالنار على وقع خوف عالمي متعاظم من انتقال توازن الرعب إلى مواجهة لا تبقي ولا تذر.
إيلاف من بيروت: يريد زعيم كوريا الشمالية أن يفرض حضوره على طاولة الكبار. يقول بعض الخبراء إن تجربته الأخيرة حملت رسالة شديدة الوضوح وفي أكثر من اتجاه: هي رسالة طبيعية لأميركا الجديدة ولجيرانها. ورسالة استثنائية للصين، التي يريد منها كيم أن تُعبّد طريقه للتفاوض المباشر مع واشنطن، مع ما يعنيه ذلك من بداية نهاية العزلة الدولية.
أول المفاعيل السياسية المباشرة للقنبلة الهيدروجينية تمثلت في دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى استنساخ الاتفاق النووي مع إيران لاحتواء الأزمة المتفاقمة مع كوريا الشمالية، مؤكدة استعداد بلادها لبذل جهد دبلوماسي جديّ لحل هذه المعضلة. فيما عبرت واشنطن بوضوح عن انحيازها للخيار الدبلوماسي، رغم عدم استبعادها للمواجهة العسكرية المباشرة.
اندفاعة مستجدة
هذه الخلاصة التي تتراوح بين السعي لمفاوضات مباشرة تؤسس لفك الحصار، وبين التصميم على ترهيب واشنطن وإجبارها على الرضوخ للحل السياسي، كانت محور تصويت قراء «إيلاف» على سؤال الاستفتاء الاسبوعي: ما الغاية من التصعيد العسكري لكوريا الشمالية؟ حيث اعتبر 48% (519 صوتًا) من المشاركين أن الهدف منها هو فك الحصار، فيما جنح 42% (457 صوتًا) منهم نحو خيار ترهيب واشنطن، بينما ادرجها 10% (106 أصوات) ضمن التجارب العادية التي طالما دأبت بيونغ يانغ على ممارستها.
النتيجة تتلاقى إلى حد بعيد مع تسلسل الأحداث وقراءة الخبراء، لا سيما لجهة الاندفاعة المستجدة نحو تعويم الخيار السياسي في ظل العواقب الهائلة لأي مواجهة عسكرية محتملة، ما يعني إمكانية الانتقال إلى طاولة المفاوضات، أو إلى مزيد من التصعيد المتبادل بهدف تحسين الشروط.
انزعاج صيني
ضمن سياق متصل، يرى محللون أن الصين تجد نفسها حاليًا في موقع مزعج، بين ضغوط واشنطن من جهة، التي تريد إجبارها على إقناع حليفتها بالعودة عن النووي عبر العقوبات، وضغوط بيونغ يانغ من جهة أخرى، الساعية من خلالها إلى فتح حوار مع الأميركيين.
جان بيار كابستان، خبير الشؤون الصينية في الجامعة المعمدانية (هونغ كونغ)، قال إن كيم جونغ اون قد ينتقل بعد اثباته قوة ترسانته إلى خوض حملة استمالة لمحاولة فتح مفاوضات مع الولايات المتحدة، معتبرًا أن زعيم كوريا الشمالية يستخدم شيئًا يشبه الكرة البيضاء في لعبة البلياردو، رغم مخاطرته بإثارة غضب الرئيس الصيني، لا سيما على أبواب استحقاق سياسي حيوي يتمثل بمؤتمر مرتقب للحزب الشيوعي.
التعليقات