أثار خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة انتقادات عدد من الصحف العربية التي قالت إنه تجاهل ذكر فلسطين والقضية الفلسطينية كما أنه استخدم لغة تهديد ضد بعض الدول "خطيرة وحادة وغريبة".
ونبدأ من صحيفة الغد الأردنية، فقد أشار أحمد جميل عزم إلى أن القضية الفلسطينية غابت عن خطاب ترامب بالأمم المتحدة، إذ أنه "لم يُشر للموضوع وللفلسطينيين في خطابه مطلقا، وإن ذكر الإسرائيليين، كأنّهم والأمريكيين شيء واحد".
ويضيف الكاتب "هذا يعني أنّ آمال حل النزاعات في العالم، ومن ضمنها الموضوع الفلسطيني، يجب أن تتراجع أو تراجعت، وأن ترامب ماضٍ في تقليل أهمية القانون والمنظمات الدولية... هاجم مجلس حقوق الإنسان، ومسح فلسطين مرتين، مرة بعدم ذكرها، ومرة بالقول إن عدد دول الأمم المتحدة 193 بعدم اعتبار فلسطين وعضويتها".
كذلك يقول ماجد توبة، في الغد الأردنية: "أما السلام، أو حتى أوهامه، فلم يكن له مكان في خطاب الحرب لترامب، فكل التحذيرات والمطالبات بضرورة الالتفات لقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة في وجه اخر احتلالات العالم وأبشعها وبما يسحب فتيل عدم الاستقرار واختلال الامن في الشرق الاوسط، لم تجد أذنا صاغية لدى كبير البيت الأبيض، والذي لم يعتبر ان لها أهمية لتدرج لها بعض الفقرات في خطابه الحماسي".
وفي ذات السياق، يقول عماد الإفرنجي في فلسطين أونلاين موجهاً كلامه إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "أذكّر الرئيس الفلسطيني أن الرئيس الأمريكي ترامب لم يذكر القضية الفلسطينية بشطر كلمة في خطابه متجاهلًا كل ما قدمته السلطة الفلسطينية من أجل أوهام التسوية وحل الدولتين الذي انتهى، وبناء عليه أتطلع من الرئيس إلى قرار جريء بإلغاء اتفاق أوسلو على منصة الأمم المتحدة، وسحب الاعتراف بإسرائيل وإعلان صريح أن الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وسيناضل بكل الوسائل لنيل حريته وفقًا للشرعية الدولية وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير للشعوب".
لغة "حادة"
وإلى صحيفة القبس الكويتية التي كتب فيها محمد مراح يقول "اللغة التي استخدمها ترامب، غريبة وحادة وخطيرة، فالأمم المتحدة كانت ولازالت تبحث عن السلام في العالم، لكن ترامب صعد المنصة وراح يفاخر بقوة بلاده وجيشها، مهدداً بنسف كوريا الشمالية وواصفاً دولا بأنها مارقة".
ويضيف: "وما إعجاب نتنياهو إلا لعبارة قالها ترامب وهو يعلم أنها تثير غضب الكثير من الدول الإسلامية في العالم، عبارة 'الإرهاب الإسلامي المتطرف'".
ويقول أحمد الجمال في الأهرام المصرية: "لقد جاء خطاب ترامب، وكأنه إعلان حرب على عقائد سياسية، وأخرى دينية، وعلى دول ومجتمعات وجماعات، فيما بلاده تعانى كوارث طبيعية مدمرة، من المؤكد أن المسيرة الرأسمالية بتقنياتها كانت سببا من أسباب تلك الكوارث، حيث كان ارتفاع درجة حرارة الكوكب نتيجة الأنشطة الصناعية، وربما أيضا الأنشطة الفضائية من ورائها.. وهى أنشطة ارتبطت بالنمو الرأسمالي، الذى مازالت دوله ترفض الالتزام بالقواعد الحاكمة لعدم تفاقم الظاهرة".
من ناحية أخرى، يقول أحمد بودستور في موقع إيلاف اللندني: "ولاشك أن خطاب الرئيس الأمريكي ترامب هو تحذير شديد اللهجة للدول الفاسدة المارقة وقد حددها بالاسم وهي كوريا الشمالية والجمهورية الإيرانية ونظرا لأن هذه الدول تتميز بالصلف والغرور وتنفيذ الأجندة الخاصة بها وتضرب بعرض الحائط كل النداءات والمناشدات العالمية فهي في طريقها للصدام بأكبر قوة على الارض وهي الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو الذي تقوده والأكيد أن الفكر المتطرف الأهوج يقود صاحبه للهلاك وأن غدا لناظره قريب".
ويقول عبد الله الطاير في الرياض السعودية: "الرئيس أكمل مسيرة الخروج على مألوف السياسة من خلال أول كلمة في الأمم المتحدة. لقد سمى الأسماء بمسمياتها".
ويضيف: "الكلمة الصاروخية للرئيس الأمريكي تمثل ملمحاً من ملامح إصلاح خطاب المنظمة الدولية".
التعليقات