أعلن مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق فوز "نعم" في الاستفتاء على انفصال كردستان العراق ودعا في الوقت نفسه بغداد إلى الحوار.
وفي كلمة متلفزة دعا بارزاني الحكومة المركزية في بغداد للمشاركة في "حوار جاد..بدلا من تهديد" حكومة كردستان العراق بعقوبات.
وكان رئيس وزراء العراق حيدر العبادي قد استبعد تماما إجراء محادثات بشأن انفصال إقليم كردستان العراق.
وقال بارزاني "قد نواجه صعوبات ولكننا سننتصر"، ودعا القوى الدولية إلى "احترام إرادة الملايين" الذين صوتوا في الاستفتاء.
وردت الحكومة العراقية على برزاني بإمهال وإلا واجه حظرا جويا، وذلك بعد الاستفتاء على انفصال الإقليم عن الدولة الأم.
وكان العبادي قال إن الحكومة العراقية لن تجري محادثات بشأن نتائج استفتاء الاستقلال "غير الدستوري" مع حكومة إقليم كردستان العراق.
وقال العبادي خلال اجتماع مع قيادة العمليات المشتركة "لسنا مستعدين لمناقشة أو التحاور بشأن نتائج الاستفتاء لأنه غير دستوري".
وقال العبادي إنه سيحمل القائمين على إدارة كردستان العراق مسؤولية إجراء الاستفتاء وليس المواطنين الأكراد.
وأعلنت الحكومة العراقية إيقاف جميع الرحلات الجوية الدولية من وإلى مطاري اربيل والسليمانية اعتبارا من يوم الجمعة حتى يتم تسليم إدارة المطارين.
كما قررت الحكومة إخضاع المنافذ الحدودية البرية مع دول أخرى في إقليم كردستان لإشرافها، وإغلاق المنافذ غير الرسمية.
وصوت الأكراد بأعداد كبيرة في الاستفتاء، متجاهلين الضغوط التي تمارسها بغداد، وتهديدات تركيا وإيران، وتحذيرات دولية من أن التصويت قد يشعل المزيد من الصراعات في المنطقة.
"أعمال الخيانة"
وفي وقت سابق، شجب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاستفتاء، واصفا إياه بأنه عمل من أعمال الخيانة.
وقال إن الدفع إلى استفتاء الانفصال فيه مخاطرة بجر المنطقة إلى الحرب، وهدد باتخاذ إجراءات عقابية إن استمر.
وأضاف أردوغان في كلمة ألقاها بالقصر الرئاسي الثلاثاء أن كل الخيارات متاحة، من الإجراءات الاقتصادية إلى الخطوات العسكرية البرية والجوية.
وتابع أن تركيا لن تتردد في استخدام الوسائل المتاحة لديها إذا وصل السلام إلى طريق مسدود، وأنه يتمنى أن تعود حكومة إقليم كردستان إلى رشدها.
واتهم أردوغان رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني بالخيانة لمضيه قدما في إجراء استفتاء على الانفصال، محذرا من أن أكراد العراق سيتضورون جوعا عندما تمنع تركيا شاحناتها من عبور الحدود.
من جهتها، وصفت طهران الاستفتاء بأنه "غير قانوني وغير شرعي"، وأغلقت أمس مجالها الجوي مع إقليم كردستان. غير أنها نفت إغلاق الحدود البرية.
وحذّر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي من التأثير المحتمل للاستفتاء على زعزعة استقرار المنطقة.
وأعرب المجلس عن اعتقاده بأن الاستفتاء غير الملزم قد يعرقل جهود مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، التي تضطلع بها القوات الكردية بدور بارز، وعودة النازحين العراقيين، البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص، إلى ديارهم.
التعليقات