«إيلاف» من لندن: قالت الحكومة التركية انها ستتعامل مع تصدير النفط العراقي مع الحكومة المركزية حصراً، في اشارة الى وقف التعامل مع نفط اقليم كردستان.. فيما يتوجه تركمان كركوك لتشكيل وحدات مسلحة لحماية احيائهم، حيث تعرضت مقرات جبهتهم لهجومات مسلحة.

وقد اكد رئيس الوزراء التركي علي يلدريم لنظيره العراقي حيدر العبادي خلال اتصال هاتفي دعم تركيا الكامل لكل القرارات التي اتخذها مجلسا الوزراء والنواب في العراق لحفظ وحدة البلد، مشددًا على التزام بلاده بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الحكومة العراقية لتنفيذ جميع الخطوات الضرورية لبسط السلطات الاتحادية في المنافذ البرية والجوية و توفير الوسائل المطلوبة لذلك. 

كما أكد يلدريم على دعم بلاده لجميع القرارات الاخرى ومنها المتعلقة بحصر تصدير النفط بالسلطات الاتحادية، حيث كانت سلطات اقليم كردستان تصدر نفط الاقليم عبر خط انبوب النفط جيهان التركي من دون الرجوع الى الحكومة المركزية في بغداد، ومن شأن هذا الموقف التركي ان يحرم الاقليم من اهم وارداته المالية.

ومن جانبه، أكد العبادي على ان الخطوات القانونية التي تم اتخاذها ضرورية لمنع خطر التقسيم والتشظي ولتعزيز وحدة العراق وسلامة ابنائه واستقراره، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي اليوم في بيان صحافي تابعته “إيلاف". 

وطلب البرلمان العراقي من رئيس الوزراء حيدر العبادي امس إرسال قوات للسيطرة على حقول النفط في كركوك ونشر قوات في المدينة المتنازع عليها بين حكومتي بغداد واربيل.

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال الاثنين الماضي إن الاكراد في العراق سيشعرون بالجوع عندما تتوقف الشاحنات عن دخول شمال العراق. واشار في كلمة له الى ان الاكراد العراقيين لن يعرفوا كيف يقيمون دولة .. مشيرا الى ان الخيارت متاحة امامنا "بما فيها الخيار العسكري لكننا نأمل بالتوصل الى الحلول السلمية عبر الحوار". وحذر بالقول "عندما توقف تركيا ضخ النفط فسينتهي الأمر". وقال إن "استفتاء كردستان غير شرعي ونعتبره لاغياً وسنتخذ تدابير أخرى وسنغلق المعابر بشكل كامل مع كردستان .

واتهم أردوغان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بالخيانة لقراره تنظيم الاستفتاء على انفصال الإقليم دون الإصغاء إلى موقف أنقرة. واشار الى أن أنقرة كانت تتوقع حتى آخر لحظة ألا يرتكب بارزاني هذا الخطأ غير أن هذه التوقعات لم تتحقق. وقال "ان اتخاذ قرار بتنظيم الاستفتاء دون أي مشاورات مسبقة هو خيانة".
وتلقى النفط دعمًا من تهديد الرئيس التركي بغلق خط الأنابيب الذي يحمل صادرات النفط من شمال العراق لتكثف الضغط على إقليم كردستان بسبب الاستفتاء. وعادة ما يضخ خط الأنابيب من اقليم كردستان ما بين 500 ألف و600 ألف برميل يوميًا لميناء جيهان التركي. وفقد هذه الإمدادات إلى جانب تخفيضات الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل من المنتجين في أوبك وخارجها أثار مخاوف بشأن شح الإمدادات.

شعارات في كركوك تؤكد تركمانية المدينة

مهاجمة مقرات تركمانية بكركوك والمكون يشكل وحدات مسلحة

فيما تعرضت مقرات للجبهة التركمانية العراقية في مدينة كركوك الشمالية لهجومات مسلحة، فقد اكد رئيسها توجه تركمان المدينة الى تشكيل وحدات مسلحة لحماية احياء التركمان فيها.

واليوم اعلن مصدر امني في كركوك وقوع هجومين مسلحين على فرعين للجبهة التركمانية في كركوك، وقال ان مسلحين مجهولين هاجموا باسلحة نارية مقري القلعة في السوق الكبير وفاضل عنتيكة في حي المصلى، ولاذوا بالفرار دون وقوع خسائر بشرية.

وازاء ذلك، فقد أعلنت الجبهة التركمانية العراقية عزمها تشكيل "وحدات حماية تركمانية" لتوفير الأمن في أحياء مدينة كركوك ومقراتها التي يقطنها التركمان عقب تصاعد وتيرة الهجمات على مقراتها.

وقال رئيس الجبهة أرشد الصالحي إن الأحياء التركمانية في كركوك ومقرات الجبهة تتعرض إلى هجمات يومية بسبب عدم كفاية شرطة مدينة كركوك.

ولفت الصالحي إلى أن "وتيرة الهجمات التي تطال الأحياء التركمانية بالمدينة ومقرات أحزابنا زادت عقب استفتاء الانفصال غير الشرعي الذي أجرته سلطات إقليم شمال العراق". وأشار في تصريح لوكالة الاناضول التركية الحكومية إلى أن محافظة كركوك مرتبطة بالحكومة المركزية وتوفير الأمن فيها يقع على عاتق بغداد.

وأكد الصالحي رفض تركمان العراق لاستقدام أي قوات إضافية إلى كركوك من خارج الحكومة المركزية مبينًا أن القوات غير الحكومة المتقدمة إلى كركوك تخلق مشاكل في المدينة، وهو يقصد بذلك دخول قوات إضافية من البيشمركة الكردية إلى كركوك. 

وكشف الصالحي عن خطط التركمانيين المحليين لتشكيل وحدات حماية تركمانية لضمان أمنهم في المدينة، وأشار إلى زيادة عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في المدينة بسبب ضعف سلطة الحكومة المركزية في كركوك.

الجدير بالذكر أن هذه التصريحات تأتي على خلفية إعلان زعيم حزب الحركة القومية التركي عن تشكيل قوات عسكرية تضم أكثر من 5 آلاف مقاتل تركماني مستعد للقتال في شمال العراق.

فقد هدد زعيم المعارضة القومية التركية دولت بهجلي أن الآلاف من المتطوعين الأتراك مستعدون للقتال في كركوك ومدن عراقية أخرى دفاعاً عن التركمان العراقيين. وقال إن الأقلية التركمانية التي تربطها صلات عرقية وثيقة بتركيا لن تُترك لحالها في كركوك.

ويسيطر مقاتلو البشمركة الكردية على المدينة التي يقطنها أكراد وتركمان وعرب منذ عام 2014 وأدرجتها السلطات الكردية في استفتاء أجري الاثنين الماضي على استقلال الأكراد في شمال العراق، مما أغضب حكومة بغداد.

وقال بهجلي ان "خمسة آلاف متطوع قومي على الأقل مستعدون وينتظرون الانضمام للقتال من أجل الوجود والوحدة والسلام في المدن التركية التي يقطنها التركمان خاصة كركوك". وأضاف "التركمان ليسوا بلا حماية أو متروكين لحالهم. لن يُتركوا قط لعملية تطهير عرقي مؤلمة وفقط للدولة. قرارنا محسوم وموقفنا واضح وكلمتنا هي التزامنا".

وحزب بهجلي ليس مشاركًا في الحكومة لكنه يعكس آراء قطاع من المجتمع التركي يعارض بشدة فكرة إقامة دولة كردية مستقلة، ويدعم تركمان العراق.