لندن: في حين يتصاعد الجدل حول أولويات الحل السوري دانت نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ديما موسى، "المحاولات التي تبذلها روسيا من أجل تسويق وتنفيذ مشروع لإرغام اللاجئين السوريين على العودة إلى سوريا على الرغم من وجود ملايين النازحين داخل الأراضي السورية".

وأكدت اثر اختتام اجتماعات أستانة في مدينة سوتشي الروسية في تصريح تلقت "إيلاف" نسخة منه "أن الأولوية هي لإعادة النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم والذين هم مهجرون قسرياً في الأصل على يد قوات النظام وحلفائه".

وكان وفد المعارضة السورية الذي شارك في اجتماعات أستانة على مدى اليومين الماضيين كشف أنه تمكن من حذف بند يدعو اللاجئين السوريين الى العودة الى سوريا وذلك لعدم توفير البيئة الآمنة لوجودهم ولعدم طرح ضمانات حقيقية.

وتصر روسيا على أولوية اعادة اللاجئين والإعمار والعمل على التعديل الدستوري ، فيما تحاول المعارضة أن تقنع المجتمع الدولي والدول الكبرى ضرورة ربط اعادة الإعمار بالحل السياسي المتكامل.

ومن المقرر أن تعقد قمة رباعية بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا الأسبوع القادم ويبدو أن حسم هذه الملفات على أجندتها اضافة بالطبع الى الملف الساخن وهو مصير محافظة إدلب.

وشددت موسى على أن ملف اعادة اللاجئين يتطلب توفير "الظروف الملائمة للعودة الطوعية والكريمة وليس إجبارهم على الخضوع لشروط وموافقات أمنية من قبل نظام الأسد".

وقالت موسى إن محاولات موسكو تحويل اللاجئين إلى نازحين هي "جريمة جديدة لإرغام الملايين من اللاجئين على العودة إلى سورية بشكل قسري ضمن ظروف غير آمنة ومستقرة على الإطلاق".

وأضافت أن "المخطط الروسي واضح عندما جرى حديث حول إنشاء مراكز إيواء لاستقبال أولئك اللاجئين، أي أنها على يقين أنهم لن يعودوا إلى مناطقهم الأصلية".

ولفتت موسى إلى أن إعادة اللاجئين لمناطق غير مناطقهم الأساسية في سوريا، سيزيد من عمليات التغيير الديموغرافي التي نفذها النظام في البلاد على نطاق واسع خلال السنوات الأخيرة برعاية روسية إيرانية.

وأشارت إلى أن عدم عودة هذا العدد الضخم من النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم، يؤكد خوفهم من نظام الأسد وعدم توفر البيئة الآمنة والمحايدة التي وردت في القرارات الدولية ذات الصلة، إضافة إلى جميع القوانين الدولية الخاصة بحقوق اللاجئين.&

هذا وأعلنت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن أكثر من 1.2 مليون شخص نزحوا داخل سورية خلال النصف الأول من العام الجاري، وقالت نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ايري كانيكو، في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة الأممية في نيويورك، إن "الأمم المتحدة ما زالت تشعر بقلق عميق حيال التهجير المستمر على نطاق واسع في أجزاء من سوريا، وأثره على السكان المدنيين".