الرياض: استبعدت السعودية الأربعاء أي وساطة في الأزمة الدبلوماسية مع كندا، مؤكدة انها تدرس المزيد من الاجراءات ضد اوتاوا.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي "لا حاجة الى وجود وساطة". أضاف "كندا ارتكبت خطأ كبيرا (...) والخطأ يجب تصحيحه". وأشار الى أن "النظر قائم في اتخاذ مزيد من الإجراءات تجاه كندا"، من دون مزيد من التفاصيل.

والإثنين، أعلنت السعودية أنها طلبت من السفير الكندي مغادرة أراضيها، وقررت استدعاء سفيرها في كندا وتجميد التعاملات التجارية معها ردا على انتقادات وجّهتها أوتاوا إلى المملكة بشأن حقوق الإنسان.

علّقت الرياض المنح الدراسية لرعاياها في كندا، حيث يتابع أكثر من 15 ألف سعودي دروسًا جامعية، ستعمل على إرسالهم إلى دول أخرى، ما يشكل ارباحًا فائتة هائلة للاقتصاد الكندي، رغم انه من الصعب تحديدها بأرقام.

كما أوقفت السعودية كل البرامج الاستشفائية مع كندا، وهي تعمل ايضا على نقل كل المرضى السعوديين هناك الى بلاد أخرى، وفق ما ذكرته وسائل اعلام سعودية.

وذكرت فايننشال تايمز أن البنك المركزي السعودي أمر مدراء اصوله في الخارج بالتخلص من الأسهم والسندات والأموال النقدية الكندية "مهما كانت التكلفة"، في مؤشر إلى تصاعد الخلاف بين الرياض وأوتاوا. وأغضبت كندا الرياض عندما دعت السفارة الكندية إلى "الإفراج فورا" عن نشطاء في المجتمع المدني أوقفوا في إطار موجة جديدة من الاعتقالات في المملكة.

وعند سؤاله عن الناشطات المسجونات، كرر الجبير موقف الحكومة السابق بأنهن كنّ على اتصال مع كيانات أجنبية، من دون تحديد التهم ضدهن.

وقال "الأمر لا يتعلق بحقوق الانسان أو بأمور حقوقيين، وإنما يتعلق بأمن الدولة"، في اشارة الى الخلاف مع كندا. اضاف "المملكة لم تتدخل بشؤون كندا بأي شكل كان بل العكس، وعلى كندا تصحيح ما قامت به تجاه المملكة".&

وأشارت كندا الى انها لن تتراجع عن موقفها رغم المخاطرة بتعريض اتفاقاتها التجارية مع الرياض للإلغاء، ومنها صفقة بقيمة 15 مليار دولار لبيع السعودية عربات مدرعة خفيفة. وفي حال ألغيت هذه الصفقة فستخسر كندا آلاف الوظائف وفق الخبراء.
&