بوينوس أيرس: وافق مجلس الشيوخ الأرجنتيني الأربعاء على طلب برفع الحصانة عن الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر من أجل السماح للجنة التحقيق بتفتيش منازلها في قضية تعرف باسم "دفاتر الفساد".

وكان القاضي كلاوديو بوناديو، الذي يتولى التحقيق في هذه القضية التي تتعلق برشى بمليارات الدولارات، قد قدم مذكرة إلى مجلس الشيوخ، يطالب فيها برفع الحصانة جزئيًا عن كيرشنر، من أجل السماح بتفتيش عدد من منازلها. وتتمتع كيرشنر العضو في المجلس بحصانة تحول دون سجنها، لكن لا تعفيها من الملاحقة القضائية.

لكن أعضاء المجلس الـ67 جميعًا، بمن فيهم كيرشنر نفسها، وافقوا على الرفع الجزئي للحصانة للسماح بتفتيش منازلها، مع سعي بوناديو إلى البحث عن أدلة تدين الرئيسة اليسارية السابقة بقبول ملايين الدولارات كرشى من رجال أعمال مقابل منحهم عقود مشاريع عامة.

وفي خطاب ناري ومليء بالتحدي، كررت كيرشنر أمام المجلس أن القضايا ضدها موجّهة سياسيًا. وقالت "إذا كان هناك شيء مفقود لتكريس الملاحقة السياسية الجارية في الأرجنتين، فهو هذا (...) سوف أكون أول سيناتور منتخبة يتم تفتيشها".

وتواجه الرئيسة السابقة البالغة 65 عامًا المحاكمة في قضايا فساد عدة، وقد اتهمت بوناديو بممارسة "اضطهاد قضائي" لقطع الطريق على إمكانية ترشحها للرئاسة في العام المقبل.

وتوصل أعضاء مجلس الشيوخ إلى قرارهم إثر مناقشات استمرت ساعات، وبعدما تعذر مناقشة طلب رفع الحصانة في الأسبوع الماضي لعدم اكتمال النصاب القانوني. لكن هذه المرة بدا أعضاء مجلس الشيوخ جاهزين لتأييد طلب القاضي من البداية، مع إعطاء كيرشنر نفسها إشارات إلى أنها ستنحني أمام الأمر الحتمي.

الثلاثاء وجّهت كيرشنر رسالة إلى النواب، قالت فيها إنها مستعدة للسماح بتفتيش منازلها في بوينوس أيرس وسانتا كروز وإل كالافاتي، لكنها طلبت جعل الأمر بعيدًا من عدسات المصورين. وليل الثلاثاء تظاهر الآلاف أمام مقر الكونغرس الأرجنتيني في بوينوس أيرس لمطالبة مجلس الشيوخ بالموافقة على عمليات التفتيش. وهتف المتظاهرون "السجن لكريستينا" و"أعيدي الأموال".

واعتقل أكثر من عشرة من كبار رجال الأعمال والمسؤولين في الحكومة السابقة بعدما كشفت صحيفة "لا ناسيون" في الأول من أغسطس أن رشى بالملايين أوصلها سائق يعمل في إحدى الوزارات إلى منزل كيرشنر خلال رئاستها وكذلك خلال رئاسة زوجها السابق نيستور كيرشنر.&

تشكل سجلات السائق الدقيقة للدفعات المالية التي سلمها، والتي يزعم أنها أموال من قادة الأعمال مقابل الحصول على عقود في الأشغال العامة، أساس التحقيق.

ويتناول التحقيق بحق كيرشنر خمس قضايا أخرى من اتهامات بالتلاعب بأسعار العملات إلى توقيع اتفاقية مع طهران يعتبر بوناديو أنها حمت إيرانيين مشتبه فيهم في اعتداء استهدف المركز اليهودي في بوينوس أيرس عام 1994.
&