إيلاف من بغداد: دفعت السلطات العراقية بقوات خاصة إلى مدينة البصرة من أجل التصدي للاحتجاجات التي تجتاح المدينة وأدت إلى حرق مقرات أحزاب وقنصلية إيران، في مؤشر على التوجه نحو تعامل أمني أكثر حزما.

وأفاد مصدر أمني عراقي، مساء الجمعة، بأن قوة كبيرة للعمليات الخاصة دخلت إلى محافظة البصرة "لإحلال الأمن فيها على خلفية أعمال شغب مستمرة هناك وسط المظاهرات الاحتجاجية".

وقال المصدر في حديث لموقع "السومرية نيوز" الإخباري إن "قوة كبيرة من (سوات) دخلت قبل قليل إلى محافظة البصرة".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "ذلك جاء لفرض الأمن في المحافظة، بعد أعمال التخريب التي طالت المؤسسات والمباني الحكومية".

وتشهد البصرة العراقية منذ عدة أيام احتجاجات غاضبة تطالب بتوفير الخدمات وفي مقدمتها الماء الصالح للشرب والكهرباء، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المتظاهرين.

وقد تم خلال الاحتجاجات إحراق مقار ومكاتب معظم الأحزاب والحركات السياسية، فضلا عن تكرار إحراق ديوان المحافظة، وكذلك دار استراحة ديوان المحافظة.

والجمعة اقتحمت مجموعات المحتجين في البصرة مقر القنصلية الإيرانية في المدينة وأضرمت النيران فيه.

كما هاجم المتظاهرون المقر الرئيسي لهيئة الحشد الشعبي في مدينة البصرة وأحرقوا إحدى سياراته، كما اقتحموا مستشفى تابعا له واحتجزوا عددا من الجرحى.

وعلى خلفية هذه التطورات فرضت القوات الأمنية في البصرة حظرا شاملا على التجوال في عموم مناطق المحافظة في إطار ردها على إحراق عدد كبير من مقار الأحزاب السياسية.

وأسفرت أعمال الشغب التي شهدتها البصرة اليوم عن مقتل متظاهر وإصابة 11 آخرين على الأقل، وذلك إضافة إلى عشرات القتلى والجرحى الذين سقطوا في وقت سابق.&

المحتجون يغادرون منشأة تابعة لحقل نفطي

وفي سياق متصل، قال مصدر في شركة لوك أويل ومصدر في شرطة مدينة البصرة العراقية لوكالة (رويترز) إن المحتجين غادروا بهدوء منشأة لمعالجة المياه تابعة لحقل غرب القرنة2 النفطي الذين تديره الشركة الروسية وأطلقوا سراح موظفين عراقيين كانوا يحتجزونهما.

وسيطر المحتجون على المنشأة لنحو ساعة. وقال مدير في الحقل إن الانتاج لم يتعطل.

ويقع الحقل على بعد 65 كيلومترا شمال غربي البصرة التي تشهد احتجاجات منذ عدة أيام. وينتج الحقل ما بين 390 ألفا و400 ألف برميل يوميا.

ومحطة معالجة المياه منفصلة عن الحقل وتزوده بالإمدادات اللازمة للضخ في الآبار.