فيما ارتفع عدد ضحايا المواجهات بين المتظاهرين المحتجين في محافظة البصرة الجنوبية إلى 8 قتلى وأكثر من مائة مصاب فقد اتسعت عمليات حرق الإدارات الحكومية في البصرة المدينة والبلدات المجاورة لها وسط اتهامات لإيران بالضلوع في عمليات قتل المحتجين.

إيلاف: خلال تجدد الاحتجاجات في مدينة البصرة ومدن حولها في الليلة الماضية، فقد أحرق المتظاهرون المحتجّون المكتب الخاص لمحافظ البصرة ونائبه ومبنى مديرية بلديات المحافظة وأجزاء من مبنى المحافظة، إضافة إلى إحراق مبنى قائمقامية قضاء أبي الخصيب في جنوب البصرة، ومحاولة إحراق مبنى قائمقامية قضاء الزبير في شمالها، حين أضرم محتجون النيران أمام المبنى، لكن القوات الأمنية فرضت طوقًا حوله، وحالت دون اقتحامه وحرقه.

وعبّرت مصادر عراقية عن مخاوف من تفجّر احتجاجات دامية مماثلة في محافظات جنوبية، خاصة المجاورة لمحافظة البصرة، وكانت سادتها تظاهرات احتجاج وصدامات مع قوات الأمن لدى تفجّرها في يوليو الماضي، لكنها خمدت إثر وعود بتنفيذ مطالب مواطنيها بتوفير الخدمات الأساسية.

اتهامات لإيران
من جهتهم، أكد متظاهرون أن ضباطًا منتمين إلى أحزاب تابعة لدولة مجاورة، في إشارة إلى إيران، ويحملون رتبًا عسكرية، هم الذين يقتلون المتظاهرين العزل.

أضافوا في تصريحات نقلتها "شبكة رووداو" الإعلامية العراقية أن الأحزاب المتواجدة في المحافظة هي التي تقتل المتظاهرين، وعناصر الجيش والشرطة قد انسحبوا من المواجهات مع المحتجين.&

وأشاروا إلى أن تصريحات قائد عمليات البصرة الفريق الركن جميل الشمري أمس حين قال إن القوات الأمنية استقبلت المتظاهرين بالورود غير صحيحة، مؤكدين أن العكس هو ما حصل، حيث تمت مواجهة المحتجين بالقناصين والرمي على الناس العزل بالرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى.&

وقال أحد المحتجين "خرجت للتظاهر مطالبًا بتوفير الماء والكهرباء، فالماء مليء بالأوساخ... ألسنا من الشعب؟، ألسنا عراقيين؟، ولماذا يرمي علينا الجندي العراقي رصاصه، ونحن عراقيون؟، لماذا؟، فأنا شاب، وخرجت لكي أطالب بحقي".

وتعرّض العشرات من المتظاهرين مساء أمس لحالات اختناق بعدما قامت القوات الأمنية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، حيث تعرّض 7 منهم على الأقل للاختناق، بسبب الغاز المسيل للدموع. وخلال هذه المواجهات قتل شخصان، وأصيب حوالى 30 آخرين ليرتفع عدد ضحايا المواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية منذ الثلاثاء الماضي إلى 8 قتلى وأكثر من 100 مصاب.

وكانت السلطات الأمنية قد فرضت حظر التجوال في مدينة البصرة مساء الثلاثاء، وحتى فجر اليوم التالي، لاحتواء التوتر المتصاعد في المدينة، إثر اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين اقتحموا مبنى المحافظة، وأضرموا النيران فيه.

التحالف الشيعي يدعو إلى الحيلولة دون انزلاق البصرة نحو ما هو أخطر
ودعا رئيس التحالف الشيعي عمّار الحكيم إلى العمل دون انزلاق المحافظة إلى متاهاتٍ مخاطر لا تحمدُ عقباها. وقال الحكيم، وهو زعيم تيار الحكمة الوطني، في بيان صحافي اليوم، وزعه مكتبه الإعلامي، وتابعته "إيلاف"، إنه يتابع "بقلقٍ بالغ الأحداث المؤسفة التي تشهدها محافظةُ البصرة حاليًا، ونحثُ على ضرورةِ احتوائها بنحوٍ عاجل، ونحذرُ من اتساعِ رقعتها بما يضعُ أمنَ واستقرارَ عاصمة خير العراق في خطر". &

وأكد الحكيم رفض استخدامَ السلاح ضدَّ المتظاهرين، وشدد على ضرورة التمييز بين المتظاهر السلمي من المندس تحاشيًا للوقوعِ في المحذور، وطالب بفتحِ تحقيقٍ عاجل لمسببي الأحداث الأخيرة، التي راحَ ضحيتها عددٌ من المتظاهرين والقواتُ الأمنيةُ أيضًا.&

وناشد الفعالياتِ الدينية والرسمية والثقافية والأكاديمية والإعلامية على العملِ على رأبِّ الصدع الحاصل، والحفاظِ على اللحمةِ الوطنيةِ والعمل دون انزلاق المحافظة إلى متاهاتٍ لا يحمدُ عقباها.. ودعا الحكومةَ الاتحادية بكاملِ تشكيلاتها إلى إغاثةِ أبناء المحافظة بالطرائق المتاحة وبشكل عاجل.. مؤكدًا على أحقيةِ التظاهر السلميّ المطالب بالحقوقِ المشروعةِ والخدماتِ مع الحفاظِ على المالِ العام والخاص.. مطالبًا القواتِ الأمنية بالحفاظِ على سلامةِ أرواح المتظاهرين السلميين.&

أضاف الحكيم في الختام قائلًا "في هذا المنعطف الحساس والراهن ندعو القوى والشخصياتِ السياسية إلى أنْ تضعَ مصلحةَ العراق وأمن شعبنا ومصالحهُ فوق كلِّ اعتبار، والإسراع في تشكيلِّ الحكومة التي تأخذُ على عاتقها توفير الخدمات للمواطنين".

وتشهد مدينة البصرة منذ الثلاثاء ارتفاعًا في وتيرة الاحتجاجات ضد نقص الخدمات والفساد الإداري وغياب فرص العمل، ما أدى إلى مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية، حيث تعتبر المدينة مهد احتجاجات شعبية متواصلة منذ الثامن من يوليو الماضي في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية. ويطالب المحتجون بتحسين الخدمات العامة، مثل الكهرباء ومياه الشرب، وتوفير فرص للعاطلين العمل ومحاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.&

ويعاني أهالي محافظة البصرة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة، من أزمات عدة، آخرها تلوث مياه شط العرب، ما أثر سلبًا على مياه الشرب، حيث أعلنت مفوضية حقوق الإنسان عن تسمم حوالى 20 ألف مواطن هناك جراء ذلك، مستندة إلى إحصاءات مستشفيات المحافظة.


&