أحمد قنديل من دبي: تحتضن أبوظبي الاحد ندوة دولية تنظمها جمعية الصحافيين الاماراتية وتتعلق باليمن، وتهدف لتقديم قراءة نقدية وتحليليه لتقرير فريق التحقيق المكلف من قبل مجلس حقوق الإنسان بدراسة حالة حقوق الانسان باليمن.

وستقدم الندوة التي يشارك فيها نخبة من الخبراء الدوليين وممثلين المجتمع المدني والمنظمات الدولية، قراءة تحليلية وموضوعية للتقرير بغية الوقوف على ما تضمنه من اخطاء وتجاوزات ومخالفات جسيمة للمعايير والمبادي والقيم التي استقرت كأساس في عمل لجنة التحقيق والتقصي الحقائق، وسوف تسعى الندوة الى تفنيد الادعاءات التي صاغها فريق التحقيق وتبيان ما تضمنه التقرير من عوار وانحياز، جعل منه الية فاعلة يعتمد عليها الحوثيين في استمرار الازمة الانسانية باليمن، ومن تأزيم للانتهاكات والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التي ما فتئ الحوثيين يرتكبونها بحق المدنيين باليمن امام مساعدة وعجز المجتمع الدولي عن الوقوف في وجه هذه المليشيات الارهابية.
&
جرائم ضد الانسانية

وأوضح محمد الحمادي رئيس جمعية الصحافيين الاماراتية ان العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية، والخبراء الدوليين والمعنيين في القانون الدولي الانساني من الدول العربية، سيشاركون في الندوة التي ستقام تحت عنوان "تقرير فريق الخبراء باليمن تأزيم للانتهاكات واستمرار للمعاناة"، حيث ستستعرض الندوة حالة حقوق الانسان باليمن والتعريف بما يعانيه من انتهاكات وجرائم ضد الانسانية وما يتعرض له من جرائم حرب على ايدي الحوثيين منذ انقلابهم على الشرعية في العام 2014، وحتى صدور تقرير الفريق المكلف الذي قدم تقريراً منحازا ولا يقدم رؤية شاملة وواسعة وحقيقية لحالة حقوق الانسان باليمن، ولا يقدم معطيات واضحة لوقف تلك الانتهاكات والقضاء على جميع المخاوف والقلق الذي ينتاب المجتمع الدولي بشان المعاناة الانسانية التي يعيشها المدنيين باليمن، ولا يستعرض الدور الانساني والتنموي الأساسي لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في حفظ الامن والاستقرار باليمن وتعزيز واحترام &حقوق الإنسان فيها.
&
معاناة الإنسان اليمني

وأضاف الحمادي أن معاناة الانسان اليمني بدأت مع هذه الجماعات الإرهابية التي مارست بحقه أبشع أنواع الانتهاكات وارتكبت بحقه مختلف أنواع الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب، وان المجتمع الدولي واجه غطرسة الحوثيين بمزيد من القرارات الدولية التي طالبتهم بإعادة الشرعية ووقف انقلابهم عليها، ما اضطر دول التحالف العربي وبناء على طلب الحكومة اليمنية الشرعية بتنفيذ مقتضيات القرارات الدولية المتعلقة بإعادة الشرعية وتوفير الامن والسلام للإنسان اليمني.

وتابع انه ازاء تفاقم الحالة الانسانية باليمن جراء سيطرة الحوثيين على مقدرات ومدن اليمن، فقد شكل مجلس حقوق الانسان في سبتمبر من العام الماضي، فريقا لدراسة حالة حقوق الانسان باليمن، وطلب منه تقديم تقريره لمجلس حقوق الانسان القادمة التي تبدأ في العاشر من سبتمبر الجاري، وفي نهاية أغسطس 2018 أصدر الفريق تقريره ورفعه لمجلس حقوق الانسان، وسيستعرضه المجلس خلال دورته القادمة في ضوء تقرير المفوض السامي لحقوق الانسان.

الرأي العام

وأفاد الحمادي ان الندوة تهدف إلى تعريف مختلف الأطراف المعنية بالصراع في اليمن لاسيما المسؤولين والمختصين والمعنيين بحالة حقوق الإنسان باليمن، بما احتواه التقرير من عوار وما قام عليه من انحياز واعتلال مخل في مواقفه ومقرراته ومضامينه. كما تهدف الندوة الى تعريف الرأي العام الإقليمي والدولي من الإعلاميين والحقوقيين والسياسيين وممثلي السلطات التشريعية وممثلي المجتمع المدني، ومراكز الفكر والدراسات الاستراتيجية بأهمية الدور الذي يجب ان يقوموا به في التصدي للتقارير الحقوقية المسيسة والمؤدلجة وبعملية تسييس قيم ومبادئ حقوق الانسان بشكل عام.&
&
تعزيز حقوق الانسان

واشار الى ان الندوة تسعى ايضا لإبراز وتقديم رأي الخبراء الدوليين في مجال حقوق الإنسان والمختصين في القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الانسان والمختصين بقضايا التحقيقات الدولية ولجان التقصي والحقيقة، سبيلا لدعم الجهود الإقليمية والدولية اللازمة للتعامل مع هذه التقارير ودرء مخاطره وتجنب تبعاته السلبية على حركة احترام وتعزيز حقوق الانسان بالعالم.

وقال "لقد مثل تقرير فريق الخبراء المكلف من مجلس حقوق الانسان صدمة للمجتمع الدولي، ليس فقط لانعدام اسهامه في معالجة الحالة الانسانية باليمن، او لعجزه عن تقديم اية حول ناجعة لوقف الانتهاكات والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التي يعانيها اليمنين لاسيما الاطفال والنساء والشيوخ، بل لمخاطر على حالة حقوق الانسان باليمن، وعدم حياديته وانحيازه إلى الطرف الرئيسي في خلق وتأزيم المعاناة الإنسانية باليمن، وابتعاده عن المرجعيات الأساسية المتمثلة بقرارات وتقارير الهيئات الأممية وعلى رأسها مجلس الامن وهيئاته الرئيسية وما اقره واعتمده مجلس حقوق إنسان من مقررات بشأن النزاع باليمن، ما يجعل من هذا التقرير وسيلة لاستمرار المعاناة الإنسانية باليمن، والية لتعطيل عملية تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بإنهاء النزاع باليمن ومحاسبة القادة الحوثيين الذين اشارت إليهم قرارات مجلس الامن. بالإضافة الى ما تضمنه التقرير من ادعاءات وافتراءات غير موثقة لدول التحالف العربي بارتكاب عدد من الانتهاكات الإنسانية باليمن."

انحياز مفرط ومخل

وأكد رئيس جمعية الصحافيين الاماراتية ان الندوة تسعى الى توفر قراءة نقدية موضوعية للتقرير تبرز انحيازه المفرط والمخل بالمعايير الثابتة والمتفق عليها دوليا، وبغيرها من الانتقادات الموضوعية التي من المهم ابرازها، ومعالجتها سبيلا للانتصار للإنسان اليمني، وحفظ للقيم والمبادئ التي تعارف عليها المجتمع الدولي وارتضاها أساسا ومنهجيا للتحقيقات الدولية التي تقوم بها لجان الحقيقة أو التقصي أو التحقيق. منوها بأنها تسعى الى تقديم استراتيجية منهجية تعني بالتعاطي الإعلامي مع التقرير وما تضمنه من عوار واختلال وأخطاء وتجاوزات قانونية واجرائية وتنظيمية، ووضع استراتيجية إعلامية تتلاءم مع حالة حقوق الانسان باليمن، وترقى لصناعة راي عام دولي أكثر اتزانا ومصداقيتاً وتفهماً لجهود دول التحالف العربي باليمن، وتفند الادعاءات والمزاعم المتعلقة بالاتهامات التي يروج لها الاعلام الإقليمي والدولي وتسهم بعض المنظمات الإقليمية والدولية لترويجها. بالإضافة الى تقديم ورقة استراتيجية "خبراتية" تهدف لردف مختلف الأطراف المعنية بالصراع في اليمن، بتحقيق معالجة سليمة ومنصفة وحاسمة للانتهاكات والجرائم الإنسانية التي يتعرض لها الإنساني اليمني، وما يرتكب بحقه من جرائم حرب عمقت من معاناته ومأساته الإنسانية، متضمنة توصيف للمخاطر الانية والمستقبلية، والتوصيات اللازمة للهيئات الأممية والدولية المعنية بحالة حقوق الانسان باليمن.
&
أزمة إنسانية

وذكر ان للندوة ثلاث جلسات عمل، تتعلق الأولى بتقديم قراءة نقدية وتحليلية للتقرير مع التركيز على ما تضمنه من عوار واختلال وتحييز، وتوضيح مخاطره على الازمة الإنسانية باليمن وحركة النضال العالمي من اجل حقوق الانسان، مع التركيز على دور الهيئات الأممية والمنظمات الدولية والحكومات في تعزيز وحماية حقوق الانسان وتعزيز الأمن والسلام العالمي. أما الجلسة الثانية فستخصص لتقديم رؤية حقيقية لدور المنظمات غير الحكومية في تعزيز وبناء منظومة حقوق الانسان وتعزيز السلام العالمي، وتوضيح الدور السلبي الذي تلعبه المنظمات والهيئات من خلال عملية تسييس وأدلجة ملفات وقضايا حقوق الانسان، والتعريف بالجهود التي تبذلها السعودية والامارات في بناء الدولة اليمنية الحديثة وتحسين مستوى معيشة اليمنيين، مع التعريف بدور الاعلام في صناعة وترشيد الراي العام الإقليمي والعالمي، فيما ستخصص الجلسة الثالثة للنقاش للتفاعلي المفتوح واصدار البيان الختامي.
&
أجندات ومؤامرات

وكشف أن "الندوة ستسعى الى الخروج ببيان اعلامي توجهه الى الامم المتحدة المعنية في الاساس بحالة الصراع المسلم باليمن من جانب، وبتكليف مجلس حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة لهذا الفريق الاممي، وسوف تتضافر جمعية الصحفيين الاماراتيين مع الاتحادات الصحفية والاعلامية للتصدي للمؤامرات والاجندات التي تحاك ضد دلنا من قبل جهات واطراف معروفة لها اجنداتها وغاياتها الحبيسة، كما سيتبنى البيان عدد كبير من المنظمات العربية والدولية الاعضاء في الاتحاد العربي لحقوق الانسان وبغيرها ن المنظمات الدولية غير الحكومية التي تعمل من خلال الاحتكام الى القيم والمبادئ الانسانية سبيلا لعملها للارتقاء بحقوق الانسان والانطلاق في ممارستها الحقوقية من كونية حقوق الانسان وسموها وشموليتها، حيث سيمثل هذا البيان باكورة لخلق وتوجيه الراي العام العلمي نحو فهم اوسع وادق لحالة حقوق الانسان باليمن، وبجهود دول التحالف لاسيما السعودية والامارات الهادفة الى اعادة الشرعية وضمان امن واستقرار اليمن الذي هو الاساس في بناء منظومة حقوق الانسان القائمة على تعزيز وحماية حقوق الانسان والتنمية."

حملات مغرضة

ومضى محمد الحمادي رئيس جمعية الصحفيين الاماراتية يقول ان الجمعية وفي اطار تحمل مسئوليتها في الدفاع عن الدولة والتصدي لجميع الحملات المغرضة التي تتعرض لها ومعها دول الخليج العربي، فقد بادرت الى عقد هذه الندوة التي ستبرز حجم المخالفات والتجاوزات التي تضمنه تقرير الفريق الاممي المعني بالتحقيق في اليمن، وبادرت الى قيادة تحالف منظمات غير حكومية يسعى الى ترشيد الممارسات الحقوقية وتجنيبها أي اجندات سياسية او طائفية او دولية تسيئ الى القيم الانسانية السامية التي دعي اليها الميثاق العالمي لحقوق الانسان واكدت عليها جميع التشريعات الدولية.

وأكد ان "انعقاد هذه الندوة في ابوظبي انما هو للتأكيد على ما تتمتع به منظمات المجتمع المدني من حرية ممارسة انشطتها وحركاها المجتمعي، وسوف يكون الحدث الاهم في المنطقة لما سيتضمنه من كشف وتعرية لهذا التقرير الذي امعن في التجاوزات والتضليل للراي العام العالمي قبل ان يضع المجتمع الدولي على المحك لتجاهل ورفض هذا التقرير المنحاز وغير المهني."

وقالت جمعية الصحافيين الاماراتية أن هذا التعاون بين جمعية الصحفيين وجمعية الامارات لحقوق الانسان الحاصلة على الصفة الاستشارية بالمجلس الاجتماعي والاقتصاد بالأمم المتحدة، وجمعية الامارات للمحاميين والقانونيين والعديد من المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الانسان هو باكورة عمل جاد ومثمر ومستمر للعمل بشراكة على قضايا حقوق الانسان وتسخير الاعلام المهني الرصين لخدمتها والارتقاء بها.