في أول تصريحات له عقب انتخابه رئيسًا للبرلمان العراقي، بفضل تصويت نواب تحالف البناء الموالي لإيران، فقد أكد الحلبوسي على رفض البرلمان للعقوبات الأميركية ضد طهران، مشيدًا بما أسماه الدور الإيراني في دعم العراق .. فيما قرر العراق نشر قواته على طول الحدود مع تركيا، وإعادة هيكلة قوات شرطته الاتحادية وتسليحها، بما يعزز دورها التكاملي مع قوات الجيش.
إيلاف: خلال اتصال هاتفي هو الأول من مسؤول أجنبي مع رئيس البرلماني العراقي الجديد محمد الحلبوسي، فقد أعرب رئيس مجلس الشورى الإسلامي "البرلمان" علي لاريجاني عن أمله في أن تسهم جهوده وجهود باقي نواب البرلمان العراقي في إكمال المسيرة السياسية الراهنة وانتخاب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية سريعًا لكي تتجه الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية للعراق في ظل ذلك صوب مزيد من الاستقرار والأمن والرفاه الاجتماعي للشعب العراقي، كما نقلت عنه وكالات أنباء إيرانية محلية إطلعت عليها "إيلاف".
خاطب لاريجاني الحلبوسي قائلًا "إن دور سيادتكم في ظل الظروف الحساسة الراهنة متميز للغاية على صعيد ترتيب الأوضاع في العراق، وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتطلع دومًا إلى سعادة العراق ورفعته، حكومة وشعبًا، وتقف دومًا إلى جانبكم"، بحسب قوله.
وقد رد الحلبوسي على لاريجاني مشيدًا بـ"الدعم الإيراني" لبلاده. وقال "إن الشعب العراقي وأعضاء البرلمان يقدرون الدعم الإيراني المفتوح للعراق في السابق، والآن، لاسيما المساعدة على تحرير العراق من دنس جماعة داعش الإرهابية" .
أضاف أن "أعضاء البرلمان العراقي يعارضون ممارسة أي ضغوط وحظر اقتصادي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويعتبرونها ظالمة، وسيواصلون وقوفهم إلى جانب الشعب الإيراني".. مضيفًا "نحن على استعداد للوقوف إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمساهمة في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة". ودعا الحلبوسي نظيره الإيراني إلى القيام بزيارة رسمية للعراق.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قالت لدى فوز الحلبوسي السبت برئاسة البرلمان العراقي في دورته الرابعة الحالية إن طهران "تدعم خيارات الشعب العراقي في انتخاب رئيس جديد للبرلمان". وأضافت إن إيران "تدعم على الدوام الدیموقراطیة وسلامة الأراضي والسیادة الوطنیة وخيارات أعضاء مجلس النواب في العراق". وأشارت إلى أن "اختیار رئیس البرلمان يشكل خطوة مهمة وضروریة باتجاه تشكیل الحكومة الجدیدة في العراق".
جاء فوز الحلبوس القيادي في تحالف المحور الوطني السني بدعم من نواب تحالف "البناء" بزعامة هادي العامري رئيس ائتلاف الفتح الجناح السياسي للحشد الشعبي رئيس منظمة بدر هادي العامري المدعوم إيرانيًا في صفقة قد تمهد إلى انضمام المحور إلى تحالف البناء لتشكيل الكتلة الأكبر التي ترشح رئيس الحكومة العراقية الجديدة.
وانتخب النواب الذين وصلوا إلى البرلمان في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 مايو الماضي محافظ الأنبار السابق محمد الحلبوسي (سني) رئيسًا لمجلس النواب، وحسن كريم (شيعي) ينتمي إلى التيار الصدري، نائبًا أول لرئيس المجلس، وبشير الحداد (كردي) القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني نائبًا ثانيًا.
بانتخاب مجلس رئاسة البرلمان يكون العراق قد استكمل أول استحقاقات انتخاباته الأخيرة، بانتظار استئناف البرلمان لجلساته في 25 من الشهر الحالي لانتخاب رئيس لجمهورية العراق، ومن ثم الإعلان عن الكتلة البرلمانية الأكبر التي ستختار رئيس الحكومة المقبلة.
&
العراق ينشر قواته على طول حدوده مع تركيا
قرر العراق نشر قواته على طول حدوده مع تركيا وإعادة هيكلة قوات شرطته الاتحادية وتسليحها، بما يعزز دورها التكاملي مع قوات الجيش.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن الوزاري العراقي برئاسة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، فقد تقرر "إدامة حالة الأمن والاستقرار وضبط الحدود العراقية وتوثيق الخروقات في الأجواء والأراضي، إلى جانب بحث تنظيم الواجبات والمهام الأساسية للشرطة الاتحادية وتسليحها، بما يعزز دورها التكاملي مع قوات الجيش العراقي".. كما تم بحث استقرار الأوضاع في محافظة البصرة وإجراءات حماية المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة هناك، كما قال بيان صحافي لمكتب العبادي عقب الاجتماع مساء أمس تابعته "إيلاف".
وأشار إلى أن "المجلس اتفق على أن تتولى وزارة الداخلية إعادة النظر بالهيكل التنظيمي لفرق الشرطة الاتحادية، وتتولى وزارة الخارجية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوثيق الخروقات التركية للأجواء العراقية لدى الأمم المتحدة، وإعادة عرضها على مجلس الأمن الوطني".
أيضًا قرر المجلس نشر قوات حرس الحدود على الحدود العراقية التركية البالغ طولها 331 كيلومترًا لحمايتها ومنع أي خروقات وتوفير الإعداد والمستلزمات الكافية لذلك، فضلًا عن الموافقة على توقيع مذكرة التفاهم الأمني بين وزارتي الداخلية العراقية والهنغارية، وتخويل وزير الداخلية صلاحية التفاوض والتوقيع.
عادة ما تقوم القوات التركية البرية والجوية بخرق الأجواء والأراضي العراقية في ظل حملتها المستمرة ضد المقاتلين الأكراد في شمال العراق، بينما لا تزال قوات تركية تتمركز في قضاء بعشيقة في محافظة نينوى الشمالية بالقرب من عاصمتها الموصل.
وفي يونيو الماضي، توغل الجيش التركي بعمق 30 كيلومترًا داخل الأراضي العراقية خلال ملاحقته مسلحي حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل في إقليم كردستان في شمال العراق.
وتشن الطائرات التركية بين فترة وأخرى غارات على مواقع الحزب المنتشرة داخل الأراضي العراقية الشمالية، حيث تقول تركيا إنها تعمل على إقامة خط "منطقة مسيطر عليها" بعمق 26 إلى 27 كيلومترًا داخل الأراضي العراقية بهدف "تجفيف منابع الإرهاب"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.
التعليقات