توفي راهب من دير أبو مقار، الذي شهد حادث مقتل رئيسه الأنبا إبيفانيوس، على أيدي راهبين شابين، بسبب خلافات عقائدية ومالية.

إيلاف من القاهرة: توفي الراهب زينون المقاري، البالغ من العمر 45 عامًا، في ظروف غامضة، في دير المحرق في أسيوط في صعيد مصر.

لا يعاني صحيًا
"إيلاف" علمت أن الراهب الراحل، وهو أحد رهبان دير القديس أبو مقار، الذي تعرّض رئيسه الأنبا إيبفانيوس للقتل على أيدي راهبين شابين بسبب خلافات عقائدية ومالية.

تم نقل الراهب زينون المقاري من دير أبو مقار في وادي النطرون في محافظة البحيرة في شمال غرب مصر إلى دير المحرق في أسيوط في الجنوب - الصعيد.

حسب المعلومات المتوافرة، فإن الراهب زينون المقاري، نقل إلى دير المحرق في أسيوط ضمن مجموعة من الرهبان، نقلهم البابا تواضروس، بعد حادث مقتل الأنبا إيبفانيوس في شهر أغسطس الماضي.

وتجري أجهزة الأمن المصرية تحريات مكثفة من أجل الوصول إلى أسباب الوفاة الغامضة، لاسيما أن الراهب من الشباب، وكان يتمتع بصحة جيدة، إلا أنه شعر بآلام شديدة في البطن، ونقل إلى مستشفى سانت ماريا في أسيوط، وسرعان ما لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله إلى المستشفى.

سيناريوهات محتملة
لا تستبعد الجهات الأمنية أية فرضيات لحادث الوفاة، منها الانتحار أو القتل أو الوفاة الطبيعية، لكن من المبكر الحزم بالأسباب الآن.

كانت لجنة شؤون الأديرة والرهبنة في المجمع المقدس أصدرت قرارًا بنقل 6 رهبان من دير أبومقار في وادي النطرون، في 25 أغسطس، إلى 6 أديرة أخرى، بعد تحقيقات مع عدد من الرهبان، بهدف إعادة ضبط الحياة الرهبانية بعد مقتل الأنبا أبيفانيوس، رئيس الدير.

واستمعت إلى 19 راهبًا من الدير لمتابعة أعمالهم، وأشرف على التحقيق 4 أساقفة، وتم الاستقرار في نهاية التحقيقات على نقل 6 رهبان من الدير، وهم من أبناء دفعات رهبانية مختلفة، وتختلف أعمارهم، بينهم اثنان في الخمسينات واثنان في الأربعينات واثنان في الثلاثينات، وليس من بين هؤلاء سوى اثنين فقط ممن كانوا ضمن رسامة 2010 في عهد البابا شنودة الراحل.

الرهبان الستة تم نقلهم إلى أديرة "البراموس والسريان، في وادي النطرون، ومارمينا الكينج مريوط، ودير العذراء المحرق في أسيوط، والملاك باخميم في سوهاج، ومارمينا المعلق بأبنوب في أسيوط".

اعترافات القاتل
وكان دير أبو مقار شهد حادث مقتل رئيسه الأنبا إيبفانيوس في شهر أغسطس الماضي، وعلى أيدي راهبين. أدلى المتهم أشعياء المقاري باعترافات تفصيلية حول طريقة قتل رئيس الدير. وجاء في التحقيقات أنه اتفق ليلة الحادث مع الراهب الذي حاول الانتحار على تنفيذ الجريمة أثناء خروج رئيس الدير للصلاة، مشيرًا إلى أنه جهز لذلك ماسورة حديدية مجوفة طولها نحو 90 سنتيمترا، ويصل وزنها إلى نحو 2 كيلوغرام.

قال الراهب في اعترافاته إنه هاجم رئيس الدير من الخلف أثناء خروجه من القلاية الخاصة به، وتوجّهه إلى الصلاة، مشيرًا إلى أنه ضربه بالماسورة مرات عدة على مؤخرة رأسه حتى تهشمت، وسقط مضرجًا في دمائه، بينما تولى الراهب الآخر مراقبة الطريق.

وفي اعترافات مصورة، قام الراهب السابق المتهم بتمثيل الجريمة أمام أعضاء النيابة العامة والشرطة، وأرشد عن مكان إخفاء أداة القتل، وهي الماسورة التي استخدمها في الجريمة.

استكمال الجلسات غدًا
وزار أعضاء النيابة العامة في الإسكندرية، مستشفى مايكل أنغلو في العاصمة القاهرة، لاستكمال التحقيقات مع المتهم الثاني الراهب فلتاؤس المقاري، واسمه العلماني ريمون رسمي منصور، الذي حاول الانتحار بقطع شرايين يده، ثم إلقاء نفسه من فوق مبنى مرتفع، ويتلقى العلاج من الإصابات التي لحقت به أثناء محاولة الانتحار.

وتجري محاكمة الراهبين حاليًا أمام القضاء المصري، وقررت الدائرة الثانية في محكمة جنايات دمنهور، المنعقدة في محكمة إيتاي البارود، تأجيل محاكمة المتهمين وائل سعد تواضروس، الراهب سابقًا باسم "أشعياء المقاري"، والراهب "فلتاؤس المقاري"، بتهمة قتل الأنبا إبيفانيوس أسقف دير الأنبا أبو مقار في وادي النطرون، إلى جلسة غد الخميس 27 سبتمبر الجاري، لسماع الشهود.