تلقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ضربة موجعة يوم الثلاثاء حين رفض نواب حزبها المرشح الذي اقترحته لقيادة كتلتهم البرلمانية، في موقف وصفه معلق ألماني بأنه "قنبلة سياسية". &

إيلاف: أثار نبأ خسارة فولكر كاودر، حليف ميركل، الذي قاد كتلة حزبها البرلمانية لمدة 13 سنة، في اقتراع سري أمام منافسه ونائبه رالف برنكهاوس، أثار تكهنات في الأوساط السياسية بقرب بداية نهاية عهد المستشارة الألمانية.

تذمّر أم تخلٍّ؟
لاحظت مجلة "بوليتيكو" الأميركية في تقرير عن تداعيات التصويت أن غالبية المراقبين كانت على قناعة بفوز كاودر، مرشح ميركل، وأن منافسه برنكهاوس نفسه فوجئ بفوزه شخصيًا. &

كانت ميركل وجّهت نداء شخصيًا إلى أعضاء الكتلة في مبنى الرايخشتاغ، قائلة إنها تعتبر رئاسة كاودر للكتلة بالغ الأهمية لاستقرار حكومتها الائتلافية. وبانتخاب منافسه بعد نداء ميركل مباشرة، أوصل النواب رسالة لا تقبل اللبس، بأنهم غير راضين عن قيادتها.&
&
السؤال هنا هو ما إذا أراد النواب تذكير ميركل بتذمّرهم أم إن الاقتراع يمثل تخليًا عنها، يُنبئ بما يسمّيه الألمان "ميركل دَيمَرونغ" أي بداية نهاية عهد ميركل. &&
&
رؤى متباينة
تحدثت ميركل، التي كانت آثار التوتر بادية عليها، لوسائل الإعلام بعد التصويت، في محاولة لدحض هذا السيناريو، معتبرة "أنها الديمقراطية، فيها فوز وخسارة"، لكنها اعترفت بمرارة الهزيمة. &

سياسيون آخرون رأوا خلاف ذلك. فغرّد توماس أوبرمان، القيادي في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، شريك ميركل في الائتلاف الحاكم، غرّد على تويتر قائلًا: "إن هذا تمرد على ميركل". مثل هذه التمردات السافرة، لا سيما داخل الحزب الحاكم، نادرة في الثقافة السياسية الألمانية، المهووسة بالاستقرار، كما تنوه مجلة "بوليتيكو". &

لكنّ المحافظين في كتلة ميركل يختلفون معها منذ فترة طويلة بشأن جملة قضايا، بينها قضية اللاجئين وإنقاذ البلدان التي تواجه أزمات مالية في منطقة اليورو كاليونان، وقيادة الحزب باتجاه اليسار.&

ونال من التأييد الذي تتمتع به ميركل بين الوسطيين في كتلتها صعود اليمين المتطرف ممثلًا في "حزب البديل من أجل ألمانيا"، الذي يتهمها المحافظون بالمسؤولية عن ظهوره. وكانت شعبية ميركل بين الناخبين من خارج الدوائر المحافظة التقليدية أسهمت في لجم منتقديها. &

إنذار مدمر
اقترب الائتلاف الكبير بين حزب ميركل والديمقراطيين الاجتماعيين من حافة الانهيار للمرة الثانية منذ يوليو بسبب الصراعات داخل معسكر ميركل، التي لاقت صعوبة كبيرة في السيطرة عليها. &

فحقيقة أن برنكهاوس قرر أن ينافس كاودر كانت بحد ذاتها قنبلة سياسية صغيرة، لأنها المرة الثانية منذ عام 1973 التي يتنافس فيها على قيادة الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي أكثر من مرشح. ويبدو أن نواب الحزب انتخبوه لتوجيه إنذار إلى المستشارة وقادة الحزب الآخرين، وربما أطلقوا، عن قصد أو من دون قصد، عملية يمكن أن تعجّل برحيل ميركل عن المسرح السياسي. &

فرصة للمعارضة
إزاء الخلافات المستمرة داخل الحكومة الائتلافية تراجع تأييد الناخبين إلى 45 في المئة، بحسب استطلاعات أخيرة. استغلت المعارضة ذلك، حتى إن بعض الأحزاب أخذت تطالب بالتصويت على حجب الثقة عن ميركل. &

ونقلت مجلة "بوليتيكو" عن كريستيان لندنر، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار المعارض، قوله إن "هذا البلد لا يستحق حكومة بلا استقرار وبلا اتجاه، لا تفعل سوى الاختصام مع نفسها".&


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بوليتيكو". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.politico.eu/article/german-chancellor-angela-merkel-loses-key-ally-in-conservative-rebellion/
&