مراكش: شكل افتتاح الدورة الثانية لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، الأربعاء، بمراكش، مناسبة لتأكيد حرص المديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب، على نهج مقاربة تشاركية ترتكز، أساساً، على حكامة جيدة تتكيف مع المتطلبات الحقيقية في مجال الأمن، عبر الانفتاح والقرب بغية تعزيز الثقة وتأسيس علاقة متينة بين الشرطة والمواطن، بشكل يرسخ مبدأ الشرطة المواطنة ويعزز الشعور بالأمن وضمان حماية المواطنين وصون ممتلكاتهم.
وانطلقت فعاليات التظاهرة، التي رفعت شعار "الأمن الوطني ... شرطة مواطنة"، بحفل افتتاح رسمي، تضمن عروضاً مميزة شدت انتباه الحضور، بفضاء باب اجديد، بينها، على الخصوص، فقرات في الدفاع الذاتي والحماية المقربة؛ وهي عروض، ضمن فقرات عديدة، يقترحها برنامج التظاهرة، على مدى أيامها الخمسة، بمعدل يومي يناهز 12 ساعة.

عروض
سطر المنظمون برنامجاً يتضمن 56 استعراضاً، بين تمارين محاكاة للتدخلات الأمنية في القضايا الإجرامية والإرهابية الخطيرة، من تقديم المجموعات المركزية للتدخل وعناصر الحماية المقربة، ومجموعة التدخل السريع التابعة للمدرية العامة لمراقبة التراب الوطني( مخابرات داخلية)، واستعراضات لفرق خيالة الأمن الوطني والكلاب المدربة للشرطة وفرق الدراجين والفرقة الموسيقية للأمن وتشكيلات المشي العسكري.

أروقة

تقترح التظاهرة 29 رواقاً، تستعرض مهام ومرافق الأمن الوطني، بما فيها المرافق الخدماتية والتخصصات العلمية والتقنية، فضلاً عن تخصيص ثلاثة فضاءات للتنشيط والترفيه والتحسيس، وفضاء خاص بمتحف الشرطة وإصدارات موظفي الأمن الفنية والأدبية، وفضاء خاص بشهداء الواجب من موظفي الأمن الوطني.
ويقف الزائر، من خلال زيارته للأروقة، على مختلف المرافق الخدماتية والتخصصات العلمية والتقنية، من قبيل أروقة "وحدات التدخل" و"المحافظة على النظام" و"الحماية المقربة" و"السير والسلامة الطرقية" و"التحسيس حول الجريمة الإلكترونية" و"الشرطة القضائية" و"الأعمال الاجتماعية" و"حدة التدخل السريع" و"الشرطة السينو تقنية" و"فرقة تقنيي المتفجرات".

من جهته، يستعرض المتحف جوانب من تاريخ الأمن الوطني، خصوصاً على مستوى على تطور الزي والمعدات، كما يقدم لإصدارات موظفي الأمن الفنية والأدبية، وبينها أعمال تشكيلية تظهر المؤهلات الإبداعية لعدد من العاملين في سلك الشرطة.
موائد مستديرة

تقترح التظاهرة على جمهورها، بقاعة المناظرات، على مدى الأيام الخمسة للدورة، برنامجاً غنياً، يشمل عشر موائد مستديرة، أراد لها المنظمون أن تقارب مواضيع مطبوعة بالراهنية، تتعلق باهتمامات المواطن الأمنية، تتناول، من خلال عناوينها، "مساهمة الشرطة العلمية والتقنية في تحقيق العدالة" و"تحليل عينات الحمض النووي ودورها في قضايا النسب" و"الشرطة المواطنة" و"تخليق المرفق العام الشرطي" و"التدبير الأمني للأنشطة السياحية" و"حماية النساء والأطفال ضحايا العنف" و"الأمن وحقوق الإنسان" و"الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب" و"جهود المديرية العامة للأمن الوطني في مجال مكافحة الجريمة المعلوماتية" و"البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية .. خدمات جديدة".
مقاربة تواصلية

جاء في الكلمة التقديمية لأيام الأبواب المفتوحة أن التظاهرة، التي تأتي في إطار التنزيل الدقيق للتعليمات الملكية القاضية بــ"تحديث وعصرنة المرفق العام الشرطي وتجويد الخدمات الأمنية المقدمة لعموم المواطنين والأجانب" و"تدعيم المقاربة التواصلية التي تنهجها مصالح الأمن الوطني والرامية لإرساء مفهوم الشرطة المواطنة"، تؤشر على "تحول نوعي في استراتيجية مصالح الأمن الوطني، التي تميزت هذه السنة بالانتقال من المبادرة في الدورة الأولى بالدار البيضاء، إلى تثبيت ثقافة الأبواب المفتوحة كمقاربة تواصلية متجذرة في العمل الأمني، وتمليك هذه الثقافة لجميع الشرطيين والشرطيات، لأن القرب من المواطن وخدمته هو مناط وجود المؤسسة الأمنية وغايتها الأساسية".

وأبرزت الكلمة أن التظاهرة، بأبعادها التحسيسية ومقاصدها التوعوية، تهدف إلى "دعم وترسيخ انفتاح المديرية العامة للأمن الوطني على محيطها المجتمعي والمرفقي والمؤسساتي، واطلاع المواطن على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والفرق الأمنية المعبأة لخدمته وضمان أمنه وسلامة ممتلكاته، وكذا استعراض جميع التجهيزات والمعدات والآليات المتطورة الموضوعة رهن إشارة مصالح الأمن الوطني لتمكينها من النهوض الأمثل بمهامها الأمنية".