إيلاف من لندن: لم يحصل أي من المرشحين على رئاسة العراق على الاصوات المطلوبة لتولي المنصب والبالغة 220 من بين 329 هم عدد أعضاء البرلمان مما اضطر رئاسة البرلمان الى الذهاب لجولة ثانية سيفوز فيها من يحصل على اكثر الاصوات وسط غضب بارزاني واعتراضه على الية الانتخاب.
وفي جلسة خاصة لمجلس النواب العراقي مساء اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية حضرها 302 نائبا من اصل 329 ناسبا هم مجموع عدد اعضاء مجلس النواب العراقي فقد حصل المرشحان الرئيسيان برهم صالح عن الاتحاد الوطني الكردستاني على 165 صوتا وفؤاد حسين مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني على 89 صوتا.. مما اضطر الى الذهاب الى جولة تصويت ثانية الان وسيحصل على المنصب من يحصد اعلى الاصوات بدون تحديد رقم معين.
وكان نصيب مرشحين اخرين من الاصوات كما يلي: 89 سروه عبدالواحد 18 ثائر غانم 1 منقذ عبداللطيف 2 نوار سعد 2 عباس محمد 4 الباطلة 13 الفارغة.
وقد انسحب أربعة مرشحين من السباق على الرئاسة الذي خاضه 20 مرشحا كل من : النواب عبد الكريم عبطان وسليم همزة وعمر البرزنجي وعبد اللطيف رشيد.
&مسعود بارزاني يعترض
ويبدو أن رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني قد بدأ يشعر بخسارة مرشحه فؤاد حسين للمنصب فهاجم آلية التصويت مهددا بموقف لاحق ازاء ذلك. وقبل انتهاء التصويت اصدر بارزاني بيانا قال فيه:
"ما يجري الآن لاختيار رئيس جمهورية العراق مخالف للأعراف المتبعة في انتخاب رئيس الجمهورية في الدورات السابقة، فكان ينبغي أن يتم اختيار مرشح كوردي من أكبر كتلة أو أن تحسم الكتل الكوردية الأمر. الآلية المتبعة حالياً ليست مقبولة على الإطلاق، وسيكون لنا موقفنا منه قريباً".
لكن بارزاني لم يوضح طبيعة الموقف الذي هدد باتخاذه لكنه يعتقد انه سيكون دعوى قضائية لدى المحكمة الاتحادية العليا.
المرشحان الرئيسيان لرئاسة العراق
وينحصر التصويت في الجولة الثانية من اقتراع النواب على المرشحين الرئيسين وهما:
برهم صالح
وبرهم صالح شخصية سياسية واكاديمية تحظى باحترام القوى العراقية وسبق له ان شغل منصب نائب رئيس الحكومة التي تشكلت بعد سقوط النظام السابق كما تولى رئاسة حكومة اقليم كردستان العراق.
ولد برهم أحمد صالح عام 1960 في مدينة السليمانية في كردستان العراق واعتقل من قبل نظام حزب البعث مرتين بتهمة انتماءه للحركة التحررية الكردية وامضى 43 يوما في معتقلات الامن حيث تعرض إلى التعذيب. أدى امتحانات الدراسة الإعدادية في المعتقل وتخرج بتفوق حاصلا على المرتبة الأولى في كردستان والثالثة على مستوى العراق وغادر العراق متوجها إلى المملكة المتحدة لأتمام دراسته بعد الإفراج عنه حيث اتم دراسته الجامعية حاصلا على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة كارديف عام 1983 ومن ثم شهادة الدكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكومبيوتر من جامعة ليفربول عام 1987.كما عمل بعد تخرجه مستشارا هندسيا في إحدى الشركات الاستشارية في المملكة المتحدة.&
وقد انضم صالح سرا إلى صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني واخر عام 1976 ومن ثم أصبح عضوا في تنظيمات أوروبا ومسؤولا عن مكتب العلاقات الخارجية للاتحاد في العاصمة البريطانية لندن. وتم انتخابه عضوا في قيادة الاتحاد في أول مؤتمر للحزب عام 1992 حيث تم تكليفه بمهمة إدارة مكتب الاتحاد الوطني في الولايات المتحدة الأميركية، كما أصبح ممثلا لأول حكومة في إقليم كردستان هناك فكان له دور بارز في التعريف بقضية الاكراد ومعاناة الشعب العراقي في دوائر واروقة صنع القرار.&
وقد شغل منصب رئيس حكومة إقليم كردستان للفترة من يناير كانون الثاني عام 2001 وحتى منتصف عام 2004.&
وبعد سقوط النظام العراقي السابق تولى برهم صالح منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة عام 2004 ومن ثم وزيرا للتخطيط في الحكومة العراقية الانتقالية عام 2005 ونائبا لرئيس الوزراء في أول حكومة منتخبة عام 2006 حيث تولى مهمة الملف الاقتصادي رئيسا للجنة الاقتصادية.&
وقد اطلق عن الحكومة العراقية مبادرة العهد الدولي مع العراق والتي كانت ميثاقا للالتزامات المتبادلة بين العراق والمجتمع الدولي تهدف إلى مساعدة العراق في النهوض بواقع القطاعات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ومساعدة العراق في التخلص من الديون المتربة عليه جراء سياسات النظام السابق.&
وقد اسس الجامعة الأميركية في العراق - السليمانية ويشغل منصب رئيس مجلس امناءها حاليا وله نشاطات في المجال الثقافي ودعم نشاطات المجتمع المدني حيث ترأس هيثة أمناء الملتقى العراقي، وهو لقاء ديمقراطي عراقي يضم شخصيات وطنية وثقافية ووجهاء من اطياف المجتمع العراقي ويضم الملتقى منظمة واعدون ومشروع هيوا لدعم الطلبة المتميزين في الجامعات العراقية في بغداد وجنوب العراق وكردستان.&
ويتمتع الدكتور برهم أحمد صالح بعلاقات كردية، عراقية، إقليمية ودولية واسعة كونه سياسيا معتدلا ومنفتحا على جميع التيارات السياسية في البلاد وله شبكة علاقات ممتازة مع الوسط الإعلامي والثقافي كما له العديد من النشاطات في المحافل السياسية والثقافية والاقتصادية العالمية.&
ويعتبر صالح الرئيس التاسع منذ تأسيس الجمهورية العراقية عام 1958 حيث تولى الرئاسة بعدها كل من محمد نجيب الربيعي وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف واحمد حسن بكر وصدام حسين وبعد سقوط نظام هذا الاخير عام 2003 تولى الرئاسة كل من غازي عجيل الياور ثم الراحل جلال طالباني والحالي فؤاد معصوم.
فؤاد حسين
وينحدر فؤاد حسين من مدينة خانقين بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد وهو من مواليد عام 1949وأقام سنوات في بغداد وفي عام 1967 بدأ دراسته فيها وأصبح عضواً في اتحاد طلبة كردستان وبعد ذلك عضواً في الحزب الديمقراطي الكردستاني ثم التحق عام 1974 بقوات البيشمركة وفي 1975 غادر الى هولندا لاجئا سياسيا وفي عام 1987 أختيرنائبا لمدير المعهد الكردي في باريس.
وبين عامي 1991 و2002 شارك حسين في مؤتمرات المعارضة العراقية ضد النظام السابق في بيروت وفيينا واربيل ونيويورك ولندن. وبعد سقوط النظام عام 2003 عاد إلى العراق وكان أحد المشرفين على وزراه التربية العراقية.. ومع تأسيس رئاسه إقليم كردستان تولى المنصب وهو معروف بعلاقات متوازنة مع معظم الأحزاب الكردية والعراقية اضافة الى شبكة علاقات واسعه مع الإعلاميين والدبلوماسيين.
منصب رمزي
ومنصب رئيس الجمهورية في العراق رمز للدولة ويمثل السلطة التنفيذية مع رئيس الوزراء ومجلس الوزراء. وفي الدستور العراقي المصوت عليه في استفتاء شعبي عم 2005 فأن ولاية رئيس الجمهورية حددت بأربع سنوات ويجوز إعادة انتخابه لدورة ثانية فقط.
وحدد الدستور في مادته 71 صلاحيات رئيس الجمهورية ومنها:
- إصدار العفو الخاص بتوصية من رئيس الوزراء، والمصادقة على المعاهدات والأتفاقيات الدولية، بعد موافقة مجلس النواب، وتعد الإتفاقية مصادقاً عليها بعد مضي خمسة عشر يوما من تأريخ تسلمها.
- قبول السفراء وأعتمادهم وإصدار المراسيم الجمهورية، والمصادقة على أحكام الأعدام الصادرة من القضاء.
&- يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الاكثر عدداً بتشكيل مجلس الوزراء خلال 15 يوما من تاريخ انعقاد الجلسة الاولى لمجلس النواب، وفي حال اخفاق رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الوزارة خلال المدة المذكورة يكلف الرئيس مرشحاً جديداً، وكذلك تكليف مرشح آخر عند عدم نيل الوزارة للثقة. - يقوم رئيس الجمهورية مقام رئيس الوزراء عند خلو المنصب لأي سبب كان.&
- لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء مجتمعين أقتراح تعديل الدستور وفقا لما ورد بنص المادة 123 من الدستور.
&- لرئيس الجمهورية دعوة مجلس النواب للأنعقاد في جلسة أستثنائية ويكون الأجتماع مقتصراً على الموضوعات التي أوجبت اليها الدعوة.&
&- تقديم مقترحات مشروعات القوانين الى مجلس النواب.&
&- لرئيس الجمهورية تقديم طلب الى مجلس النواب بسحب الثقة من رئيس الوزراء.&
&- رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن وممثلاً لسيادة البلاد، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على أستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور.
وسيكون امام الرئيس الجديد 15 يوما لتكليف مرشح الكتلة البرلمانية الاكبر بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
التعليقات