إيلاف من القاهرة: أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، "استراتيجية بناء الإنسان المصري" خلال مؤتمر الشباب الذي عقد في جامعة القاهرة، وقال إنها "عملية مجتمعية وليست حكومية"، مشيرًا إلى أنّ "الدولة ليست لديها عصا سحرية".

وأضاف السيسي أن "التحدي الموجود وهو بناء الإنسان هو تحد للإنسانية كلها، وهو تحد تصدى له فقط ربنا سبحانه وتعالى والأنبياء، لأن صياغة الإنسان وبناءه بقيم راقية جدا كانت رسالة الرسالات".

وأشار إلى ضرورة أن "نقف أمام أنفسنا بموضوعية ونقول نحتاج لتحرك قوي&وفاعل لإعادة صياغة الشخصية المصرية، ولن نقول لكي تعود كما كانت، ولكن لكي تتطور بما يتناسب مع متطلبات العصر والإنسانية".

تبدأ من الأسرة

ووفقًا لتصريحات اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق، فإن استراتيجية بناء الإنسان المصري تحتاج إلى تكاتف مختلف أجهزة الدولة ومشاركة فاعلة من المجتمع ككل، مشيرًا إلى أن النواة الأولى في تلك الاستراتيجية هي الأسرة.

وأوضح في تصريح خاص لـ"إيلاف"، أن عملية بناء الإنسان المصري تتدرج أولًا من الأسرة ثم المجتمع ثم الدولة، منوهًا بأنه يجب أن يعمل هؤلاء جميعًا بالتوازي.

وأضاف أن الدولة المصرية تواجه العديد من التحديات التي تهددها في المرحلة الراهنة، منها المؤامرات الخارجية، والجماعات الإرهابية والمتطرفة الداخلية، ويعمل هؤلاء معًا على تفتيتها، عبر خطط واستراتيجيات واسعة، تستهدف بالأساس الإنسان.

وأشار إلى أن أعداء مصر سواء في الخارج أو الداخل يسعون إلى تدميرها واسقاطها عبر تدمير المواطن، ويتم استهدافه بالشائعات التي يتم بثها ليل نهار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأخطرها فيسبوك، أو عبر وسائل الإعلام، وتعمل هذه الشائعات على بث روح اليأس والإحباط بين المصريين، والتشكيك في الدولة والمسؤولين، بما يؤثر في النهاية على الانتماء والولاء للوطن.

النهوض بالتعليم

ولفت إلى أن استراتيجية بناء الإنسان المصري تتطلب أولًا النهوض بالتعليم، لأن انتشار الأمية والجهل في مصر، يجعل المواطن المصري فريسة سهلة لأجهزة الاستخبارات الخارجية والمنظمات المشبوهة والجماعات المتطرفة بالداخل، ويمكنها العبث في طريقة تفكيره، وتوجيهها إلى الطريق أو السلوك الذي يخدم مصالحهم، معتبرًا أن التعليم الجيد يحصن المواطن ضد المؤامرات الخارجية وعمليات الاستقطاب الداخلية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة.

وقال فؤاد إن عملية بث الشائعات على سبيل المثال لا تتم بطريقة عشوائية، بل تقودها أجهزة متخصصة في الحرب النفسية، تعرف جيدًا الهدف من تلك الشائعات والشرائح المطلوب التأثير عليها، كما أنها تبث في سياق أخبار حقيقية، مما يعطيها مصداقية مكذوبة، مشيرًا إلى أن عملية بناء الإنسان المصري تتطلب تبصيره وتوضيح أنه مستهدف بالشائعات، وكيفية مواجهتها، بالأساليب العلمية، ومنها العودة إلى المصادر الصحيحة للأخبار، وهي موجودة، مثل صفحات الجهات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية لها أو إدارات الإعلام، ومنها صفحة المتحدث باسم القوات المسلحة أو صفحة وزارة الداخلية.

ونبه إلى أن غالبية مؤسسات وأجهزة الدولة تدرك خطورة تلك الشائعات على المجتمع، وتعمل على مواجهتها من خلال كشف الحقائق والشفافية باستمرار، لافتًا إلى أن الرئيس المصري يوجه دائمًا بضرورة مصارحة الشعب وتقديم كافة الحقائق له، حتى لا يكون هناك مجال لنشر الشائعات أو تضليله.

وقال إن استراتيجية بناء الإنسان المصري تبدأ من النشأة ثم التعليم، ثم التوعية، ويقوم بها أجهزة الدولة المختلفة، ثم الأدوار الفردية لكل إنسان في المجتمع، بحيث يكون كل مواطن نموذجا في الانتماء للوطن&والعمل.

&