نصر المجالي: مع الفرحة الشعبية التي عمت الشارع الأردني بمختلف أطيافة، على إعلان إنهاء ملحقي أراضي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام وعودتهما للسيادة الأردنية، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إن إسرائيل ستفاوض الأردن لإمكان تجديد استئجار المنطقتين.&

وقال نتانياهو، يوم الأحد، في تعليق على قرار العاهل الأردني إنهاء الملحقين وإبلاغ إسرائيل بذلك، إنه :"في اتفاق السلام احتفظت الأردن لنفسها على إمكانية استعادة المناطق في نهاريم (الاسم الإسرائيلي للباقورة شرقي نهر الأردن بمنطقة الاغوار) وجيب (تسوفر الاسم الإسرائيلي للغمر- جنوب البحر الميت) في وادي عربة.&

وكانت منطقتا الباقورة والغمر عادتا للسيادة الاردنية بموجب معاهدة السلام وتم وضع ترتيبات خاصة بهما في ملحقي المعاهدة.

مفاوضات

وأضاف: الأردن أبلغنا اليوم انه يرغب بتحقيق امكانية استعادة هذه الأراضي بعد مرور 25 عاما "وسوف ندخل معهم في مفاوضات على إمكانية تمديد الاتفاق الحالي، لكن ما من شك بوجود رؤيا شاملة، بان الاتفاق برمته يشكل رصيدا هاما بالنسبة للبلدين وينضم الى السلام مع مصر الذي انشأه بيغن. اتفاقي السلام مع مصر والأردن يتموضعان كركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة".

وأوضح باراك رافيد، المحلل السياسي للقناة العاشرة العبرية، في تغريده له على صفحته الرسمية على "تويتر"، أن السفير الأردني في إسرائيل قد بعث برسالة لمدير دائرة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، تفيد بأن الأردن سينهي ملحقي "الباقورة والغمر" من اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وبحسب شمعون آران، المحلل السياسي للقناة العبرية نفسها، صرح نتنياهو بأن اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية "وادي عربة"، هي رصيد قيم ومهم للبلدين.&

إبلاغ اسرائيل

وكان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أعلنه أنه تم اليوم الأحد، إعلام إسرائيل بالقرار الأردني بإنهاء العمل بالملحقين"، مشيرا إلى أن "الباقورة والغمر أراض أردنية، وستبقى أردنية، ونحن نمارس سيادتنا بالكامل على أراضينا".

وأضاف العاهل الأردني خلال لقائه شخصيات سياسية في قصر الحسينية، يوم الأحد، وفق ما ذكرت صفحة الديوان الملكي على (تويتر)، أن موضوع الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا منذ فترة طويلة.&

وإلى ذلك، سلمت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية يوم الأحد وزارة الخارجية الاسرائيلية مذكرتين أبلغت عبرهما الحكومة الإسرائيلية قرار المملكة إنهاء الملحقين الخاصين بمنطقتي الباقورة والغمر في معاهدة السلام .

وقالت الخارجية الأردنية في بيان إنها سلمت المذكرتين للحكومة الإسرائيلية وفقا لنصوص الملحقين رقم ١ (ب) و ١ (ج) اللذين ينصان في البند السادس منهما على سريانهما لمدة ٢٥ سنة منذ تاريخ دخول معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية حيز النفاذ و على تجديدهما تلقائياً لمدد مماثلة، ما لم يقم اي من الطرفين بإخطار الطرف الثاني بإنهاء العمل بالملحقين قبل سنه من تاريخ التجديد.&

توقعات المعشر&

من جهته، كشف الوزير الأسبق مروان المعشر عن المرحلة المقبلة بعد القرار الأردني بإنهاء العمل في ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام، والتي تتمثل بالدخول في مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لوضع القرار قيد التنفيذ.

وقال المعشر والذي حضر اتفاقية وادي عربة عام 1994، لموقع (عمون) إنه بحسب المعاهدة المبرمة بين الجانبين عند ابلاغ اي طرف الطرف الاخر برغبته في انهاء اتفاقية التأجير قبل عام من انتهاء مدة التأجير تجري مفاوضات بين الطرفين حيال القرار المتخذ.

واضاف ان المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لن تكون سهلة، مشيرا الى ان الحكومة الاسرائيلية لن تتهاون في الاستغناء عن اراضي الباقورة والغمر.

وبين المعشر ان المطلوب حاليا من الأردن التسلح بالخبرات القانونية الكبيرة، وهي متوفرة في الأردن لتطبيق المعاهدة وكسب المفاوضات التي ستكون شرسة.

عدم ثقة

واشار الى عدم الثقة بالحكومة الاسرائيلية والتي ستحاول السير بعيدا عن تطبيق المعاهدة، والتي التزم الأردن بها فيما يخص وقت الابلاغ عن عدم الرغبة بتجديد الايجار.

وفي ذات الوقت أكد المعشر عدم قدرة اسرائيل الضغط على الأردن ببنود الاتفاقية الاخرى مثل حصة الأردن السنوية من المياه او غيرها من البنود، وذلك لأن المعاهدة نصت على انه يحق لأي طرف ابلاغ الطرف الآخر عدم رغبته في تجديد ايجار اراضي الباقورة والغمر كبند مستقل.

واستذكر استعادة مصر لأراضي طابا من الاحتلال الاسرائيلي، مبينا ان مفاوضات جرت بين الطرفين حولها وتمكنت مصر من الضغط على اسرائيل واستعادة اراضيها.

وفي الأخير، أوضح الوزير الأسبق المعشر ان موقف الأردن في الباقورة والغمر اقوى من موقف مصر في اراضي طابا لأن اسرائيل تقر بالسيادة الأردنية على اراضي الباقورة والغمر.
&