بعد اتصالات خجولة بين روسيا وهيئة المفاوضات السورية التقى وفد منها أمس مسؤولين في موسكو، وأعلنت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث مع رئيس هيئة المفاوضات السورية المعارضة نصر الحريري الوضع في سوريا مع التركيز على التسوية السياسية.

إيلاف: قال مصدر ذو صلة لـ"إيلاف إن "الزيارة كانت "بدعوة من السفير الروسي في المملكة العربية السعودية، سيرغي كوزلوف، حيث دعا الهيئة خلال لقائه رئيسها نصرالحريري، الخميس الماضي، إلى زيارة موسكو ولقاء وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف".

مراعاة الثوابت ضرورة
هدف الزيارة، بحسب أحد أعضائها المشاركين، هو "الاتفاق التركي- الروسي بشأن إدلب، إضافة إلى تشكيل اللجنة الدستورية".

اعتبر المصدر أنه "ما دامت الهيئة ستقوم بزيارة موسكو ضمن ثوابت الثورة ومحدداتها، فلا مانع، وإن كانت هذه الزيارة بهدف الانفتاح على الروس، في ظل تراجع الدور الأميركي في الملف السوري الواضح والجلي، رغم التغيير في التعاطي في الفترة الأخيرة من قبل الأميركيين، والذي لم يرق إلى المستوى المطلوب" بحسب تعبيره .

من جهة أخرى قال المصدر "لا أرى جدوى مستقبلية تؤدي إلى تغيير مواقف الروس أو حتى تغيير في أسلوب التعنت في التعاطي مع الملف السوري. فالمسؤولون الروس حسموا خيارهم بالتعاون مع النظام والميليشيات المتعاونة معه، وهذا ما ترجمه الروس على الأرض بشكل عملي خلال السنوات السابقة من خلال تدخلهم المباشر في سوريا، وهذه الزيارة سبقتها زيارات مشابهة، ولو لم تكن على المستوى نفسه، والذين ذهبوا حصدوا الهواء من تلك الزيارات، التي كان المأمول منها إحداث تغيير في السياسة الروسية تجاه سوريا، وحصد تعاط إيجابي مع الملف الثوري".

خانة التشويش
عمومًا انتهى إلى القول "يمكن وضع دعوة الجانب الروسي للهيئة في خانة التشويش على التفاعل الخجول خلال الفترة الماضية من قبل الجانب الأميركي، الذي بدأت تظهر ملامح خجولة له، من خلال زيارات وتحركات وزير الخارجية الأميركي في المنطقة، والمبعوث الأميركي للملف السوري، والذي لا يتناسب مع الوجود القوي الأميركي على الأراضي السورية، من خلال القواعد التي تم إنشاؤها في التنف وغيرها، الأمر الذي يقلق الروس، ويدفعهم إلى التشويش على هذا الدور، خوفًا من امتداده باتجاه المناطق التي يسيطرون عليها في شرق غرب الفرات".

&

لكن مصادر معارضة انتقدت زيارة الهيئة لموسكو، واعتبرت أنها تأتي في الوقت الضائع. وقال المصدر لـ"إيلاف" إن "محاولة إيحاء هيئة المفاوضات أن الدعوة جاءت من روسيا هو أمر يناقض الواقع، فالجميع يعلم أن الهيئة سعت إلى الزيارة برغبة منها وبعد اتصالات من رئيسها نصر الحريري بمسؤولين في روسيا منذ حوالى ستة أشهر من دون تحديد موعد لها من الجانب الروسي.&

فيتو روسي
وكان الحريري مندفعًا للزيارة، إلا أن أصواتًا داخل الهيئة كانت تنصحه بالتريث، نظرًا إلى أن الهيئة خسرت أخيرًا القاعدة الشعبية، وانعكس هذا على تسمية تظاهرات يوم الجمعة داخل سوريا ضد الهيئة، ومطالبتها بالاستقالة، وأنها "لا تمثلنا" كما كتب المتظاهرون على اللافتات التي حملوها"، كما دأبت الهيئة "على انتقاد التدخل الروسي في سوريا ورفع سقف بياناتها وتصريحاتها"، إضافة إلى أنها "رفضت المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي نظمته روسيا، الأمر الذي أغضب موسكو، وجعلها ترفض التعامل بشكل مباشر مع الهيئة".

كما تحدث معارضون عن "فيتو وضعته روسيا على أسماء بعض المعارضين السوريين في الهيئة والائتلاف السوري". هذا وقالت وزارة الخارجية في بيانها حول استقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفد هيئة المفاوضات السورية المعارضة برئاسة نصر الحريري إنه "كان هناك تبادل صريح للآراء حول الوضع الحالي في سوريا وحولها، مع التأكيد على الحاجة إلى تسوية سياسية سريعة للأزمة السورية".


&