شهدت لندن أمس اجتماعا هاما للمجموعة المصغرة (مجموعة 5+2 ) للشأن السوري بحضور ممثلين من المعارضة بعد يوم واحد من قمة رباعية في اسطنبول، لتثبت الدول أن الاهتمام بسوريا لا يقتصر على روسيا وإيران، بل هناك" دول أخرى معنية بالشأن السوري، وقادرة على الحل السياسي الحقيقي إن اجتمعت الإرادات".

جرى الحديث خلال الاجتماع "عن اللجنة الدستورية وإمكانية بدئها، والبدائل في حال صعوبة إعلانها و عدم انطلاقها، والتطرق إلى الظروف السياسية عامة، وضرورة الحفاظ على اتفاق إدلب التي يعيش بها حوالي 3 ملايين مدني".

كما تناول الاجتماع، بحسب من شارك في الاجتماعات، وتحدث لـ"إيلاف":&"مسألة إعادة فتح المعابر وتأثيره، إلى جانب بحث سبل الضغط على النظام من قبل مجموعة 5+2، لكي ينخرط النظام جدياً في عملية سياسية حقيقية ومؤثرة".

وناقش الاجتماع كيفية تفعيل هذه العملية، لا سيما في ظل العودة القوية للولايات المتحدة إلى الملف السوري، اضافة الى بحث خطورة الوجود الإيراني في سوريا، والدور الإيراني الذي يعطل تارة ويتماهى مع النظام مرارا.

الاجتماعات تناولت أيضا مناطق شمال شرق سوريا، وكيفية التعامل معها في ظل الظروف الراهنة، وقد تطرقت بالمجمل حول "ظروف المنطقة الشمالية الشرقية، وكيفية التعامل معها نظراً لأهميتها وتعدد اللاعبين، وكيفية آلية التعامل مع الكثير من مشاكل تلك المنطقة اضافة الى حلها".

محادثات جديدة&

هذا وأجرى المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، مشاورات في لندن مع دول "المجموعة المصغرة" ويتوقع أن يعقد قريبا محادثات مع ممثلي الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) لعملية أستانة في سوريا.

وقال مكتب المبعوث الأممي في بيان أمس الاثنين: "أجرى المبعوث الأممي إلى سوريا مشاورات في لندن، في إطار عملية جنيف مع كبار الدبلوماسيين من دول "المجموعة الصغيرة" التي تضم مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. كان تبادلاً مفيداً للآراء، مبنيا على الجدية والاستعجال نحو إنشاء لجنة دستورية في سوريا".

كما التقى ميستورا مع وفد المعارضة السورية دون أن تعرف النتائج تماما ولكن يبدو أن الأمور بعد عودة ميستورا من دمشق دون تغيير .

تعدد المسارات&

وأوضح العقيد فاتح حسون القيادي قي الجيش السوري الحر لـ"إيلاف" أنه "من المعلوم أن المسار الأساسي للحل السياسي في سوريا&هو مسار جنيف، والذي تعطل لقرابة العام، فأحياه مسار مباحثات أستانة الذي ضمنته (تركيا وروسيا وإيران) عازمة السير باتجاه الحل السياسي عن طريق بوابة التفاهمات العسكرية".&

وفي المقابل تشكلت المجموعة المصغرة حول سوريا&التي تضم (أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والسعودية والأردن ومصر ) عازمة على التأكيد على مسار جنيف، وإهمال مسار أستانة.&

وأشار حسون الى محاولات "الدول الموجودة في المسارين أن تجد أرضية مشتركة بينهم لاسيما بعد قمة سوتشي الأخيرة بين الرئيسين التركي والروسي، التي نتج عنها اتفاق إدلب واحتفاظنا كقوى ثورة ومعارضة بالمنطقة مانعا الاتفاق بذلك سيطرة نظام بشار الأسد على ما تبقى لدينا من أراضٍ&محررة، وقد نجحت تركيا في الجمع بين هذه الدول من خلال القمة الرباعية التي عقدتها في اسطنبول و جمعت (روسيا وتركيا من دول ضامني مباحثات أستانة، وألمانيا وفرنسا من دول المجموعة المصغرة).

وقد أشار الرئيس التركي إلى احتمالية أن يشكل لقاء هذه الدول مسارا جديدا يتوسع بتوسع الدول التي يمكن أن تشارك به لاحقا، وأعتقد أنه يقصد أميركا والسعودية وغيرهما دون إيران المنبوذة دوليا، على الرغم من أن الرئيس فلاديمير بوتين صرح بأنه لا حل في سوريا بدون إيران".&

واعتبر أننا "نحن أمام تشكل مسار جديد حول سوريا يهدف إلى الحل السياسي، بتشكيل اللجنة الدستورية الخاصة بوضع دستور جديد لسوريا قبل نهاية السنة، وتهيئة الظروف التي تتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين، ومكافحة الإرهاب، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، ووقف دائم لإطلاق النار في منطقة إدلب".&

وذلك كله بالرغم من وجود تباين في شرعية نظام بشار الأسد ما بين هذه الدول، حيث أوضح أنه "ما زالت روسيا تعتبره نظاما شرعيا، في حين تعتبره تركيا ومن ورائها قوى الثورة السورية مسؤولا عن قتل مليون سوري، وتشاركها بذلك ألمانيا وفرنسا الذي أوضح رئيسها بأن استيلاء نظام الأسد على مناطق في سوريا&لا يعني ضمان الأمن فيها".