يُسدل الستار اليوم على الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأميركية بعد أشهر من الحملات التي نظمها المرشحون الديمقراطيون والجمهوريون على مستوى البلاد.

إيلاف من نيويورك: على الورق ووفق الاستطلاعات الأخيرة، فإن الحزب الجمهوري يمتلك حظوظًا أكبر للمحافظة على الأكثرية في مجلس الشيوخ وزيادة مقاعده أيضًا.&

أما الحزب الديمقراطي فيمتلك فرصة للعودة إلى الإمساك بمجلس النواب، ما يعني معارضة أكثر شراسة للرئيس ترمب في العامين المتبقيين من ولايته الأولى.

لكن انتخابات 2016 علّمت الأميركيين درسًا في عدم الركون إلى الاستطلاعات والاعتماد على لعبة الأرقام، فترمب انتصر رغم التوقعات المسبقة بهزيمته، واليوم لا أحد يمكنه ضمان سير النتائج وفق الإحصاءات التي أجرتها كبرى المؤسسات المختصة ووسائل الإعلام الأميركية البارزة.

صراع على خمسة وثلاثين مقعدًا
في مجلس الشيوخ، يتصارع الحزبان على خمسة وثلاثين مقعدًا من أصل مئة، جُل هذه المقاعد يشغلها حاليًا ديمقراطيون، بينما يتواجد ثمانية أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ الحالي على أرض المعركة.

صعبة للديمقراطيين
الأرقام الحالية في المجلس المكون من مئة عضو تميل لمصلحة الجمهوريين، الذين يستحوذون على واحد وخمسين مقعدًا مقابل تسعة وأربعين لنظرائهم.&

للوهلة الأولى يظن البعض أن الديمقراطيين بحاجة إلى تحقيق انتصارين لقلب الأرقام، إلا أن الواقع مغاير، بحيث إن عددًا لا بأس به من الديمقراطيين الحاليين في مجلس الشيوخ يخوضون معارك صعبة في ولاياتهم، التي أعطت ترمب انتصارًا كاسحًا في الانتخابات الرئاسية الماضية.

تركيز الجمهوريين
يضع الحزب الجمهوري نصب أعينه الفوز بمقاعد نورث داكوتا، وميسوري، وإنديانا ووست فرجينيا، وبدرجة أقل مونتانا وفلوريدا، حيث تعطي نتائج ترمب الأخيرة دافعًا أكبر للمرشحين الجمهوريين من أجل التفاؤل بحسم المعارك لمصلحتهم.

نهاية مشوار &هايتكامب
ويُتوقع أن يكتب يوم الثلاثاء نهاية مشوار سناتور نورث داكوتا هايدي هايتكامب في مجلس الشيوخ، باعتبارها الحلقة الأضعف بين المرشحين الديمقراطيين، وتٌعطي استطلاعات الرأي تقدمًا كبيرًا لمنافسها الجمهوري، النائب كيف كرامر.

مرشحة للخسارة
أما في ميسوري التي أعطت ترمب فوزًا بفارق ست&عشرة نقطة عن هيلاري كلينتون، فإن الديمقراطيين مرشحون لخسارة المقعد الذي تشغله حاليًا كلير ماكاسكيل، ولم تنفع محاولات الأخيرة في الإيحاء بقربها من إدارة ترمب في إقناع الحزب الجمهوري من عدم خوض معركة شرسة لإزاحتها.

فرصة استعادة الثقة
تمثل أريزونا ونيفادا فرصة للديمقراطيين من أجل استعادة الروح، وانتزاع مقعد على الأقل في ولايتين يمثلهما الحزب الجمهوري في واشنطن.&

وستشهد أريزونا منافسة بين النائبتين الجمهورية مارثا ماكسالي، والديمقراطية كيرستن سيمنما للظفر بمقعد جيف فلايك. أما في نيفادا فمن المتوقع أن يُعاني السناتور الجمهوري الحالي دين هيلر أمام النائب جاكي روزين، خصوصًا أن هذه الولاية انحازت إلى كلينتون في الانتخابات الرئاسية بفضل جهود الزعيم الديمقراطي السابق، هاري ريد.

أم المعارك
جون تيستر، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي الحالي عن مونتانا يخوض معركة حياة أو موت في وجه مات روزينديل المدعوم بقوة من الحزب الجمهوري وترمب الأب والابن.&

وتبقى معركة فلوريدا واحدة من أهم المعارك على صعيد مجلس الشيوخ والحكام في آن واحد، نظرًا إلى انخراط ترمب وباراك أوباما في المعركة. في هذه الولاية يتنافس الحاكم السابق الجمهوري ريك سكوت مع السناتور الحالي الديمقراطي بيل نيلسون في سباق لا يزال يكتنفه الغموض بسبب الإمكانات الكبيرة التي ضُخّت من قبل الحزبين للفوز.

عدم معارضة ترمب لم تنفع
ويُعد جو مانشين ديمقراطيًا بالاسم فقط، فسناتور ويست فرجينيا الحالي صوّت بنعم على مشاريع عديدة للرئيس ترمب، رغم معارضة حزبه، وينطلق مانشين في حساباته من وجوده في ولاية أعطت الرئيس الحالي أكبر انتصار على مستوى البلاد بفارق وصل إلى اثنتين وأربعين نقطة.

حتى اللحظة يبدو أن سياسة تدوير الزوايا وعدم إغضاب الناخبين تسير بشكل سلس مع مانشين، الذي لا يزال يتقدم على منافسه باتريك موريساي، رغم زجّ ترمب بثقله لحسم المعركة، وتصريحات ميتش ماكونيل، الذي تحدث صراحة عن أن المطلوب هو نقل المقعد إلى صفوف الجمهوريين، رغم مواقف السناتور الديمقراطي المؤيدة لسياساتهم.

وسيقاتل مايك براون رجل الأعمال المدعوم من ترمب بضراوة لحسم الأمور في ولاية إنديانا لمصلحته، وتجريد منافسه الديمقراطي جون دونيلي من منصبه، لا تختلف حال الأخير كثيرًا عن زميله جون مانشين، فهو ليس بمعارض شرس للرئيس ترمب، ودفعته حساباته الانتخابية إلى حد موافقته على تصريحه الأخير حول منع المولودين الجدد من اكتساب الجنسية.

&

&

&