نصر المجالي: أعلنت تركيا أن انسحابها من مؤتمر باليرمو حول ليبيا جاء اعتراضا على المعاملة التي تلقاها وفدها حيث تم استبعاده من اجتماع مهم عقد صباح الثلاثاء على هامش المؤتمر.&

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جليك، الأربعاء، في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة، إن الوفد انسحب من المؤتمر اعتراضًا على المعاملة التي تلقاها، وذلك بعد مشاورات مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي أعلن في اليوم الثاني من أعمال مؤتمر باليرمو الدولي حول ليبيا، أن وفد بلاده قرر مغادرة الاجتماع لشعوره بـ"خيبة أمل كبيرة".

عدم رضا

وعبّر أوقطاي عن عدم رضا أنقرة عن سير المؤتمر، مؤكدا أن تركيا ترفض مواصلة المشاركة و"تغادر هذا الاجتماع بخيبة أمل كبيرة".

وأوضح أوقطاي بعض الأسباب وراء هذا القرار، قائلا إن الأزمة التي تمر بها ليبيا "لا يمكن حلها إذا واصلت بعض الدول تعطيل مسار العملية (التسوية في ليبيا) لمصلحتها الضيقة"، مشددا على أن "ليبيا تحتاج إلى تقليص التدخل الأجنبي وليس توسيعه".

وأكد نائب الرئيس التركي استعداد أنقرة للحوار حول التسوية الليبية، معتبرًا أن مشاركة تركيا ضرورية للحل. وقال: "سيؤدي أي لقاء تم إقصاء تركيا عنه إلى نتائج عكسية ولن يسهم في حل المشكلة".&

وقال أقطاي الذي كان يمثل بلاده في صقلية "كل اجتماع يستثني تركيا لا يمكن إلا أن تكون نتائجه عكسية لحل المشكلة".

باليرمو وليبيا&

وخلال اليومين الماضيين، احتضنت "باليرمو" مؤتمراً دولياً، لمناقشة غياب الاستقرار السياسي في ليبيا، وكانت تركيا من بين المدعوين لحضور المؤتمر الذي يهدف لإيجاد صيغة توافقية بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، وخليفة حفتر، المدعوم من مجلس نواب طبرق.

وترأس اجتماعات المؤتمر رئيس الحكومة الإيطالية جوسيبي كونتي، بحضور كل من وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ورئيسي&الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، والجزائري أحمد أويحيى.

كما حضر المؤتمر الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي، والمصري عبد الفتاح السيسي، ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.

جيش أوروبي

وإلى ذلك، تحدث المتحدث باسم حزب أردوغان الحاكم عن دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإنشاء "جيش أوروبي"، وقال: إنه "لا يمكن ضمان أمن أوروبا بدون الدور التركي"، وإنه "لا يمكن تفعيل أي مشروع أمني بدون وجود تركيا".

وأضاف: "هذا انشقاق كبير ويُظهر بشكل واضح وجود تصدعات في اتفاق التحالف الأطلسي". ودعا ماكرون الأسبوع الماضي، إلى بناء "جيش حقيقي" للدفاع عن أوروبا، والحد من الاعتماد على الولايات المتحدة.

وقال ماكرون في حديث لإذاعة "يوروب 1"، "لن تكون هناك حماية للأوروبيين إذا لم نقرر تأسيس جيش أوروبي حقيقي". وأضاف: "علينا حماية أنفسنا في وجه الصين وروسيا وحتى الولايات المتحدة".