تواجه تيريزا ماي خطر اندلاع "تمرد" شامل اليوم الخميس في حكومتها بعد استقالة 4 وزراء يتقدمهم دومينيك راب، الوزير المسؤول عن شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وجاءت قنبلة راب واستقالة الوزراء غداة اجتماع البارحة العصيب الذي استمر خمس ساعات لمناقشة خطة الخروج.&
واعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية، مسودة الاتفاق الذي توصلت إليه للخروج من الاتحاد الأوروبي هي "المناسبة" لبريطانيا و"تلبي تطلعات الاستفتاء الشعبي، وجاء تصريح ماي في سياق ردها على انتقادات لاذعة وجهها لها زعيم حكومة الظل جيريمي كوربين خلال جلسة برلمانية بخصوص تفاصيل الاتفاق التمهيدي الذي&توصلت إليه مع الأوروبيين.
والمعضلة التي تواجهها رئيسة الحكومة البريطانية التي ألقت بيانا أمام مجلس العموم، ظهر اليوم الخميس، في الساحة الحزبية والبرلمانية متعددة الأشكال والوجوه والمواقف، فهناك من يعارض تماما الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهناك من يعارض اتفاقية الخروج باعتبارها مجحفة بالحقوق البريطانية، وهناك من يعارضها داعيا لخروج سريع بغض النظر عن المكاسب والخسائر.
تحذير
وحذرت ماي واب البرلمان من أنهم يواجهون احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق أو التخلي عن بريكست في حال لم يدعموا مشروع اتفاقها مع بروكسل.
وقالت ماي في كلمتها أمام البرلمان "يمكننا اختيار الخروج من دون اتفاق، ومواجهة التخلي عن بريكست، أو يمكننا اختيار التكاتف ودعم أفضل اتفاق يمكن التفاوض حوله"، فيما علت هتافات التأييد عندما ذكرت احتمال التخلي عن بريكست.

استقالات

وفي إطار الاستقالات، عدا عن استقالة وزير (بريكست) قدمت إيستر مكفي وزيرة العمل والمعاشات استقالتها معلنة ان الصفقة مع الاتحاد الأوروبي لم "تحترم نتيجة استفتاء الخروج من الاتحاد 2016"، واستقالت وزيرة الدولة لشؤون بريكست سويلا بريفرمان لتصبح رابع وزير يستقيل من الحكومة احتجاجا على مشروع اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، كما استقال وزير الدولة البريطاني المكلف بشؤون أيرلندا الشمالية شايليش فارا، احتجاجا على مشروع الاتفاق الخاص بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
وقال راب في رسالة استقالته التي نشر نصها في حسابه على تويتر: "لا يمكنني التوفيق بين شروط الاتفاق والوعود التي قطعناها للبلاد في بيان حزبنا". وأضاف: "أعتقد أن نظام التسوية المقترح لأيرلندا الشمالية يشكل تهديدا حقيقيا لسلامة أراضي المملكة المتحدة".
وأوضح راب أنه يعارض "شبكة أمان غير محددة المهلة" لتسوية مسألة الحدود بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيمتلك "فيتو على قدرتنا على الخروج" من الاتفاق.
وكتب: "لم توقع أي دولة ديمقراطية من قبل للالتزام بمثل هذا النظام الموسع المفروض من الخارج بدون أن تكون لها أي سيطرة ديمقراطية على القوانين الواجب تطبيقها، ولا قدرة على اتخاذ قرار بالخروج من الاتفاق".

خروج او لا خروج

أما فارا، فقال إن الاتفاق "لا يجعل من المملكة المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة"، وكتب الوزير على حسابه في تويتر، إن الاتفاق "يترك المملكة المتحدة بين خروج ولا خروج دون تحديد مهلة زمنية لتصبح&فيها أخيرا دولة مستقلة".
وأضاف: " إن هذا الاتفاق لا يضمن أن تكون المملكة المتحدة دولة مستقلة تتحرر من قيود الاتحاد الأوروبي، مهما كانت التسمية".

واسترسل قائلا: "نحن دولة فخورة وإنه يوم حزين عندما نلزم بالانصياع لقوانين وضعتها دول أخرى أظهرت بأنها لا تكترث لمصلحتنا".
وكان فارا قد أيد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء على الخروج في 2016، الذي صوت فيه 52 بالمئة من البريطانيين على الانسحاب.

بيان خاطف

وكانت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي ظهرت مساء الأربعاء، أمام 10 داونينغ ستريت لتدلي ببيان خاطف بعد اجتماع امتد خمس ساعات وشهد مشاحنات صعبة ومريرة في مجلس الوزراء مساء الأربعاء لحسم الموقف من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت ماي أنه بعد جولات من المناقشات الصعبة بين الوزراء خلف الأبواب المغلقة ، فإنها سوف تمضي قدما في كل خطة مثيرة للجدل تتعلق بـ"بريكست"، وقالت إن النقاش كان "طويلاً ومتحمسًا".
وقالت السيدة ماي: "كانت الخيارات أمامنا صعبة ... لكن القرار الجماعي لمجلس الوزراء كان أن توافق الحكومة على الوثيقة". وأضافت: أعلم أنه ستكون هناك أيام صعبة مقبلة. لكن الخيار كان هذه الصفقة ... أو العودة إلى المربع الأول".
وأضافت: "أعتقد اعتقادا راسخا أن رأسي وقلبي هو قرار يصب في مصلحة المملكة المتحدة بأسرها". وقالت إنها ستدلي ببيان يوم الخميس أمام مجلس العموم، وقال مراقبون إنه حتى الآن يبدو أن السيدة ماي قد تجنبت استقالة كبار الوزراء بسبب خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي.