تواجه تيريزا ماي خطر اندلاع "تمرد" شامل اليوم الخميس في حكومتها بعد استقالة الوزير المكلف بريكست دومينيك راب وثلاثة وزراء آخرين احتجاجا على مشروع الاتفاق على الانسحاب مع الاتحاد الأوروبي.

وجاءت قنبلة راب غداة اجتماع البارحة العصيب الذي استمر خمس ساعات لمناقشة خطة الخروج.&

المعضلة التي تواجهها رئيسة الحكومة البريطانية&في الساحة الحزبية والبرلمانية متعددة الأشكال والوجوه والمواقف، فهناك من يعارض تمامًا الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهناك من يعارض اتفاقية الخروج، باعتبارها مجحفة بالحقوق البريطانية، وهناك من يعارضها، داعيًا إلى خروج سريع بغضّ النظر عن المكاسب والخسائر.

ماي تحذر

وحذرت ماي الخميس نواب البرلمان من أنهم يواجهون احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق أو التخلي عن بريكست في حال لم يدعموا مشروع اتفاقها مع بروكسل.

وقالت ماي في كلمتها أمام البرلمان "يمكننا اختيار الخروج من دون اتفاق، ومواجهة التخلي عن بريكست، أو يمكننا اختيار التكاتف ودعم أفضل اتفاق يمكن التفاوض حوله" فيما علت هتافات التأييد عندما ذكرت احتمال التخلي عن بريكست.

&

وزير (بريكست) المستقيل دومينيك راب&

&

وزير إيرلندا الشمالية

جاءت استقالة وزير (بريكست) بعد ساعات على استقالة وزير الدولة البريطاني المكلف بشؤون إيرلندا الشمالية شايليش فارا، احتجاجًا على مشروع الاتفاق الخاص بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

قال راب في رسالة استقالته التي نشر نصها في حسابه على تويتر: "لا يمكنني التوفيق بين شروط الاتفاق والوعود التي قطعناها للبلاد في بيان حزبنا". أضاف: "أعتقد أن نظام التسوية المقترح لإيرلندا الشمالية يشكل تهديدًا حقيقيًا لسلامة أراضي المملكة المتحدة".

وأوضح راب أنه يعارض "شبكة أمان غير محددة المهلة" لتسوية مسألة الحدود بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيمتلك "فيتو على قدرتنا على الخروج" من الاتفاق.

كتب: "لم توقع أي دولة ديمقراطية من قبل للالتزام بمثل هذا النظام الموسع المفروض من الخارج بدون أن تكون لها أي سيطرة ديمقراطية على القوانين الواجب تطبيقها، ولا قدرة على اتخاذ قرار بالخروج من الاتفاق".

خروج أو لا خروج

أما فارا فقال إن الاتفاق "لا يجعل من المملكة المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة"، وكتب الوزير على حسابه في تويتر، إن الاتفاق "يترك المملكة المتحدة بين خروج ولا خروج من دون تحديد مهلة زمنية لتصبح&فيها أخيرًا دولة مستقلة".

أضاف: "إن هذا الاتفاق لا يضمن أن تكون المملكة المتحدة دولة مستقلة تتحرر من قيود الاتحاد الأوروبي، مهما كانت التسمية". استرسل قائلًا: "نحن دولة فخورة، وإنه يوم حزين عندما نلزم بالانصياع لقوانين وضعتها دول أخرى، أظهرت بأنها لا تكترث لمصلحتنا".

وكان فارا قد أيّد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء على الخروج في 2016، الذي صوّت فيه 52 بالمئة من البريطانيين على الانسحاب.

وبعد ذلك أعلنت وزيرة العمل والمعاشات التقاعدية إيستر ماكفي، وهي من أشد مؤيدي بريكست، استقالتها.

وتبعتها وزيرة الدولة لشؤون بريكست سويلا بريفرمان التي قالت إن "التنازلات" المقدمة لبروكسل في مسودة الاتفاق "لا تحترم إرادة الشعب".

بيان خاطف

وكانت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي ظهرت مساء الأربعاء، أمام 10 داونينغ ستريت لتدلي ببيان خاطف بعد اجتماع امتد خمس ساعات، وشهد مشاحنات صعبة ومريرة في مجلس الوزراء مساء الأربعاء، لحسم الموقف من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأعلنت ماي أنه بعد جولات من المناقشات الصعبة بين الوزراء خلف الأبواب المغلقة، فإنها سوف تمضي قدمًا في كل خطة مثيرة للجدل تتعلق بـ"بريكست"، وقالت إن النقاش كان "طويلًا ومتحمسًا".

وقالت السيدة ماي: "كانت الخيارات أمامنا صعبة... لكن القرار الجماعي لمجلس الوزراء كان أن توافق الحكومة على الوثيقة". وأضافت: أعلم أنه ستكون هناك أيام صعبة مقبلة. لكن الخيار كان هذه الصفقة... أو العودة إلى المربع الأول".

وأضافت: "أعتقد اعتقادًا راسخًا أن رأسي وقلبي هو قرار يصب في مصلحة المملكة المتحدة بأسرها". وقالت إنه ستدلي ببيان يوم الخميس أمام مجلس العموم، وقال مراقبون إنه حتى الآن يبدو أن السيدة ماي قد تجنبت استقالة كبار الوزراء بسبب خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
&