يلتقي اليوم الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان لحل المسائل العالقة في الملف السوري بخصوص محافظة إدلب وتنفيذ اتفاق سوتشي الأخير واللجنة الدستورية، بعدما تم الحديث عن تقارب تركي أميركي، وعن خلافات حول القسم الثالث من اللجنة الدستورية الخاص بالمجتمع المدني، وعن رغبة تركية في توسيع اللجنة، وعن عدم اتفاق اللجان الروسية التركية في اجتماعاتها المتتالية وإحالة جميع الملفات على لقاء اليوم.

إيلاف: قال القيادي في الجيش السوري الحر فاتح حسون لـ"إيلاف" إنه "بات من الطبيعي جدًا حصول لقاءات تنسيقية بين الرئيسين الروسي والتركي، خاصة عندما تكون هناك قضايا شائكة، كقضية إدلب والشمال المحرر، حيث يأتي اللقاء بعد العديد من التصريحات التشويشية، التي صدرت من جهات عدة، كان منها تصريحات لقاعدة حميميم، تتحدث عن عدم قدرة تركيا على تحييد الفصائل المصنفة على أنها متشددة عن فصائل الثورة المعتدلة".

تشكيل الهيئة الدستورية
واعتبر أن "هذا اللقاء بين الرئيسين سيحسم الجدل الإعلامي حول هذه المسألة، كما إنه قد يساعد على إزالة المخاوف الروسية الإيرانية حول التقارب التركي الأميركي، الذي يسير بخطوات ثابتة وسريعة".

ورأى حسون أن هذا اللقاء يهيئ لما أسماه "ضبط إيقاع اجتماع أستانة المزمع عقده في نهاية الشهر". أما القضية الأخرى، التي سيتم نقاشها ومحاولة حسمها، فتعتبر قضية مهمة جدًا، وكانت محورًا في القمة الرباعية التي عقدت في إسطنبول، وكان هناك تأكيد عليها، ألا وهي قضية تشكيل الهيئة الدستورية المتعثرة، رغم التوافق الدولي عليها، وتشجيع مختلف القوى لها، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

فقد أوضح حسون أنه "كما هو معلوم فنظام الأسد هو من يعرقل هذا المسار، ولا رغبة لديه في المشاركة في هذه اللجنة. من ناحية أخرى هناك دفع من الجانب التركي لضم أسماء تمثل شرائح وأطياف سورية أوسع، من خلال توسعة الهيئة الدستورية، الأمر الذي سيزيد تعقيد المشهد الآتي".

هل اقتربت معركة إدلب؟
كما توقع أن "تكون هناك مخرجات إيجابية من لقاء الرئيسين التركي والروسي، ولو كانت جزئية، من خلال إعطاء المزيد من الوقت، وإفساح المجال أمام السياسة في حل هذه العقد". &

في غضون ذلك تحدثت وسائل إعلام النظام وإيران عن أن "معركة إدلب قادمة قادمة" في ظل الخروقات المتكررة، وأن "النظام التزم بالهدنة، فيما لم يلتزم الطرف الآخر".

ادّعت هذه المصادر أن موسكو أعلنت عن ذلك مرارًا، وأن المعارضة غير ملتزمة بالهدنة، وأشارت إلى عدم قدرة تركيا على كبح جماحها، لأن "النصرة" تعتبر أن المعركة ضرورية لها من أجل إنقاذ نفسها من وضعها المتأزم الحالي.

ولفتت إلى أن كل السيناريوهات مفتوحةٌ، فقد يتّفق الزعيمان الروسيّ والتركيّ على تمديد العمل بالهدنة على وضعها الحاليّ لفترة قصيرةٍ جدًّا، كنوعٍ من إعطاء الفرصة الأخيرة لمن يخرقونها، وقد يتّفق الطرفان على البدء بعمليّةٍ عسكريّة تستهدف النصرة فقط، وبهذا تكون أنقرة قد أراحت نفسها والميليشيات المحسوبة عليها من عقدة النصرة، من أجل التفرّغ لاحقًا لمعركة شرق الفرات.