تصدرت الصحف اليومية الصادرة الجمعة عناوين تهم قضايا تدبير الشأن الديني في سبتة ومليلية "المحتلتين"، واتهام الحكومة بالتخلي عن السكن، ودعم إسبانيا للمغرب اقتصاديًا، ورفض النقابات لتسييس الجامعة في الرباط.
&
إيلاف المغرب من الرباط: أفادت صحيفة "أخبار اليوم" أن أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، كشف في حوار مثير واستثنائي مع وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، أن المغرب يغطي مصاريف 51 مسجدًا في مدينتي سبتة ومليلية، اللتين "تحتلهما" إسبانيا في شمال المملكة، أي نحو 80 في المائة من دور العبادة الإسلامية الموجودة في الثغرين المحتلين.
&
وأبرز أن المملكة المغربية تتحمل تكاليف 34 مسجدًا من أصل 42 مسجدًا في سبتة، و17 مسجدًا في مدينة مليلية، علمًا أن مجموع سكان سبتة يبلغ 84 ألف نسمة، نصفهم مغاربة، كما إن نصف سكان مدينة مليلية، البالغ عددهم 86 ألف نسمة، ينحدرون من المملكة.

أضاف التوفيق أن وزارته تدفع، إلى حدود الساعة، رواتب 95 موظفًا دينيًا في مدينة سبتة و58 آخرين في مليلية، رغم تجنبه كشف مجموع الأموال الموجّهة لتدبير الشأن في الثغرين.
&
ذكر الوزير أن الحكومة المغربية وجّهت 1.4 مليون يورو في سنة 2017 لتغطية نفقات العديد من المساجد والجمعيات الإسلامية في مدريد وكتالونيا، مبينًا كذلك أن هذا الدعم الموجّه إلى دور العبادة يبقى في الإطار الديني، وليست وراءه أهداف أخرى.
&
اتهامات للحكومة بالتخلي عن السكن
&قالت صحيفة "المساء" إن النقابة الوطنية للسكنى والتهيئة والتعمير وسياسة المدينة اتهمت الحكومة بالتخلي عن قطاع السكن كمهمة أصلية لها، والاكتفاء بصرف تمويل ضخم لعمليات متفرقة في إطار ما تسمى "سياسة المدينة"، في غياب تام لمساطر البرمجة والتمويل والتتبع.
&
واعتبر مصدر الصحيفة أن الشروط التعجيزية لإنجاز برامج السكن الاجتماعي أقصت المنعشين العقاريين الصغار والمتوسطين من الاستثمار في قطاع السكن، مما أفقده رأسمالًا كبيرًا، وترك المجال محصورًا بين أيدي الرساميل الضخمة، التي أصبحت تحتكر القطاع لبناء صناديق أسمنتية، مستفردة بالمواطنين المستضعفين، رغم جملة من الإعفاءات والامتيازات المشروطة، من دون حسيب ولا رقيب.
&
وأوضح المصدر أن للانكماش الحاد في قطاع السكن سببًا عميقًا يتجلى في غياب نفوذ وسلطة الوزارة على قطاع العقار والبناء، وغياب تصور استراتيجي لدى المسؤولين، وترددهم في الدمج والتدبير المندمج لإعداد التراب والتعمير والسكنى كقطاعات متكاملة لا يمكن الفصل بينها.
&
إسبانيا تراهن بقوة على المغرب
تطرقت صحيفة "الأحداث المغربية" إلى اهتمام الصحافة الإسبانية، بمختلف مشاربها، بالزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة الإسباني، بيدرو سانشير، وعدد من وزراء حكومته إلى المغرب، خلال بداية الأسبوع الجاري.
&
وأوضحت الصحيفة أن الصحف الإسبانية نشرت تصريحات وتعليقات لعدد من المسؤولين السياسيين، بمن&فيهم مسؤولون في البرلمان الأوروبي، والذين أكدوا أن القمة المغربية - الإسبانية ستكون مفيدة للبلدين الجارين، وللاتحاد الأوروبي بشكل عام، خاصة في القضايا التي تهمهم، من قبيل الهجرة، والصيد البحري، واتفاقية التجارة الحرة وغيرها.
&
ونقلت "الأحداث المغربية" عن صحيفة "آل موندو" قولها، إن المغرب هو مفتاح أساس في قضيتين تؤثران بشكل مباشر على وزارة الداخلية الإسبانية، هما الهجرة غير النظامية، والتنسيق لمكافحة الإرهاب.
&
وأشاد سانشيز، بعد اجتماعه بالملك محمد السادس، بمدى استعداد العاهل المغربي للتعاون في قضايا "المسؤولية المشتركة"، من قبيل "تحدي" الهجرة، ويعني هذا التعاون أن إسبانيا تحاول حمل الاتحاد الأوروبي على دعم المغرب اقتصاديًا من أجل السيطرة على التدفقات غير النظامية للهجرة.
&
نقابات ترفض تسييس الجامعة
انتقدت صحيفة "العلم" مسألة تأخير تعيين رئيس جديد لجامعة محمد الخامس في الرباط، خلفًا لسعيد أمزاري، الذي عيّن وزيرًا للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
&
وقالت إن مصدرًا نقابيًا من داخل الجامعة أكد في تصريح لها، أن وضعية الجمود التي تعرفها رئاسة الجامعة، هي بفعل رغبة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في فرض محمد بلحاج، الرئيس الحالي بالنيابة، الذي يدعمه لحسن الداودي، الذي ما زال يتدخل في الجامعات.
&
أضاف مصدر الصحيفة أن بلحاج المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية كلف بهذه المهمة لتصريف أعمال الجامعة، بعد تعيين سعيد أمزاري، وزيرًا للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
&
وشدد المصدر نفسه على رفض التمثيليات النقابية تسييس الجامعة التي تتمتع بالاستقلالية الإدارية والمالية والبيداغوجية، مشيرًا إلى أن هذا التدخل الذي أدخل الجامعة في "بلوكاج"، ترتب عنه تجميد كل مهامها ومشاريعها، بل بلغ الأمر حد التوقف عن أداء فواتير الماء والكهرباء.