بهية مارديني: ناشدت الهيئة السورية للتفاوض والائتلاف الوطني السوري المعارض، في بيانين منفصلين، الدول العربية التي أعادت العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري الى اعادة التفكير بهذه الخطوة.

واعتبرا&أن النظام السوري وإيران "يكمٌل أحدهما الآخر في دعم الاٍرهاب والتطرف"، كما أعلنت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا موقفها من هذه الخطوة.

تحدثت الهيئة السورية للتفاوض في بيان لها تلقت "إيلاف" نسخة منه عن اتجاه بعض "الدول الصديقة للشعب السوري إلى إعادة علاقاتها مع النظام السوري، ما يجعل إعلام هذا النظام يتفاخر بأن العالم سيعيد تأهيله رغم كل الجرائم التي ارتكبها ضد شعبه في السنوات السبع الماضية، ورغم استمراره بالإنتهاكات والإعتقالات والتعذيب والاعدامات في السجون والفروع الأمنية يوميا".

وأعاد البيان تذكير العالم بأن ثورة الشعب التي بدأت سلمية، ضد الفساد والطغيان، قد "واجهها النظام بالرصاص الحي والإعتقال و الحصار والتجويع والتهجير، وعمل حثيثا على إذكاء الخطاب الطائفي وتحريض التطرف. لقد فعل النظام كل ذلك بهدي من شعاره الذي أطلقه منذ الأيام الأولى للثورة "الأسد أو نحرق البلد".

وقال البيان "لكي يبقى النظام على عهده في طغيانه وفساده، استقدم المليشيات الطائفية من إيران والعراق ولبنان غير عابئ بتداعيات ذلك من استقطاب للإرهاب وتوليد له، ما أدى في النهاية إلى فقدان سوريا استقلالها وسيادتها وتحولها تدريجيا إلى ساحة للصراع الاقليمي والدولي. إن العالم بأسره يرى كيف أن النفوذ الإيراني، على مرأى ومسمع من النظام، مدعوما بالسلاح والتحشيد المذهبي، يفرض على الشعب السوري واقعا جديدا من خلال التغيير الديموغرافي والإستيلاء على أملاك السوريين والإمساك بمفاصل الاقتصاد والتغلغل داخل المؤسسات الأمنية".

كما أشارت الهيئة السورية للتفاوض الى أن "هناك ستة ملايين لاجئ منتشرين في أصقاع العالم، وأن هناك مئات الآلاف من الأطفال السوريين الذين يعيشون أقسى الظروف في مخيمات تفتقر لمقومات الحياة الكريمة ويتطلعون إلى تعاطف أشقائهم حيال معاناتهم خاصة وأن العالم كله شاهد كيف أن النظام يحاول منع عودتهم من خلال ممارسة سياسات انتقامية ضد من غادر منهم وعاد".

ولفتت الى "أن الدول التي أغلقت سفاراتها في دمشق كان نتيجة إصرار النظام على استخدام العنف والاعتقال والرصاص الحي ضد المتظاهرين، وكان العالم شاهدا خلال السنوات المنصرمة على تعنت النظام ورفضه التعامل بإيجابية مع كل المبادرات العربية والدولية والمفاوضات السياسية تحت الشرعية الدولية باتجاه توحيد الصفوف ضد الاٍرهاب والتطرف وإعادة الاستقرار لسوريا والسيادة لدولتها".

وأهابت الهيئة "بالأشقاء والأصدقاء ألا يتجاوزوا آلام السوريين ومعاناتهم، وألا يبنوا سياستهم حيال النظام على آمال و تقديرات تتعارض مع الواقع، و تطيل من أمد معاناة السوريين، وتعين النظام على طغيانه وظلمه".

وقالت الهيئة إنها "ستواصل سعيها من أجل حل سياسي عادل وفق المرجعيات الدولية"، وشددت أنها تتطلع في ذلك إلى "دعم الأشقاء العرب والمجتمع الدولي".

الائتلاف المعارض&

الى ذلك، أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بدر جاموس، على أن الشعب السوري الذي تعرض للقتل والتعذيب والتهجير على يد قوات الأسد، وصل إلى نقطة لا رجعة فيها، مشدداً على ضرورة أن يكون الحل السياسي في سوريا وفق القرارات الدولية التي أقرها مجلس الأمن بشأن سوريا&وفي مقدمتها بيان جنيف والقرار 2254.

واعتبر جاموس في تصريحات، تلقت "إيلاف" نسخة منها، أن توجه بعض الدول العربية إلى إعادة علاقاتها مع نظام الأسد، "خطأ استراتيجي فادح".

وأضاف أن "تلك الدول لا تعلم بعد مدى العلاقة بين نظام الأسد والنظام الإيراني ومدى ترابط مشروع الطرفين"، وقال: إن "كليهما يكملان الآخر".

وأشار جاموس إلى أن "محاولات تغييب إرادة الشعب السوري، إضافة إلى تعويم المجرمين ومنع تحقيق العدالة، ستجعل&عملية الوصول إلى سلام مستدام في البلاد حلماً بعيد المنال"، مشيراً إلى أن ذلك قد يولد موجات عنف جديدة ويفسح المجال أمام ظهور تنظيم داعش من جديد.

وشدد على أن الشعب السوري أقوى من أي وقت مضى، وهو مستمر في مطالبه المشروعة المتمثلة بنيل الحرية والكرامة.

واعتبر جاموس أن الائتلاف يعمل "على تحقيق رغبات شعبنا وأهدافه "، لذلك قال "سنقوم بما وسعنا لمتابعة العمل في عملية سياسية حقيقية تقودها الأمم المتحدة وفق القرارات الدولية".

ودعا جاموس كافة قوى الثورة والمعارضة السورية إلى التمسك بمطالب الثورة السورية، حتى "بناء نظام ديمقراطي حقيقي مبني على التعددية السياسية والعدالة والمساواة"، مؤكداً على أن زمن الاستبداد والعبودية لن يعود له الشعب السوري، ولن يقبل بأي نوع من أنواع الاضطهاد والمحسوبيات.

كما أكد على أن جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد وحلفاؤه لا تموت بالتقادم.

وطالب الأمم المتحدة بمتابعة التحقيقات الدولية عن جرائم الحرب في سوريا، ومحاسبة كافة المسؤولين عنها.

اخوان سوريا&

من جانبها، قالت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا: "في خطوة سياسية أصابت السوريين من مهجرين ونازحين وعوائل شهداء ومعتقلين بالألم والأسى، أعلنت بعض الدول العربية عن إعادة فتح سفاراتها لدى نظام الأسد، في تعبير عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين".

واعتبرت الجماعة في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن هذه الخطوة المؤسفة من بعض الدول العربية تأتي "في اللحظة التي كان ينتظر فيها ملايين السوريين الذين عانوا من بطش الأسد وظلمه، خطوة منهم إلى الأمام تساعد في التخلص من هذا النظام وجرائمه، وتطبيق القرارات الأممية التي تحقق الانتقال السياسي وبناء سوريا&المستقبل دون الأسد ونظامه".

ودانت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا "هذه الخطوة السياسية الداعمة للأسد ونظامه"، مؤكدة "على أن استمرار هذا النظام وبقاءه&ودعمه هو دعم لمشروع التوسع الإيراني، ودعم للتطرف والإرهاب في المنطقة، وقبول بجميع الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها هذا النظام، وتنكر لكل التضحيات التي قدمها الشعب السوري البطل، وأن سبب الثورة وفكرتها مازالا&قائمين&ومستمرين&باستمرار بقاء هذا النظام".