نصر المجالي: أصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا حكماً بالسجن المؤبد بحق السفير العراقي في لبنان عوض فخري المدان بالاشتراك في عملية اغتيال المعارض العراقي طالب السهيل والد السفيرة العراقية في الاردن صفية السهيل في بيروت العام 1994.

وكان بيان صادر عن المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى أوضح أن فخري اعترف في مرحلة التحقيق باشتراكه في عملية الاغتيال، وان دوره كان إخفاء الأسلحة التي نفذت بها العملية في العاصمة اللبنانية بيروت.

وأشار البيان إلى أنه تم تصديق اعترافات عوض فخري يوم 4/12/2018 وهي اسرع محاكمة في العراق، ولفت البيان إلى أن "المحكمة وجدت في الادلة المتوفرة كفايتها لإدانة المتهم وفق احكام المادتين 12/15 من قانون المحكمة الجنائية العليا".

واتهم فخري الذي كان قائما بأعمال لسفارة وأحد عناصر المخابرات العراقية وعضو فرقة في حزب البعث بتسهيل عملية هروب المتهمين عن طريق إخفائهما&في صندوق السيارة الدبلوماسية، وقصد باتجاه مطار بيروت الدولي لتمكينهما من الهروب، لكن تمت متابعته من قبل الأمن اللبناني وضبطه والقبض على المتهمين.

الاعداد لانقلاب

يذكر أن نظام صدام حسين كان اتهم الشيخ طالب السهيل الذي كان يحمل الجنسية الأردنية، هو والد السفيرة العراقية لدى الأردن حاليا صفية السهيل، بالإعداد لانقلاب بالتعاون مع عشائر عراقية.

وإلى ذلك، قال بيان مجلس القضاء الأعلى اسم إن "المدان اعترف في مرحلة التحقيق بتورطه في عملية الاغتيال وأن دوره كان إخفاء الأسلحة التي نفذت بها العملية في العاصمة اللبنانية بيروت".

وأضاف أن "المدان كان يعمل في تلك الحقبة قائما بأعمال السفارة العراقية في بيروت، فضلا عن كونه ضابطا بجهاز المخابرات السابق الذي كان مسؤولا عن تلك العملية، وفضلا عن ذكره تفاصيل وكيفية تنفيذها".

ولفت البيان، إلى أن "المحكمة وجدت في الأدلة المتوفرة كفايتها لإدانة المتهم وفق أحكام المادتين 12/15 من قانون المحكمة الجنائية العليا".

يذكر أنه كان تم في مارس 2014 تنفيذ حكم الإعدام شنقا بثلاثة من مرتكبي جريمة اغتيال طالب السهيل وهم عبد حسن المجيد عبدالغفور وهادي حسوني نجم محمد وفاروق عبدالله يحيى.

احتجاج&

يذكر أن الدبلوماسي عوض فخري كان تم تعيينه رئيسا لدائرة الشؤون العربية بوزارة الخارجية العراقية العام 2005 بعد عامين من إطاحة نظام صدام حسين، وأدى تكليفه من جانب الوزارة في مهمة لبيروت إلى احتجاج بنات المعارض الراحل طالب السهيل باعتباره كان قائما بأعمال السفارة العراقية في لبنان عندما قتل والدهن.

وحينها، أرسلت أرملة الشيخ طالب السهيل، السيدة مينيرفا علي بدر الدين السهيل مع بناتها " صفیة وسارة وشیرین ونورا وعالیة وزینب" رسالة مفتوحة الى الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني احتجاجا على ارسال عوض فخري الى لبنان "للعمل على رفع التمثيل الدبلوماسي ما بين العراق ولبنان الى مستوى السفراء".

واتهمت عائلة السهيل، الدبلوماسي عوض فخري بأنه "حاول تسهيل فرار قاتلي والدي من لبنان بعد تنفيذ جريمتهما". واعتبرت في رسالتها أنه "سيكون من غير المعقول ان توافق السلطات اللبنانية على استقبال مسؤول رسمي عراقي كان متواطئا في جريمة قتل حصلت في اراضيها".&

استنكار واسع&

وأثار اغتيال الشيخ طالب السهيل العام 1994 استنكارا واسعا في العالم العربي خصوصا ان المغدور كان من أسرة تحتل زعامة قبيلة بني تميم ويقيم علاقات عربية واسعة. وكان اغتياله&أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والعراق واعتقال دبلوماسيين عراقيين رغم الحصانة الدبلوماسية التي كانا يتمتعان بها.&

وكان الدبلوماسيان استفادا من عفو بعد سنتين على اعتقالهما، وآنذاك تم تبادل الاتهامات والاحتجاجات بين لبنان والأردن على إثر إطلاق سراح الدبلوماسيين العراقيين على اعتبار أن السهيل يحمل جواز السفر الأردني.

وفي الختام، يشار إلى ان طالب السهيل هو الابن الثاني للشيخ علي السهيل من أصل سبعة أبناء هم غالب وطالب وعبد الملك وأحمد وعبد الرحمن وغضبان وحابس وعبد الكريم.&