وجهت السلطات المكسيكية اتهامات جنائية لأربعة ضباط شرطة بالتورط في اختفاء ثلاثة مواطنين إيطاليين، منذ 31 يناير/ كانون ثاني الماضي.

وبحسب الشرطة فإن المواطنين الثلاثة، من مدينة نابولي، ظهروا لأخر مرة في مدينة تيكاليتلان، غربي ولاية جاليسكو، قبل اختفائهم في محطة وقود.

وقال حاكم الولاية إن ضباط الشرطة المتهمين اعترفوا بتسليم الإيطاليين الثلاثة إلى عصابات محلية.

وادعت الشرطة في وقت سابق أنها اعتقلت الإيطاليين في محطة وقود.

مقتل 28 سجينا في عنف بين عصابات بسجن مكسيكي

اعتقال سيرفاندو غوميز زعيم "فرسان الهيكل"، أخطر أباطرة المخدرات في المكسيك

قتلى في معركة بين عصابتين للمخدرات داخل سجن شمال المكسيك

ماذا حدث بحسب رواية الشرطة؟

اعتقل الضباط المتهمون الإيطالي رافائيل روسو، 60 عاما، و نجله أنطونيو، 25 عاما، وابن أخيه فينسينزو سيموني، 29 عاما، في محطة وقود بمدينة تيكاليتلان، وهي مدينة زراعية في المكسيك.

وقال أقارب المختفين في إيطاليا إن أخر رسالة تلقوها من روسو عبر واتس آب، قال فيها :"إن رجال شرطة على دراجات نارية وفي شاحنة يقتربون منهم، وطلبوا منهم أن يتبعوهم إلى مكان ما".

وتحدث نجل أحد المختفين لراديو إيطالي وقال إن الثلاثة تم بيعهم إلى عصابة مكسيكية مقابل 43 يورو (53 دولارا)، لكن مسؤولين محليين قالوا إنهم لا يستطيعون تأكيد هذه المعلومة.

وتسيطر عصابة جاليسكو نيو جينراشن كارتل، على المنطقة التي اختفى فيها الثلاثة، وتعد واحدة من أقوى عصابات الجريمة المنظمة في المكسيك.

ووجهت السلطات اتهامات لأربعة ضباط شرطة، بينهم شرطية، وتم احتجازهم بالفعل، كما قالت إن هناك ثلاثة أخرين يجرى التحقق حول ارتباطهم بالقضية.

وفي أعقاب اختفاء الإيطاليين الثلاثة، تم إرسال جميع قوات الشرطة في المدينة إلى دورة تدريبية، بينما تكهنت بعض وسائل الإعلام المحلية بأنه تم إبعاد رجال الشرطة حتى لا يخضعوا لضغوط وإرهاب العصابات لتغيير روايتهم.

المكسيك
AFP/GETTY IMAGES
عصابة جاليسكو نيو جينراشن كارتل تسيطر على مدينة جاليسكو حيث وقع حادث الاختفاء

ما هي عصابة جاليسكو نيو جينراشن؟

تشن الحكومة المكسيكية حملة ضد عصابات الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات منذ 2006، مما أدى إلى تشرذمها ووقوع صراعات داخلية بل وظهور جماعات جديدة أيضا.

وظهرت عصابة جاليسكو نيو جينراشن، عام 2011 في غربي جاليسكو، كنتيجة لتفكك عصابة ميلينيو كارتل، والتي كانت في الأصل جزءا من عصابة سينالوا.

تورطت العصابة في هجمات مسلحة على قوات الشرطة والجيش وكانت وراء إسقاط مروحية عسكرية.

يقود العصابة حاليا نميسيو أوسيغويرا سيرفانتيس، 53 عاما، وخاض حربا ضد عصابات أخرى خلفت عشرات القتلى لبسط السيطرة على مناطق النفوذ.

تعمل العصابة في عدة مجالات منها زراعة القنب الهندي (النبات المستخدم في صناعة الحشيش) وكذلك الماريغوانا، وتقدر أصولها بمليارات الدولارات.

عصابة في المكسيك "تعترف بقتل الطلبة المفقودين"

ماذا كان يفعل الإيطاليون في المكسكيك؟

من غير الواضح بشكل قاطع أسباب ذهاب الإيطاليين المختفين للمكسيك، لكن تقارير ذكرت إنهم ذهبوا لبيع بضائع صينية.

وقال راؤول سانشيز، النائب العام بولاية جاليسكو، إن لديه معلومات حول بيعهم مولدات كهرباء ومعدات زراعة رخيصة الثمن، والتي زعموا أنها بضائع عالية الجودة.

يأتي هذا فيما نفى أقاربهم في إيطاليا ارتكابهم أي مخالفات قانونية أو ممارسة أنشطة غير شرعية في المكسيك.

المكسيك
AFP
السلطات الفيدرالية تستعين بالجيش لضبط الأمن نظرا لضعف تدريب قوات الشرطة

هل وقعت حوادث مشابهة من قبل؟

قارنت وسائل الإعلام المكسيكية بين هذه القضية وقضية اختفاء 43 طالبا مكسيكيا في مدينة إغوالا عام 2014.

وقال الإدعاء في قضية الطلاب إن عناصر فاسدة من الشرطة المحلية متورطة في القضية وهي من سلمت الطلاب إلى عصابة إجرامية قتلتهم ثم أخفت جثثهم.

وتعاني الشرطة المحلية من ضعف التدريب وضعف الرواتب، وغالبا ما تخضع لترهيب و ابتزاز أو رشوة من العصابات للتغاضي عن أنشطتها الإجرامية أو حتى المشاركة فيها.

ولكل هذه الأسباب غالبا ما ترسل السلطات الفيدرالية قوات من الشرطة الفيدرالية وحتى جنود من الجيش إلى أشد المناطق عنفا لفرض الأمن.

هل السفر إلى المكسيك آمن؟

غالبية الزيارات إلى المكسيك تمر دون متاعب، لكن توجد جرائم عنيفة وأنشطة إجرامية تمثل خطورة في عدة مناطق.

الشهر الماضي، أصدرت الخارجية الأمريكية تحذيرا للسائحين الأمريكيين الراغبين في زيارة المكسيك بضرورة تجنب الذهاب إلى خمس ولايات تشهد ارتفاعا كبيرا في معدلات الجريمة.

وبحسب الخارجية الأمريكية، فإن معدلات العنف في الولايات المكسيكية الخمس تضاهي ما يحدث في العراق وسوريا.

وحذرت السائحين أيضا من القيادة ليلا، وكذلك الانتباه أثناء استخدام بطاقات الصراف الآلي وعدم ارتداء مجوهرات وأشياء ثمينة.

كما نصح مكتب الخارجية في بريطانيا بضرورة التأكد من سلامة المناطق التي يذهب إليها مواطنوها أولا نظرا لأن العنف يتركز في مناطق معينة بالمكسيك.

وأوضح أن العنف المرتبط بتجارة المخدرات يمثل مشكلة في جاليسكو، حيث اختفى الإيطاليون الثلاثة.

كما حذر مكتب الخارجية البريطاني من خطر جرائم الاختطاف، وتورط قوات من الشرطة فيها.

ووجه نصائح للسائحين بتجنب مناقشة الأمور المالية بصورة علنية وضرورة إبلاغ أقاربهم وأصدقائهم عن تحركاتهم وما يحدث معهم باستمرار.